أعلن قسم إزالة آثار الحروب في ديوان محافظة البصرة، الأربعاء، أن فرقة العباس القتالية باشرت بالتعاون مع القسم بتنفيذ حملة لتطهير مساحات من أراضي قضاء شط العرب من الألغام تمهيداً لتنفيذ مشروع يقضي بإنشاء طريق.
وقال مدير القسم وسام الزيدي في حديث صحفي إن "البصرة تضم أراضيها 60% من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي خلفتها الحروب في العراق، ومنذ أعوام كثيرة لا يوجد أي جهد هندسي حكومي لتطهير أراضي المحافظة من الألغام"، مبيناً أن "مشكلة الألغام تسببت بتعطيل تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية".
ولفت الزيدي الى أن "فرقة العباس القتالية أبدت اهتمامها وتعاونها للحد من هذه المشكلة، وباشرت فعلياً بتطهير موقع مشروع مفترض لإنشاء طريق يمتد ضمن قضاء شط العرب الى منطقة الشلامجة الحدودية بطول 9 كم وبعرض 5 أمتار"، مضيفاً أن "الفرقة عالجت عشرات الألغام مع بداية عملها في المنطقة".
وأشار مدير القسم الى أن "الفرقة تستخدم في تنفيذ أعمال الإزالة كساحة ألغام ضخمة ذات مواصفات متطورة"، موضحاً أن "بعد الانتهاء من العمل في المنطقة الحالية خلال شهر سوف تبادر الفرقة بتنفيذ أعمال مشابهة في منطقة أخرى من المحافظة".
يذكر أن البصرة تحتل المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث كثرة المخلفات الحربية والألغام، حيث تحتوي على الملايين منها، ويعود تلوث الجانب الغربي من المحافظة الى حرب الخليج الثانية التي اندلعت في عام 1991، فيما خلفت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كميات هائلة من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي يتركز وجودها في أقضية الفاو والقرنة وشط العرب، والقضاء الأخير يضم ناحية عتبة التي هجرها سكانها وأكثرهم لم يعودوا لها نتيجة كثرة حقول الألغام فيها، أما الحرب الأخيرة التي جرت أحداثها في عام 2003 فإنها لم تخلف إلا القليل من الألغام الأرضية.
ومن أبرز تداعيات مشكلة الألغام والمخلفات الحربية في البصرة وجود قرية في قضاء شط العرب تدعى (قرية البتران) لأن الكثير من سكانها بترت أطرافهم كون القرية محاطة بحقول ألغام بعضها غير مسيج بأسلاك شائكة،
وتشير إحصائية أعدتها مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب الى أن القرية يعيش فيها 123 معاقاً من جراء تعرضهم لحوادث انفجار ألغام ومخلفات حربية، فيما نفذت وزارة البيئة أواخر عام 2013 حملة في عموم المحافظة لإحصاء المصابين بحالات عوق جسدي بسبب تعرضهم الى حوادث من هذا النوع، وتمكنت فرق الوزارة من توثيق أكثر من 5000 حالة عوق ناجمة عن إنفجار ألغام.
https://telegram.me/buratha
