جريمة بشعة يندى لها جبين الانسانية تم اقترافها بحق عراقيين هما الشاب نور بهجت البالغ من العمر 19 عاما وخاله أركان رستم البالغ من العمر 50 عاماً وانتشرت عبر شبكات التواصل صور وفديو لعملية اعدامهما نسبت الجريمة لتنظيم داعش وهي ليست كذلك كما تحققنا منه وواجبنا الاعلامي والاخلاقي والانساني كشف الحقيقة كما هي لا كما يريد منفذوها والمروجون لها اعلاميا وفق اهدافهم .
الجريمة اثارت الراي العام العراقي وتسببت بردود افعال غاضبة بين الاوساط الشعبية ولم يكن هناك اي تعليق حكومي على الحادثة حتى ساعة كتابة هذا التقرير فيما تناول نشطاء على شبكات التواصل الجريمة بقوة وطالبوا بكشف الجناة وملاحقتهم .
صدى الخليج تابعت الحادث وتوقيته وبحثت عن اسباب نشر الفديو في هذا الوقت ودلالاته وطريقة الاعدام البشعة لاناس ابرياء لا علاقة لهم بالسياسة او بالشؤون العسكرية او الاستخبارية والامنية اضافة الى الاخطاء التي وقع فيها من اخرج المشاهد وسوقها اعلاميا , وتوصلنا الى معلومات كافية تثبت ان المستفيد الوحيد من الجريمة هو من اقترفها وداعش لا يهمها الان السيطرة على العراق لتفعل ذلك وهو اسلوب استنفذ اغراضه خصوصا بعد ان خسرت كل المدن التي كانت تحت سيطرتها بينما استطاعت القيادة الكردية في الاقليم ان تحتضن الان لآلاف الدواعش فروا من الموصل والحويجة وصلاح الدين والانبار ولجئوا اليها وهي تعترف بذلك وبعد ان ساعدتهم باحتلال تلك المناطق لتبرير اعلان الانفصال بحجة ان العراق بلد غير امن ما يؤكد انهم المستفيد الاكبر من تلك الجريمة ايضا الامر الذي يؤكد وجود ترابط بين ما ورد في التسجيل وما خسره الاكراد من مناطق .
القصة الكاملة للضحايا الشهداء , تقول انهم عراقيان مقيمان في السويد تقول مصادر كردية ان اسم الشهيد خال نور هو أركان رستم ويعرف باحمد حسيب يبلغ من العمر 50 عاما ويروج الاعلام الكردي الى انهم لايعتنقون المذهب الشيعي بل ينتمون إلى عائلة كاكائية من محافظة كركوك وما يناقض هذا الادعاء ما ظهر من الصور والفيديوهات التي توثق زيارتهما الى مرقد الامام الحسين في كربلاء ومشاركتها طقوس عاشوراء ويثير تاكيد الاعلام الكردي على انهم ليسوا بشيعة الاستغراب الامر الذي سنوليه تحليلنا في سياق هذا التقرير .
يقيم أقارب أركان واخته ام الشهيد نور بهجت وابيه في السويد ، ويحمل خاله اركان أيضاً الجنسية السويدية، لكنه عاد إلى الاقليم قبل سنوات وسكن في السليمانية، وتزوج للمرة الثانية وله ابن اسمه "علي" وهذا مايثبت تشيعه رغم اصرار وسائل الاعلام الكردية بالقول انه ليس بشيعي .
الشهيد أركان يملك معملاً للحصى والرمل، وحوضاً لتربية الأسماك، يقع بين قريتي كوباني "عرب كوي سابقاً" وطوبزاوا التابعتين لقضاء داقوق جنوب كركوك.
