اجتمع اكثر من 500 عالم ديني وشخصيات سياسية وعشائرية وحجاج عراقيين في مكة المكرمة بمؤتمر الوحدة العراقية الإسلامية الوطنية مساء يوم الخميس 4 ذي الحجة 1428 هـ الموافق 13-12-2007 في قاعة بعثة الحج العراقية بمكة المكرمة، والقيت في المؤتمر كلمة رئيس بعثة الحج العراقية الشيخ محمد تقي المولى، وكلمة رئيس ديوان الوقف السني الشيخ الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي، وكلمة نائب رئيس الوقف الشيعي الشيخ الدكتور علي الخطيب، وكلمة وزارة الاوقاف في اقليم كردستان القاها الملا حسن، وكلمة الشيخ الدكتور محمود العيساوي، وكلمة السيد علي الميالي من علماء العراق.
وبعدها القى الاستاذ كمال العيساوي البيان الختامي الذي تم الاتفاق عليه بين المشتركين في المؤتمر، وفيما يلي نص البيان الختامي:
البيان الختامي للمؤتمر السنوي الثاني للوحدة الإسلامية والوطنية العراقية
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
صدق الله العلي العظيم
في رحاب مكة المكرمة منطلق التوحيد ومبعث رسالة الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) نعيش الأجواء الإيمانية لفريضة الحج المباركة، وانطلاقاً من المسؤولية الدينية، انبرى جمع من أبناء العراق بكافة قومياتهم ومذاهبهم لعقد المؤتمر السنوي الثاني للوحدة الإسلامية والوطنية ليكون معبرا عن وحدة أبناء العراق وتماسكهم وتلاحمهم، وبعد الاجتماع والمداولة اتفق المجتمعون على النقاط الآتية:
أولاً: العراقيون أخوة وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، دينهم الإسلام ووطنهم العراق، وهدفهم وحدة وسيادة العراق، والحفاظ عليه، وهم جميعا يقفون صفا واحدا ضد العنف والإرهاب ويدينون جرائم القاعدة وبقايا الصداميين والميلشيات، وما يجري من عنف في بلادهم هو حالة طارئة دخيلة ينبغي العمل متكاتفين للقضاء عليها.
ثانيا: دعوة أبناء الشعب العراقي إلى التالف والتآخي والتسامح ونبذ العنف من أجل أحلال الأمن و الإخاء في ربوع العراق والمساهمة في بنائه.
ثالثا: دعوة الساسة العراقيين إلى عدم التخندق حزبيا أو طائفيا أو قوميا وحل الخلافات فيما بينهم عبر الوسائل السلمية بما يخدم العراق ويعزز وحدته.
رابعا: علماء الدين هم رواد المجتمع ولهم الدور الأساسي في التربية والتوجيه لتعزيز قيم الخير والفضيلة، وعليهم تقع مسؤولية توحيد الصف الوطني والإسلامي ودرء الفتن وحفظ الهوية الإسلامية للبلاد، وعليهم مد جسور التواصل وفتح أبواب الحوار فيما بينهم تحقيقاً للأهداف السامية.
خامساً: يؤكد المؤتمرون على إن العراق جزء من الامه الإسلامية والعربية ويؤكد ضرورة التواصل معهما وتعزيز الارتباط بهما, ويطالب المؤتمر الدول الإسلامية والعربية وخصوصاً دول الجوار بمساعدته للخروج من محنته توطيداً لأمنه ودعماً لإعادة بنائه.
سادساً: مناشدة الحكومة العراقية للإسراع ببناء القوات المسلحة وتطوير قدراتها لتسلم الملف الأمني لكل العراق، والتعجيل برحيل القوات الأجنبية من بلادنا بأسرع وقت.
سابعاً : المطالبة بتفعيل دور القوات المسلحة في حفظ الأمن الداخلي والعمل على إنهاء المظاهر المسلحة للمليشيات والقوى المسلحة الأخرى بكل إشكالها أيا كان انتماؤها من اجل الحفاظ على امن العراق وتضييق الخناق على الإرهاب.
ثامناً: دم العراقي وعرضه وماله مصان ولا يجوز لأحد أي كان الاعتداء عليه وهي مسؤولية عامه يساهم الجميع فيها، وعلى الجهات المعنية العمل على إرجاع العوائل المهجرة ووضع حد لمعاناتها الإنسانية .
تاسعاً: دعوة الحكومة العراقية الإسراع بمشروع المصالحة الوطنية ومحاربة الفساد الإداري وإطلاق سراح المعتقلين ممن لم تثبت إدانتهم لإعادة ربط جسور الثقة بين أبناء الشعب العراقي الواحد.
عاشراً: تأكيد الدعوة إلى أعادة بناء المساجد والمراقد المقدسة وغيرها من دور العبادة التي طالتها يد الإرهاب وفتح المغلق منها.
حادي عشر: دعوة أئمة المساجد والخطباء إلى ترشيد الخطاب الديني حفظاً لوحدة الشعب العراقي وتماسك أبنائه, كما ويدعو إلى التثقيف على الوحدة والأخوة بين أبناء الوطن في دوائر الدولة والمؤسسات التربوية والحكومية .
الثاني عشر: المطالبة بعدم تسييس مؤسسات الدولة وخصوصاً القضاء العراقي وفق ما جاء في الدستور , كما ويدعو إلى فتح قنوات الحوار والتنسيق بين القوى السياسية سواءا من كان في إطار العملية السياسية أو خارجها من اجل حل الخلافات العالقة وبناء أواصر الثقة بينهم لتتحقق أفضل صور بناء العراق الموحد والمستقل .
الثالث عشر : مطالبة وسائل الأعلام العربية والإسلامية وخصوصاً الفضائيات منها للارتقاء إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية للإعلام الهادف وعدم الضرب على أوتار الفتنه في العراق والفرقة بين أبنائه, ويأمل منها أن تساهم بإرساء دعائم الأمن والأخوة والوحدة في هذا البلد الجريح.
الرابع عشر: الدعوة إلى تفعيل وثيقة مكة في الشأن العراقي التي وقعها نخبة من كبار علماء العراق واعتبارها نهجاً يقتدى به ويعمل على تحقيقها ويطالب لجنة المتابعة أن تفعل دورها في هذا السبيل ويؤيد توجهات منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد مؤتمر لتفعيل وثيقة مكة آملين أن يكون في مدينة السلام بغداد.
وفي ختام المؤتمر يشكر المؤتمرون علماء الدين والشخصيات وعموم حجاج بيت الله الحرام وفي مقدمتهم رئيس بعثة الحج العراقية والقائمين على المؤتمر وكل من يعمل لتفعيل بنود هذا البيان الختامي والله ولي التوفيق.
(( وان هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون))
صدق الله العلي العظيم
المؤتمر السنوي الثاني للوحدة الإسلامية والوطنية
مكة المكرمة
4 ذي الحجة سنة 1428 هـ
13 / 12 /2007 م
https://telegram.me/buratha
