أكد اية الله العظمى سماحة السيد محمد سعيد الحكيم(مد ظله) ضرورة التزام الجوانب الواقعية والتكييف معها وعدم الانجرار وراء الخيالات والأماني، والإصرار على إفهام الناس بثقافة المطالبة الموضوعية بالحقوق، مبيناً سماحته بأن التذمر من الجوانب السلبية لا ينبغي أن يؤدي إلى اليأس والإحباط، موضحاً سماحته بأن الطبيعة البشرية منقسمة أساساً بين الصلاح والفساد، داعياً سماحته جميع المؤمنين إلى دعم المصلحين المخلصين من أجل النهوض بواقع البلاد للحد من معاناة الناس.
وأضاف سماحته مخاطباً المثقفين من أساتذة جامعة بابل بمكتبه في النجف الأشرف يوم السبت 25 ذي الحجة 1428هـ: (عليكم ممارسة دوركم الكبير في إفهام الناس بحجم المكاسب الكبيرة التي حققها الشعب بمحافظته على هوية البلاد الإسلامية وإعادته لصياغة الصورة الحقيقية للمؤمنين بعد أن أرادت القوى الأخرى غير ذلك).
وأشاد سماحته بتوجه الشعب العراقي بإجراء عمليتين انتخابيتين بنسب مئوية مرتفعة تعجز حتى الدول المستقرة عن تحشيدها وسط تهديد ووعيد الإرهابيين، وكتابته للدستور وتشكيله لحكومة منتخبة، وإقامته للعديد من المناسبات والشعائر الحسينية المليونية بفضل ما يملكه من مبادئ ومفاهيم وبأنه صاحب رسالة حية.وبين سماحته بأن هذه المكاسب الكبرى هي التي أججت لدى الآخرين توجهات الإرهاب والقتل لكي يعملوا على أن يقبل بالقليل من حقوقه الحقيقية. وأشاد سماحته بالشعب العراقي واصفاً إياه بالشعب الحي التوّاق لأخذ مكانه الطبيعي بين أمم الأرض، مبيناً سماحته إلى أن الكفاءات العراقية على درجة متميزة من الاحترام والقبول في المؤسسات العلمية الدولية المتطورة، كما أوضح سماحته بأن الشعوب الأخرى تمر بأزمات اجتماعية ونفسية بعكس الشعب العراقي الذي ذاق الويلات والمصاعب إلا أنه يشق طريقه بنجاح باعتباره سرة العالم ومركزه.
وكشف سماحه عن وضع المرجعية الدينية وتدخلها نابع عن تكليفها بضرورة المحافظة على مصالح البلاد العليا، وساق سماحته مثلاً مشبهاً الحالة العراقية كسفينة مغتصبة من قبل ربانين أحدهما يريد سوقها لشاطئ الذبح والقتل وانتهاك الحرمات وآخر يريد سوقها إلى شاطئ تكتنفه السلبيات ومصادرة بعض الحقوق، مؤكداً سماحته بأن المرجعية الدينية لو لم تأخذ دورها الراعي والأبوي لأصبحت الأمور أشد سوءاً وبؤساً وأشد حراجة مما هو عليه.واستطرد سماحته بان المرجعية الدينية هدفها أكبر من أي شيء، فالعراق سيد البلدان ينبغي المحافظة عليه وعلى مقدراته بشتى السبل، داعياً جميع الشرائح من رجال الدين والمثقفين والسياسيين والطبقات الأخرى إلى ممارسة دورها وتكليفها من أجل المحافظة على البلاد.
واختتم سماحته بهذا الجانب بالإشارة إلى العناية والرعاية الإلهية التي حفظت البلاد من مآسي أكبر وأشد، لأن البلاد تواجه هجمة شرسة من القوى الخارجية مدعومة بالمال الهائل والإعلام المطبل الذي يجد بعض النفوس الضعيفة لتنفيذ مخططاتها المشؤومة.
https://telegram.me/buratha