المعلومات المتوفرة عنهم تقول ان الشهيدان تم خطفهما من قبل مجموعة مسلحة كانت ترتدي زي القوات الأمنية العراقية تحركت بسهولة في المنطقة التي كانت سابقا تحت سيطرة البيشمركة الكردية , وتم الاختطاف في راس السنة حيث قدم الشهيد الشاب نور لزيارة خاله وزيارة الامام الحسين في كربلاء لتوافق راس السنة مع عاشوراء وقتها وفعلا وصل الشهيد الى خاله واصطحبه في تلك الزيارة مايثبت انهما من الطائفة الشيعية ان الشهيد كان يمارس الشعائر بقناعة كاملة كما يظهر في الفديو المرفق، وبعد مرور خمسة أشهر على حادث الخطف تم اعدامهم بصورة بشعة حيث يظهر خلفهما مجرمان ليس من عادة الدواعش ان يكونوا بمثل هكذا صورة كانت افلام الذبح والقتل لداعش يتم اخراجها باحترافية مختلفة تساعدهم ادوات ومتخصصون ووسائل اعلام قطرية وسعودية في اخراجها بينما توضح هذه المشاهد وقبلها مشاهد اعدام الجنود العراقيون العائدون باجازة الى ان هناك تقليد للطريقة ولكنه تقليد غير متقن وفقط يظهر شعار داعش وعلمها على التسجيل كعادة داعش في نشر افلام الذبح الخاصة بها , ورغم وجود الكثير من الدواعش هم الان ضيوف لدى السلطات الكردية ممكن تنفيذهم لهذه العمليات بسهولة بالتنسيق مع المخابرات الكردية الا ان الامر لايحتاج الى ذكاء لكشف ان المنفذين بصور داعشية ولكنهم جلادون اكراد وما يثير الدهشة هو اصرار الاعلام الكردي الرسمي على ابعاد الشبهة عنهم باتباعهم امران الاول تركيزهم على ان من اقدم على الجريمة هم داعش وان الشهيدان ليسوا من الشيعة بل من الكاكائيين كما روج لذلك عبر شبكة وتلفزيون رووداو حيث قالت الشبكة في تقريرها ان " أركان ينتمي إلى عائلة كاكائية من محافظة كركوك، وهي عائلة سقط عدد من أفرادها من قبل شهداء وضحايا لعمليات الأنفال. يقيم أقارب أركان في السويد، و شاهد أقاربهم صوراً وتسجيلات فيديو للمخطوفين على مواقع داعش على شبكة الإنترنت، تظهر عملية إعدامهما" ما يوضح كيفية حرف البوصلة نحو جهات لاتمت للاكراد بصلة ولكن اظهرت الحقائق ان الشهيدين هما من الطائفة الشيعية وتم اختيارهم لان داعش لاتعدم السنة دون سبب وايضا لكي تألب التركمان على الحشد والعكس ولكي تروج فيما بعد ان الحشد الشيعي والقوات الامنية العراقية لم يستطيعوا توفير الامن لمواطني تلك المناطق بعد طرد البيشمركة منها وجاء في تقرير شبكة رووادو الكردية الرسمية انها التقت باخ الشهيد راكان وانه اكد لهم ان الشهيدين ليسوا من الشيعة بل هم كاكائيين .
شبكة رووادو الرسمية اكدت على هذا الجانب وانهم ليسوا بشيعة بعد انتشار الفديو وما ظهر فيه من عرض طائفي لابعاد الشبهة ولكن بغباء واضح فضحته العبارة المرفقة مع مشاهد الاعدام .!!
حقيقة القاتل تظهر من خلال هذا المقطع المكتوب :
وتحت مبدأ ان المستفيد من العرض عبر الاعلام هو المنفذ له لو دققنا في العبارة المرفقة مع المشاهد كتبت في احداها العبارة التالية " يامن خسرتم الدنيا والاخرة لقد خسرتم كركوك ومخمور وغيرها من المناطق وسلمتموها للرافضة المشركين " والملاحظ هنا وكأن الكرد الخاسرين لتلك المناطق هم من يخاطب الشهيدين وليس داعش فالخاسر لكركوك ومخمور هم الساسة الكرد فهل داعش تعمل لصالحهم ويهمها بقاء كركوك ليس تحت سلطة ارهابها بل تحت السلطة الكردية التي كانت سابقا مسيطرة عليها ..؟!!!
لهذ فان فان المنطق يقول ان كانت داعش قد فعلت ذلك فهذا يعني تعاطفها مع السياسة الكردية الانفصالية الرسمية وتوفقها معها تماما وان لم تكن داعش من كتب العبارة فالكرد هم من كتبوها بغباء يعتقدون ان الامر سيمر دون الانتباه اليه وسترمى التهمة على داعش لكي يقال ان الحشد والقوات العراقية لايستطيعون حماية تلك المناطق كما كانت تحميها البيشمركة المتعاونة في الاصل مع داعش وهذه الملاحظة المهمة الاولى على الحكومة العراقية التدقيق فيها ان كانت جادة في كشف اهداف الجريمة ومن هم ورائها .
