اعلنت منظمة اليونيسيف في العراق ان تلبية احتياجات الأطفال خلال عام 2008 تعتمد على مدى توفر الموارد المالية الكافية، مطالبا ان يحتل اطفال العراق مكان الصدارة في اولويات الاستثمار الدولي، ولاسيما ان الدلائل المتمثلة بتحسن الوضع الامني تبشر بإمكانية بذل مزيد من الجهد المنسق لتقديم المساعدات، وان احتياجات الأطفال ستصبح اكثر وضوحا كلما تحسن الوضع الأمني اذ ان العائلات العائدة هي احدى الجماعات المتضررة وهي ايضا بحاجة الى الدعم.
وقال روجر رايت الممثل الخاص لليونيسيف في بيان صحفي ان نحو مليوني طفل في العراق يواجهون تهديدات بالغة الخطورة كسوء التغذية والمرض والتلكؤ في التعليم، وقد وقعوا في كثير من الأحيان ضحايا لتبادل إطلاق النار في الصراعات التي استمرت على مدار السنوات القليلة الماضية كما تسبب غياب الأمن والنزوح بمصاعب جمة لكثير من الأشخاص في المناطق التي ينعدم فيها الأمن، إضافة الى تضاؤل فرص حصول المواطنين على الخدمات الضرورية الجيدة في انحاء البلاد كافة. ودعا رايت الى ضرورة زيادة الاهتمام والجهود لتلبية الاحتياجات العاجلة للأطفال والعائلات والتركيز على الجماعات المتضررة، وتسهيل وصول العاملين الإنسانيين الى مناطق الصراعات وخلف الحواجز الأمنية، وتعزيز قدرة العراق ومبادراته الرامية للإرتقاء بالإدارة الرشيدة وحشد موارده الداخلية للإستثمار في اعادة الخدمات الوطنية، موضحا ان البيانات الواردة من المصادر تشير الى عدم تمكن سوى 28 % من الذين تبلغ اعمارهم 17 سنة في العراق من اداء امتحاناتهم النهائية ولم تتجاوز نسبة الذين حصلوا على درجة النجاح 40 بالمائة من مجموع الطلاب الممتحنين في مناطق وسط العراق وجنوبه، في حين بلغ عدد الأطفال النازحين في سن الدراسة الإبتدائية 220.000 طفل، ولم يستطع عدد كبير منهم مواصلة تعليمهم هذا العام ناهيك عن نحو 760,000 طفل 17% لم يذهبوا اصلا الى المدارس الإبتدائية خلال عام 2006 وان 20 بالمائة فقط من الأطفال خارج مدينة بغداد يحصلون على خدمات شبكة الصرف الصحي في مناطق سكنهم ويظل الحصول على الماء الصالح للشرب مشكلة كبيرة. وبلغ المعدل الشهري للأطفال النازحين بسبب اعمال العنف والتهديدات 25,000 طفل ما اضطر عائلاتهم للبحث عن مأوى في مناطق اخرى من البلاد. وفي نهاية عام 2007 بلغ عدد الأطفال الذين لجأوا الى العيش في المخيمات او الملاجئ المؤقتة نحو 75,000 طفل 25 بالمائة من الذين هُجروا من منازلهم في اعقاب تفجير مرقد سامراء في شباط 2006 واستشهد مئات من الأطفال او اصيبوا في اعمال العنف وتعرض المعيل الرئيس لأسر آلاف الأطفال للاختطاف او القتل، في حين احتجزت الشرطة او القوات العسكرية نحو 1350 طفل، تزعم السلطات ان الكثير منهم متورط بخروقات امنية.
واضاف انه على الرغم من كل الظروف فقد شهد عام 2007 تقدما ايجابيا لأطفال العراق. إذ استثمرت اليونيسيف، بفضل مساعدات المانحين والموارد الداخلية للمنظمة، اكثر من 40 مليون دولار خلال هذه السنة لتقديم الرعاية الصحية الضرورية والماء الصالح للشرب وخدمات الإصحاح البيئي والتعليم إضافة الى خدمات اساسية اخرى لملايين الأطفال وعائلاتهم بالرغم من انخفاض مستويات التمويل الى ادناها منذ عام 2003.
وافاد بان هذه الاموال ساعدت العاملين الصحيين بالعراق في تنفيذ حملات التطعيم من دار الى دار لحماية اكثر من 4 ملايين طفل من الإصابة بشلل الأطفال واكثر من 3 ملايين من الحصبة والنكاف والحصبة المختلطة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. الامر الذي ادى الى بقاء العراق خاليا من شلل الأطفال وانخفاض معدلات الإصابة بالحصبة بشكل كبير من 9181 اصابة في عام 2004 الى 156 اصابة فقط تم تسجيلها في تشرين الثاني 2007.
https://telegram.me/buratha