النجف الأشرف/ عادل الفتلاوي/18-1-2008م
دعا إمام جمعة النجف الأشرف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي(دام ظله) في خطبة صلاة الجمعة العالم العربي والإسلامي إلى الاستفادة من التجربة العراقية والدروس التي قدمها العراقيون في هذه التجربة منها ان الشعوب قادرة على النجاح في آخر المطاف حينما تسلك درب الحرية كما فعل الشعب العراقي الذي أراد أعداؤه ان يذلوه ويركعوه ولكنه انتصر والشعوب ليست بحاجة إلى قوة عسكرية ولا كتاتوريات فالعراقيون وبعد خمس سنوات من القتال الطائفي والإرهاب لم تنل من إرادتهم قائلا:انتصر الشعب العراقي واستطاع ان يرسم تجربة للعالم.وكذلك درس الوحدة والصبر والتعقل التي هي ركائز نجاح التجربة العراقية ولا يمكن لأمة ان تنجح بدون صبر أو عقلانية ولا يمكن للشعارات وحدها ان تصنع شيئاً أو الأساليب إذا لم تكن عقلانية قائلا: سنحقق وحدة العراق واستقلاله عبر طرق عقلانية
مؤكداً سماحته على الإرهاب لا يمكن ان ينجح مهما تمادى ورأيناه كيف أنهزم وجمع فلوله وتمزق بعد ان تحزبوا علينا فقد كانت جموع الإرهابيين تدخل إلى العراق وصغار يتم تعبئتهم حيث أشارت الأرقام والإحصائيات إلى ان الدولة الأولى المصدرة للإرهابيين هي المملكة العربية السعودية وبعدها ليبيا وباقي دول تقاسموا علينا والنتيجة لم ينجحوا مع وجود شعب واع متحد مثل الشعب العراقي.
وفي السياق ذاته تحدث سماحته في درس آخر كيف يمكن للقيم الدينية ان تتحول إلى قيم وطنية فقد جمعت القيم الدينية العراقيون في حادثة جسر الأئمة وغيرها من المشاهد التي جعلت منهم لحمة واحدة فإذا أرادت أمة وطناً وكرامة فعليها بالقيم الدينية.
وفي درس آخر أشار سماحته إلى الارتباط بالمرجعية وهو ما تفردنا به في العالم العربي الإسلامي بعد هذه الحرب الضروس وبركة ارتباطنا بالمرجعية ويجب على كل العالم العربي ان يستفيد من تجربتنا
وفي المشهد السياسي تحدث السيد القبانجي عن ظاهرة الحركات المنحرفة التي تدعي المهدوية فقد كانت في العام الماضي متمثلة بمجموعة بجند السماء وهذه السنة بأسم آخر موضحاً مسألة الوضوح في القيادات والمميز في هكذا حركات ان كل قياداتها مجهولة وبعد ان سقطت هذه القيادات أتضح انهم ضباط في المخابرات ولم يسأل هؤلاء الناس عن قياداتهم، وكي لا يظل الناس بهكذا حركات دعا إلى طلب الوضوح من هذه القيادات والاستفسار عن أصولهم فأنهم لايستطيعوا إظهار أنفسهم لأنهم لا يستطيعوا العيش في النور.
وأشاد سماحته بالأجهزة الأمنية التي كانت العين الساهرة أمام كل هذه الحركات الناشزة ولم تستطع تمزيق البدن الشيعي وهي ذات بعد سياسي وأصلها من نظام البعث فباعترافهم كانوا يعملون أبان النظام السابق. وأشار سماحته من جانب آخر إلى عدد من النقاط بشكل موجز من قبيل البطاقة التموينية وضرورة إبقاءها لأنها دعم للفقراء، وكذلك الرواتب الفاحشة للسادة الكبار في الدولة وضم صوته إلى من يطالب بتخفيضها. ورحب سماحته باحتمال عودة التوافق والعراقية إلى الحكومة وترحيب آخر بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية قائلا: على الجميع ان يجنبوا الجميع خطر الحرب.
وفي الخطبة الأولى تحدث إمام جمعة النجف الأشرف عن تجسيد التقوى والنوذج لها والتي يجسدها الأولياء وأهل البيت(ع) وإلا فالكثيرون يدعونها من جلادين وغيرهم على طول التاريخ ويربطنا هذا وذكرى محرم الحرام وشهادة الحسين(ع) في اليوم التاسع منه فهي التي تجمعنا ولكن السؤال هل نحيي ذكرى الحسين(ع) أم تحيينا ذكرى الحسين(ع) فهذه المواكب والشعائر ماذا نتعطينا من غذاء روحي كي تبقى حياتنا قائمة فهي تعلمنا الدفاع عن الحق وعدم الاستيحاش من قلة الناصر وكثرة العدو، وتعطينا حياةً ثانية من حيث الحياة الأبدية ورغبة المؤمن بلقاء الله تعالى، وكذلك تعطينا الحذر من الانخداع الفكري والإعلامي وخدع الآلاف وحاربوا الحسين(ع) ولم يكتشفوا الحقيقة إلا عند الموت والحمد لله قد جسدت ذلك أمة الحسين(ع) وبقيت حية، وكذلك المشاركة بنصرة الحق والدين رجلاً كان او امراءة طفلا أو شيخاً حراً أو عبدا ً، كذلك الصلاة التي أحياها الحسين(ع) والتضحية بكل شيء والشعور بالكرامة والوحدة فقضية الحسين(ع) وحدتنا والعالم تمزق وأختلف لشتى المذاهب والقوميات ولكن شيعة الحسين(ع) واحدة من أي تجمع وأي حزب وعشيرة كانوا.
والارتباط بالمرجعية الدينية الشرعية ومشكلة الناس يومئذ لم يكن يعرفوا مرجعيتهم بعكس أصحاب الحسين(ع) الذين بقوا معه على طول الطريق وكذلك قضية الحسين(ع) أحيت فينا نبذ العنف والإرهاب واعتماد منطق الاقناع ولم يكن منطق الحسين(ع) السب ولشتم والعدوان وحتى أعداءه شهدوا له بذلك ونحن إذ نخوض عملاً سياسياً نخوضه بأساليب وأدوات منطقية.
وأشار سماحته إلى ان الحسين(ع) لكل العالم ولجميع الإنسانية وحتى المسيحية الذين لا يستذكون السيد المسيح بالشعائر ولكنه موجود في بيوتهم ومعلق على صدورهم وذا مداليل مقدسة وشيعة الحسين(ع) والإنسانية كلها يجب ان تحيي ذكر الحسين(ع) وهناك من يتهم بإننا نريد مصادرة رؤيتنا العقائدية ونقول لهم ان الحسين(ع) ليس قط لنا ولكن لكل الإنسانية فهل هناك من يقول ان الحسين(ع) ليس سيد شباب أهل الجنة ورسول الله(ص) هو الذي قال ذلك ونذكر العالم بالقيم المشتركة والحسين(ع) قيمة مشتركة وإذا أراد العالم ان ينجح فعليه بالحسين(ع) وإذا أرادت فلسطين ان تنجح لن ينجحوا بدون العودة إلى الحسين(ع) وأهل البيت(ع) اليوم ننتظر وحدة الأمة الإسلامية وفلسطين تتقاتل فيما بينها وفي تالعراق نجحنا والحمد لله
https://telegram.me/buratha