و قال رئيس الجمهورية "لقد أوضحت أننا في عهد المعارضة، عندما كنا نعارض النظام الدكتاتوري، كنا نعارض هذه الاتفاقية باعتبارها اتفاقية بين الجلادين شاه إيران و صدام حسين، ولكن الأوضاع تبدلت عندما تحررت إيران وجاءت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة لشعبنا، و تحررت العراق من الدكتاتورية و جاءت الجمهورية العراقية الصديقة لإيران".
و أوضح فخامته أن "الأوضاع الآن تبدلت في نظري، و في نظر القانون و الأعراف الدولية فأن هذه الاتفاقية تعتبر قائمة و نافذة، و إذا كان هناك ملاحظات بين الطرفين فلابد أن يتم بحثها بين الطرفين بصورة ودية"، مؤكدا عدم إمكانية أي طرف إلغاء هذه الاتفاقية.
و أضاف فخامته قائلا، "كما تعلمون أنا لست من أنصار إلغاء الاتفاقية، بل إنني من دعاة تعزيز العلاقات بين الجمهورية الإسلامية و الجمهورية العراقية، و اعتقد أن لنا مصالح مشتركة كثيرة وعديدة، و أن من مصلحة العراق و الجمهورية الإسلامية ان نفكر في اتفاقية إستراتيجية بعيدة المدى، تشمل جميع القضايا التي ذكرت في الاتفاقات السابقة".
و عن لقائه السفير قمي، قال رئيس الجمهورية، "كما تعلمون لنا علاقات وطيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد ركزنا اليوم على موضوع العلاقات الثنائية بين الجمهورية الإسلامية والجمهورية العراقية، و تنفيذ الاتفاقات السابقة لاسيما تلك المتعلقة بتطهير شط العرب و المسائل الحدودية والعلاقات الأمريكية الإيرانية".
و أشار الرئيس طالباني إلى جهوده المستمرة لإطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين لدى القوات الأمريكية، مؤكدا أن فخامته تلقى "بعض الوعود في هذا الشأن، ونأمل في أن تتحقق تلك الوعود، و أن يتم إطلاق سراحهم".
و فيما يتعلق بمذكرة التفاهم بين الحزبين الكردستانيين و الحزب الإسلامي العراقي و ردود أفعال الأطراف العراقية بشأنها، شدد رئيس الجمهورية على أهمية هذه المذكرة، قائلا "لقد جرى تبادل مسودة هذه المذكرة منذ سنة تقريبا، حيث كنا نريد أن نقيم علاقات مع الحزب الإسلامي العراقي كي لا تفسر علاقاتنا التاريخية المجيدة مع الأحزاب الشيعية بأنها معادية للسنة في العراق"، مبينا "أننا و حلفاؤنا في الطرف الشيعي لسنا من دعاة عزل السنة، بل على العكس فنحن من أنصار جذب العرب السنة، و عندما تشكل الاتفاق الرباعي حاولنا إقناع الحزب الإسلامي العراقي بالاشتراك ليكون الطرف الخامس في الاتفاقية الرباعية".
و اعتبر الرئيس طالباني هذه المذكرة "خطوة متقدمة بيننا و بين إخواننا في الحزب الإسلامي العراقي و هذه الخطوة تخدم التقارب بين جميع الجهات، و نحن في الحزبين الكردستانيين نحاول دائما أن نوحد مختلف الجهات، بين العرب الشيعة و العرب السنة، وبين الكرد و العرب، و التركمان والكلدو آشوريين، و سياستنا هي سياسة حكومة وحدة وطنية و جبهة وطنية واسعة و تحالف وطني واسع"، معربا عن اعتقاده أن ردود الأفعال حول المذكرة "كانت ايجابية إلا من بعض المغرضين الذين يعارضون كل شيء، و لكن الأطراف الأساسية الشيعية و الأحزاب الأخرى فهمت هذه المذكرة بأنها ليست موجهة ضد احد و إنها لا تعني إنكار الحزبين الكردستانيين لعلاقاتهما التاريخية مع الأحزاب الشيعية، بل بالعكس فنحن نعتقد أنها خطوة لتوحيد صفوف جميع الأحزاب العراقية الشيعية و السنية و الكردية" و غيرها.
و جدد الرئيس طالباني ثقته برئيس الوزراء نوري المالكي، و اعتبره رجلا مناسبا لرئاسة الحكومة في المرحلة الحالية، و قال فخامته "إذا كان لدي ملاحظات و اقتراحات و أفكار، فإنني أود بحثها بطرق ودية مع أخي و صديقي الأستاذ نوري المالكي قبل أن أعلن عنها".
و أرجع رئيس الجمهورية عدم تنفيذ المادة (140) من الدستور، و المتعلقة بتطبيع الأوضاع في كركوك إلى أسباب موضوعية عديدة، لافتا إلى إعلان رئيس الوزراء المالكي مساندته الدائمة لتنفيذ هذه المادة حسبما جاء في الدستور.
https://telegram.me/buratha