نشر الخبير العسكري وفيق السامرائي، الجمعة (10 آب 2018)، مقالاً تناول فيه الخيارات التي أسماها بأنها "أقصى" ما يستطيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالضد من ايران، وذلك بالتزامن مع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على طهران.
وقال السامرائي عبر حسابه في فيسوك، إنه "في كل الأزمات الكبرى التي قُدِرَ لنا الاطلاع على جزئياتها، لم تكن الصفحات واضحة كما هي في الأزمة الحالية، فهي خالية من الخداع الاستراتيجي، لذلك تغيب احتمالات المباغتة والمفاجآت التي تؤثر في سير الصراع إلا ما قد يقع بفعل السماء".
وأضاف، أن "الأمريكيين أخطأوا الحساب في تقديرهم لتغيير فلسفة النظام القائم في إيران بقوة الردع، فالقيادة هناك هي نفسها التي كانت سنة 1979 وتعتبر أميركا (المقصود النظام) عدوا، وخطاب المرشد لم يتغير عما كان يقوله في خطبه باللغتين الفارسية والعربية قبل نحو أربعة عقود، والذي اختلف هو أن مقره بات جامعا للخبراء والقادة الذين شغلوا مواقع حساسة ومارسوا دورا مهما في ملفات الأزمات (خلاف النظام القائم في العراق)".
وتابع، أنه "عندما كانت مفاوضات جنيف 1988 كان يجلس أمامنا الوزير ولايتي وهو أهم مستشاري المرشد حاليا، ويتولى الترجمة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الحالي، وكان تمسكهم بالنظام واضحا. وقادة الحرس والجيش وغيرهم لم يُفرط بأحد منهم، وهذا يعني أن توقع المتغيرات صعب للغاية".
ولفت إلى أنه "في وضع كهذا، لا بد أن نكون على قناعة في أنهم درسوا وتدارسوا (كل) الاحتمالات، من طهران إلى واشنطن، على شكل لعبة حرب وغيرها، (ويفكرون فيها ليل نهار)، وهذا يجعل المتغيرات الجذرية في الموقف من الحالات المستبعدة".
ورجح الخبير العسكري أن "أقصى ما يستطيع ترامب فعله وما لا يستطيع هو كالآتي:
أولاً: المضي قدما بفرض أقسى العقوبات، وبحكم المصالح الاقتصادية سيحقق نسبة مهمة منها وليس كلها. والإيرانيون سيبرمجون خطواتهم المقابلة في ضوء التأثير، وحتى الآن يتصرفون بهدوء.
ثانياً: وقف صادرات النفط الإيراني كليا لن يتحقق إلا في حالة حرب واسعة، (وعندئذ) يكون غلق مضيق هرمز متوقعا (ولو مؤقتا)، إلا أن عرقلة تدفق النفط العراقي (بوسائل خاصة) متوقعة، وعرقلة الملاحة في الخليج ومن ضمنها النفطية ستكون مؤكدة وتصعب السيطرة عليها سريعا؛ لأنها تتم بحركة الزوارق السريعة والألغام وغيرها من الوسائل التي كان الأميركيون يسعون إلى معرفتها من الاستخبارات العراقية في حرب الثمانينات، ولم نكن نعطهم كل ما يريدون لاعتبارات تخص الأمن ولكي لا يتعرفوا على قدرات الإستخبارات.
ثالثا: الضربات الجوية والصاروخية على المنشآت النووية الإيرانية ليست مستبعدة لكنها تؤخر البرامج فقط ولا تترك أثرا آخر مهما.
رابعا: الحرب المباشرة الواسعة على ضفتي الخليج بدور أميركي حاسم مستبعدة حاليا.
خامسا: خلخلة استقرار إيران ووحدة أراضيها تُعَرِض أمن المنطقة كلها والعالم لمخاطر تفوق أضعافا كل الأحداث خلال عقود.
سادسا: وقف تصدير النفط العراقي بسبب التصعيد يشكل صدمة حقيقية في سوق النفط، ولا أحد يمكنه الجزم في عدم استغلال پوتين (الرئيس الروسي) الموقف وتخفيض انتاج نفط بلاده ملايين البراميل، وعندئذ تكون انعكاسات الأزمة خطيرة جدا".
ونبه السامرائي إلى أن "على الحكومة العراقية (أن) (لا) تثق بما يقوله ترامب وتذهب معه وتُعَرِض العراق لمواقف خطيرة، بل أن تكون صبورة وحساسة ودقيقة ومتروية في مواقفها، ومقننة لتصريحاتها المتعلقة بصراعات كبيرة، فترامب لا يستطيع فرض إرادته على العالم خلاف مصالح الآخرين".
https://telegram.me/buratha