المركز الاعلامي للبلاغ _الناصرية احمد الاسدي
احيت الاف المواكب الحسنية في عموم محافظة ذي قار الشعائر الحسنية اذ بداءت تلك المواكب وقبل حلول شهر محرم الحرام بعدة ايام بنصب السرادق والتوشح بالسواد تعبيرا عن الحزن لاستشهاد الامام الحسين (ع) وتعتبر المواكب الحسينية في مدينة الناصرية من اقدم واعرق المواكب التي تقيم الشعائر الحسينية حيث حاول ازلام النظام المقبور منع اقامة تلك المواكب لكن اتباع اهل البيت في محافظة ذي قار ورغم التحديات كانوا يقيموا تلك الشعائر في سرية خوفاً من الاعتقال ومصادرت الاموال
واليوم هناك صور مغاية للماضي فالزائر لمحافظة ذي قار يرى انتشار مئات الماءتم والمواكب الحسينية التي نصبت واقيمت عشرات المؤتمرات والندوات التي عبرت وشرحت مفهم الثورة الحسينية ومكانة الامام الحسين علية السلام في نفوس الملايين كما بينت فضيلة هذا الشهر الحرام
وتوشحت دور المواطنيين واغلب الشوارع الرئيسية والفرعية بالسواد تعبيراً عن انتمائهم لاهل بيت النبوه ومعدن الرسالة . وفي لقاءات اجراها مراسل المركز الاعلامي للبلاغ مع المشاركين في تلك المواكب عبرعدد منهم عن اعتزازهم بالشعائر وقالوا انهم لايمكن ان يتنازلوا عنها ومن المواكب التي يرتاد عليها ابناء الناصرية هو موكب شهداء بدر هذا الموكب العملاق الذي يقيم مراسيمه على كورنيش الناصرية في اجواء ايمانية تعبر عن مدى صدق المشاركين في انتماءهم للامام الحسين علية السلام وقال ابو محمد الخفاجي احد المؤسسين لهذا الموكب لقد استلهمنا اسم شهداء بدر لهذا الموكب تعبيراً عن الوفاء لتلك الكوكبه التي سقطت دفاعاًً عن ابناء الشعب العراقي التي قارعت الظلم والعدوان وعنجهية النظام المقبور وازلامه المجرمين مضيفاً كنا نقيم تلك المجالس والمواكب في بلاد المهجر بهذا الاسم فقد اقمناها في استراليا وكندا والسويد وامريكا والدنمارك ودول الخليج وسوريا وايران وبعد سقوط النظام المقبور وحلول شمس الحرية بزوال ذلك الدكتاتور اقمنا هذا الموكب في مدينة الناصرية وبنفس الاسم شهداء بدر حيث يحضى هذا الموكب بحضور جماهيري كبير من شخصيات سياسية ودينية وعشائرية تاتي تعبيراً عن انتماءهم لخط شهيد المحراب (قدس) وتعبيراً عن وفاءهم لشهداء بدر .
ومن المواكب العريقة في الناصرية موكب شباب وكسبة محلة السيف الذي يقيم مجلسه في جامع السدر العريق في وسط مدينة الناصرية اذ يحضى هذا الموكب بحضور شعبي كبير كونه يقيم العديد من المشاهد الدرامية التي تجسد مظلومية الامام الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام اثناء معركة الطف فيقول الحاج علاء جياد وهو احد المشرفين على هذا الموكب العريق كنا نقيم الشعائر الحسينية في اجواء يملها الرعب والخوف من ملاحقة ازلام النظام المقبور لنا فكنا نقيم الشعائر الحسينية في اماكن متعددة خوفاً من مداهمة ازلام النظام المقبور لنا .. في الحقيقة يعتبر موكب شباب وكسبة محلة السيف في الناصرية والمعروف بموجب السيف تأسس الموكب عام 1972 وكان أول مسؤول له هو الحاج حسين ابو الطرشي الذي اولاه رعاية واهتمام خاص رغم الامكانات البسيطة انذاك . وبعد وفاة الحاج حسين ابو الطرشي تسلم مسؤولية الموكب الحاج علاء طعمة وجياد الذي كرس اغلب وقته في متابعة شؤون الموكب الادارية والفنية . يعتمد الموكب على تبرعات الخيرين من ابناء المدينة ومحبيي الحسين (ع) وكان من بين اهم الشخصيات التي رافقت مسيرة موكب السيف هم الحاج جاسم الاعسم ومحمد القندرجي والحاج كريم الهداوي وغيرهم من الشخصيات المعروفة في المدينة وقد سعى الموكب منذ تأسيسه ولحد الان الى احياء الشعائر الحسينية رغم معارضة النظام المقبور وازلامه الى تلك الشعائر التي هزت عروش الظالمين حيث تعرض الكثير من اعضاء الموكب الى الاعتقال وقد استشهد بعضهم وكان من ضمن المعتقلين مسؤول الموكب الحاج متحملين سياط الجلادين وتنكيلهم وما ان شاء الله سبحانه وتعالى وانهدت صروح الطغيان والظلم بسقوط الصنم حتى عاد موكب الكسبة نشاطه بقوة في احياء شعائر الله ومشاركته الواسعة في تمثيل واقعة الطف واستعراضه في اربعينية الامام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة .
ومن المواكب المهمه والكبيره في محافظة ذي قار موكب الدواية الكبير اكبر المواكب الحسينية في ناحية الدواية واقدمها . تأسس عام 1967 وقد اشرف على تأسيسه ثلة من المؤمنين كان من بينهم الحاج كاطع كنهور والحاج عبد والحاج حسن عباس والحاج كاظم مونس والرادود عبود فليح واخرين من ابناء الناحية وتواصل الموكب في عطاءه واحياءه لشعائر ابي عبد الله الحسين (ع) من خلال أقامة المآتم والمواليد بمناسبة وفيات وولادات اهل بيت النبوة (ع) بالاضافة الى اقامته المآدب ونصب السرادق واستقبال الزائرين الزائرين للامام الحسين (ع) سواء كان في الزيارة الشعبانية المباركة او زيارة الاربعين وقد تعرضت الشعائر الحسينية الى المنع من قبل النظام البائد وكان لموكب الدواية حصة في هذه المظلومية وهذا الاضطهاد بحيث تعرض اغلب اعضاء الموكب الى المطاردة والاعتقال لكن رغم كل هذا الاضطهاد الذي مارسه جلاوزة الجلاد واخذ موكب الدواية الكبير يواصل شعائره الحسينية في الخفاء وما ان انقشعت هذه الغمة التي سيطرت على ابناء شعبنا حتى عاد موكب الدواية الكبير مواصلة مسيرته الحسينية وتقديمه الخدمة لأبي عبد الله الحسين من خلال مشاركته الفعاله في يوم الاربعين في كربلاء المقدسة بالاضافة الى مشاركته في تمثيل واقعة الطف في ناحية الدواية وتبقى هذه الشعائر الحسينية مدرسة للاجيال يتلقون فيها القيم العالية في الاخلاق والتربية .
اما اقدم واعرق المواكب في وسط الناصرية فهو موكب لواء الناصرية والذي يعتبر من المواكب الحسينية التراثية حيث تأسس هذا الموكب على حب الامام الحسين (ع) في سنة 1920 ، بل واكثر من هذا التاريخ ، وكان من ضمن المؤسسين الاوائل لهذا الموكب عبد العزيز محمد ، وحمودي الصباغ ، والحاج باقر محمود وميران ابو غايب وعلي تركي واخرين من ابناء محلتي السيف والشرقية .. وقد توارث خدمة الامام الحسين (ع) في موكب لواء الناصرية من ابائهم كل من مرهون عبد العزيز وجاسم الاعسم وحبيب اسماعيل والحاج حسين الكاهجي وسيد حسسن الخضار وتواصلت مسيرة موكب لواء الناصرية الى يومنا هذا باقامة الشعائر الحسينية واليوم يشرف على الموكب المؤلف من أربع هيئات الحاج أموري مرهون عبد العزيز . وهذه الهيئات هي الهيئة التأسيسية وهيئة الزنجيل وهيئة المشاية والهيئة الخدمية التي تشرف على استقبال زوار الأمام الحسين وتقديم الطعام والشراب لهم وقد تعاقب على القاء المحاضرات العديد من خطباء المنبر الحسيني فكان من ضمنهم السيد علي المرعبي والشيخ ابو غترة والسيد النواد والحاج عبود السنيد وغيرهم من بين الرواديد الذين احيوا شعائر الامام الحسين في هذا الموكب ومنذ بدايته الأولى الرادود ملا فاضل وكان أول رادود في الموكب ثم جاء من بعده الرادود ملا محمد وملا نجم وكاظم العرجاوي ولم يسلم موكب لواء الناصرية من ملاحقة النظام البائد ومنعه لكل مراسيم العزاء التي يقيمها في ذكرى شهادة الامام الحسين (ع) وأهل بيته حيث تعرض مسؤول الموكب المرحوم مرهون عبد العزيز الى الاعتقال من قبل عناصر الأمن انذاك ومارسوا ضده ضغوط عديدة في سبيل تخليه عن اداء شعائر الامام الحسين لكن رغم هذا التسلط والظلم والتعسف واصل الموكب عطاءه الحسيني واحياءه لشعائر الامام الحسين (ع) .
https://telegram.me/buratha