تناول الاعلام الكردي وهو المستفيد الاكبر من العملية والمستثمر لها و"هذا هو الهدف الحقيقي لنشر المقطع "الزاوية المتوافقة مع ماكتب مع مشاهد الاعدام فقالت شبكة رووادو" قضية كركوك والمناطق الاخرى التي تسيطر عليها الان القوات العراقية ويحمي بعضها الحشدالشعبي " . وقال تلفزيون وشبكة رووادو الرسمية الكردية نقلا عن رجب اخ الشهيد اركان "يشعر رجب الكاكائي بعدم رضا عن الحكومة العراقية وقواتها الأمنية، ويقول: "ما يحزننا هو أن القسم الأكبر من 12 قرية للكاكائية في منطقة داقوق قد أخليت، ولم تعد آمنة بعد رحيل قوات البيشمركة وفوج الكاكائية عنها، وباتت حياة السكان فيها معرضة لتهديد حقيقي، لأن الحكومة العراقية والحشد الشعبي والقوات العراقية لا تستطيع حماية سكان المنطقة من مسلحي داعش، ولهذا لجأنا إلى الأمم المتحدة وطلبنا منها نجدة سكان المنطقة وحمايتهم من خطر داعش".انتهى.
وهذا ما يؤكد الربط الذي اشرنا اليه حول ماكتب مع مشهد الاعدام ويكفي الحكومة العراقية استدعاء اخ الشهيد للتحقيق معه قبل اخفائه او قتله من قبل السلطات الكردية .
هناك امر اخر مثير للاستغراب فقد نقلت الشبكة الكردية الرسمية عن رئيس منظمة ميترا لتنمية ثقافة اليارسان، رجب عاصي الكاكائي قوله "ينتمي أركان إلى عائلة كاكائية، وقد ذهب مسلحون يرتدون زي الشرطة الاتحادية إليه وهو عند حوض تربية الأسماك الذي كان يملكه، ثم طلبوا منه أن يرافقهم، فخطفوه". وهنا نتسائل كيف علم بدقة تفاصيل الخطف و لماذا يصر الاعلام الكردي على ان الشهيدين هما كاكائيين ولاينتمون الى الطائفة الشيعية ..؟!! والاجابة ستكون لدى اي محقق حصيف يحقق مع هذه الاطراف فالجريمة والمستفيد منها هم من يستثمر دماء الشهداء لاغراض سياسية وفق مصالحهم في الصراع على مناطق النفوذ .
هناك عنصر اخر شاهد على ان الجريمة من صنعهم فقد غاب عن شبكة رووادو الكردية انها تناقض تقريرها في تقريرها بالقول ان الشهداء ليسوا بشيعة فاشارت في ذات التقرير والى ذات الشخص الذي صرح لها انه من الكاكائيين انه قال " وأضاف الكاكائي: "صحيح أن أركان من عائلة كاكائية، لكنه كان قد تحول إلى المذهب الشيعي، وقد أعلن أركان ذلك بنفسه مراراً وقال إنه شيعي، وقد وردتني معلومات تفيد بأن الحشد الشعبي يقيم اليوم الإثنين، مجلس عزاء وفاء لأركان في ناحية تازة التي يقطنها التركمان الشيعة".فما هذا التناقض الواضح " .
يضاف الى ذلك ان عملية الاختطاف كانت قد نفذت بحق ثلاثة اشخاص كان اضافة الى الشهيدين بينهم شريك اركان في عمله الخاص اسمه "نزار عمر" قيل ان المجرمين اختطفوه معهم واطلقوا سراحه لانه سني والشريك نزار موجود الان بحوزة السلطات الكردية ولديه معلومات وافية عن طريقة الخطف وزمانها وكيفيتها وتفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين الخاطفين واللغة التي تم الحديث بها ومكان الاعتقال واين تم اطلاق سراحه وكيف اقتنعوا انه سني والاخرين شيعة وممكن ان يفيد التحقيق الدقيق معه كشف اسرار القضية ودوافعها علما انه الان هو واخ الشهيد تحت سيطرة السلطات الامنية الكردية والواجب تقديم طلب استدعائهم والتحقيق معهم بعيدا عن ضغوط الاكراد عليهم .
https://telegram.me/buratha
