ركض مراهق نحيف صوب دورية من الجنود الأميركيين في منطقة الدورة بالعاصمة العراقية ورفع قميصه ليظهر آثار الضرب على ظهره. وقال إنه كان عضوا في مجموعة «صحوة» سنية محلية كان الجيش الأميركي يدفع لها كي تحرس المنطقة، لكنه تعرض للضرب على يد مجموعة صحوة أخرى. وأضاف: «لقد مسكوني أثناء عملي وكسروا الشارة الخاصة بي وقالوا: أنت من القاعدة». لم يعرف الجنود الاميركيون ما يجب فعله. إذ يبدو أن جماعات الصحوة في منطقة جنوب بغداد لا تتفاهم مع بعضها البعض، فهي تتقاتل في ما بينها لأسباب تافهة، وفي هذه الحالة، حذرت إحدى المجموعات مجموعة أخرى بأن على أفرادها عدم دفع أي إيجار لأصحاب البيوت الشيعة.
الضرب الذي حدث لذلك المراهق في ذلك اليوم هو مثال مخيف عن الكيفية التي يتحكم التنافس والطائفية فيهما على الوضع الحالي وكيف يقوض ذلك الخطط الأميركية. وخصوصا النمو المتسارع لقوات الصحوة. ويقول الأميركيون إن العدد قابل لأن يصل إلى 100 ألف شخص وهذا ما بدأ يخلق مخاوف ما.
كيف يمكن التخلص من الجواسيس والعناصر المتطرفة من هذه الحركة إذا كان هناك آلاف من الأشخاص ينضمون كل شهر إليها؟ كيف يمكن الحفاظ على الولاء حينما تكون هناك الأواصر الطائفية والعشائرية، وفي حالات كثيرة ماضيهم مع الارهاب ؟ وكيف يمكن لهذه الحركة البقاء حالما يسلم الأميركيون السيطرة للحكومة
وفي مقابلات جرت مع مجموعات «الصحوة» في عشرة مواقع كان واضحا انعدام الولاء القوي في كلا الاتجاهين ما بين التنظيمات السنية والحكومة ويخشى الأميركيون من احتمال مضي العراق في الطريق نفسه الذي سارت فيه أفغانستان حينما اشترى الأميركيون أولا ولاء زعماء القبائل لكن ذلك الولاء تحول إلى طالبان حينما توقف وصول الأموال إليهم.
https://telegram.me/buratha