وقال عدد من رجال الشرطة وبغداديون لوكالة فرانس برس ان شوارع العاصمة العراقية لم تشهد حشدا من هذا النوع في ليلة رأس السنة منذ خمس سنوات
واغلقت الشوارع بشكل كامل تقريبا امام حركة السير في وسط المدينة بينما انتشر رجال الشرطة باعداد كبيرة في حي الكرادة في قلب العاصمة العراقية. وقال حسن علي الذي جاء الى الكرادة للاحتفال بالعام الجديد مع زوجته واولاده الثلاثة "نشعر بالامان حاليا في شوارع بغداد لذلك خرجنا واطفالنا نحتفل بالعام الجديد".
من جهته اكد سائق سيارة الاجرة صفر محسن (25 عاما) وهو يراقب الالعاب النارية "انها المرة الاولى التي نحتفل بهذه الطريقة منذ سقوط النظام السابق". واضاف "كانت الاحتفالات الاخيرة عندما امتلأت شوارع بغداد بالناس في تموز/يوليو الماضي لدى فوز الفريق العراقي في كرة القدم بكأس آسيا.
وحقق الفريق الوطني العراقي بكرة القدم فوزا تاريخيا هو الاول عندما توج بطلا لقارة اسيا في المبارة الختامية التي اقيمت في اندونيسيا.
وازدحمت صالات مطاعم الوجبات السريعة ومحال بيع الحلويات بالزبائن الذين فضل معظمهم اقامة الولائم وسط اجواء عائلة.
وقالت ام سرى (37 عاما) التي كانت مع زوجها واطفالها في سيارة في حي الوحدة (وسط بغداد) بينما كانت شقيقتها مع اسرتها في سيارة قريبة مع اطفالها وزوجها "رغم توفر كل وسائل الراحة في البيت لكن الفرحة اجمل وسط الشوارع وبين الناس".
اما محمد عواد وهو عامل كهرباء في الثانية والثلاثين من العمر فلم يخف فرحته برؤية شبان يرقصون في شوارع بغداد. وقال "لدي احساسي بعودة الحياة الى طبيعتها تقريبا في بغداد الحبيبة".
ورغم مظاهر الفرح هذه في وسط المدينة انتشرت قوات الامن العراقية بشكل واضح عند تقاطع الطرق الرئيسية والمناطق المزدحمة لمتابعة الاوضاع الامنية.
ولم يتردد مئات الشبان في الرقص والغناء بصوت مرتفع بالتزامن من اصوات الاغاني التي اطلقتها اجهزة التسجيل الصوتي في سيارتهم على الرغم من الظلام الذي غطى معظم اجزاء شوارع العاصمة وتواجد الحواجز الامنية عند مفترق الطرقات.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال الرائد زهير المسؤول في شرطة السير ان "هناك تعزيزات للشرطة في كافة انحاء المدينة تقريبا ولم يقع اي حادث".
ورأى ضابط الشرطة ان "الناس ما زالوا خائفين الى حد ما من الخروج ليلا من منازلهم ومن يخرج منهم لا يريد البقاء فترة طويلة في الخارج" موضحا ان "الاحتفالات بالسنة الجديدة كانت تستمر حتى ساعات الفجر قبل الاجتياح الاميركي" في اذار/مارس 2003. لكن مظاهر الفرح طغت وامتلأت سماء بغداد بالعاب نارية اطلق معظمها شبان وشابات من الجنسين من شرفات وحدائق المنازل.
https://telegram.me/buratha