الأخبار

تحويل الحدث الى فرصة.... دفاعا عن شهيد ظهر الكوفة

2131 2018-08-28


حيدر السراي
شخصية الحكيم محمد باقر الطباطبائي الحسني رض شهيد ظهر الكوفة مثيرة للجدل بالفعل ، هو مشروع وجمهور اكثر من كونه شخصا ، شخصية اختزلت المعارضة الجماهيرية الاسلامية لنظام المجرم صدام فصار الحديث عن المعارضة الاسلامية يعني الحديث عن الشهيد محمد باقر رض ، ولم تكن هناك شخصية عراقية اشهر من شخصيته كزعيم اسلامي عراقي يدين بالولاء له جمهور واسع وقاعدة شعبية كبيرة ، رجل لم يتعكز على ارثه العائلي ولا عموده النسبي ، رجل لم يقل كان أبي بل قال ها انذا ، هذا الرجل كبير بحجم المشروع الاسلامي الاصيل الذي يحمله وعظيم بعظمة الولاية التي امن بها ، استطاع خلال عقود الجهاد الفكري والسياسي التي خاضها ان يصنع قادة وان يؤسس تنظيمات وان يبني عقولا ومشاريع رائدة في الفكر الاسلامي ، ولا ريب ان مثل هذه الشخصية ستكون موضعا للنقد ، وسيكون مشروعه مادة للقراءات المختلفة والمتباينة ، وهذا من الامور الطبيعية جدا مع الشخصيات العامة والتاريخية ، وعلينا ان لا ننسى ان التجربة الاسلامية السياسية ليست تجربة معصومة وهي بحاجة دائمة الى المراجعة والتقييم والتقويم.
اختلف الناس في هذا الرجل ما بين محب يدفعه عشق السادة فطريا بدون ان يستوعب فكر ومشروع هذا الرجل وما بين مبغض متعصب مضلل او مرتزق او مشتبه في فهم هذه الشخصية الفريدة من نوعها ،وما بين هذا وذاك كتبت عن الرجل مئات المقالات المادحة ومثلها وربما اكثر منها القادحة ، لكن القلة فقط هم من فهموا فكر الشهيد واستوعبوا مشروعه بحيث كان عدائهم او محبتهم مبنية على فهم الفكر والمشروع وليس التعصب فقط ، ان من المؤلم حقا ان يكون فكر هذا الرجل ومشروعه مغيبا عن اعدائه لكن الادهى والامر ان يكون مشروعه وفكره مغيبا عن محبيه واتباعه ، مغيب لان اتباعه لم يقرأوا تراثه وكانوا كسالى وغير مبالين في نقل مشروعه للناس ، مغيب لانهم لم يذوبوا في مشروعه الاسلامي الذي يعتبر وريثا لمشروع الامام الخميني الراحل والشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليهما ، ومغيب ايضا لأنهم لم يقرأوا الشهيد الطباطبائي من خلال ما يكتبه عنه معاديه ، ولم ينظروا اليه من الزاوية التي يراها اعدائه التقليديين. من تحدث عن الشهيد ليس ملاكا ولكنه ليس شيطانا ايضا ، لا ادافع عنه ، لكنني في نفس الوقت لا اريد ان اقلل من شأن الحكيم الذي لا يقاس الا بالمراجع بشأن كلمة شاذة قيلت من قبل كاتب عرف عنه التأثر بالفلاسفة المثاليين الاوربيين الذين كثيرا ما يقتبس منهم ، وشتان ما بينهم وما بين فكرنا الاسلامي وفلسفتنا التوحيدية ، هذا الكاتب في النهاية محسوب على التيار الاسلامي اليساري ، رغم مآخذنا على مصطلح الاسلام اليساري، واعتقد ان فيما قاله فائدة لحملة مشروع شهيد المحراب لتحويل الحدث الى فرصة ، انني وبطريقة مختلفة لا احب ان اوجه سهام اللوم لهذا الرجل ، كما لا احب لاحد من اتباع شهيد ظهر الكوفة ان يفعل ذلك ، حتى لا يقال ان اتباع هذا الرجل لا يحسنون سوى تكميم الافواه ، ولغة السب والشتم ، لا اريد ان يقال ان اتباع هذا القائد ومحبيه لا يحسنون مواجهة الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة ، لكن هل يلزم من ذلك السكوت ، مع ان السكوت ليس سيئا دائما في مثل هذه المواقف لكنني اريد لنفسي كما اريد لاتباع شهيد المحراب الرد بطريقة استثنائية ، هذه الطريقة هي اعادة قرائة هذا الرجل ككل شخصا وفكرا ومشروعا ،قرائته من خلال ما يكتب عنه اعداؤه ، ومن خلال نظرة الغرب اليه ، ومن خلال تأثيره على بقية المذاهب في العالم الاسلامي ، ونقل هذه القرائة الى الناس ، الى العالم ، الى كل من يحب ان يتعرف على المشروع الاسلامي الذي حمله الشهيد الحكيم رض
لا ادري ان كان ما اكتبه واضحا للقارئ ، او مقنعا لمحبي شهيد المحراب ، لكنني افضل دائما ان انظر الى الموضوع من زاوية لم يسلط عليها الضوء بعد ان تصدى الكثير من محبي الشهيد في الدفاع المباشر عنه جزاهم الله خيرا 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك