اثمرت المباحثات التي اجراها الوفد العراقي برئاسة نائب رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح في دمشق خلال الايام الثلاثة الماضية عن توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة بين البلدين تناولت مختلف الجوانب الامنية والاقتصادية والتجارية. وقال الدكتور صالح في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السوري عبد الله الدردري عقب انتهاء المباحثات ان زيارة الوفد لسوريا حققت انجازات كبيرة، حيث اكدنا لدمشق ومن خلال لقاءاتنا مع المسؤولين فيها وكان اخرها مع الرئيس السوري بشار الاسد، ان امن العراق واقتصاده مرتبطان بامن واقتصاد سوريا. وكان نائب رئيس الوزراء والوفد المرافق له قد التقوا امس بالرئيس السوري بشار الاسد حيث اكد الجانبان بحسب مصادر مطلعة ضرورة توحيد الرؤى ودعم العملية السياسية الجارية في العراق وتعزيز المصالحة الوطنية. وقال صالح للاسد ان العراق يسعى ليكون نقطة تلاق للمصالح بين دول المنطقة وليس نقطة خلاف، فيما جدد بشار الاسد دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية الرامية لتحقيق الامن والاستقرار والعملية السياسية الجارية في البلاد مشيرا الى ان امن واقتصاد العراق هما من امن واقتصاد سوريا. وشهد يوم امس الاخير من المباحثات العراقية السورية توقيع ثلاث اتفاقيات الاولى وقعها وزير الداخلية جواد البولاني مع نظيره اللواء بسام عبد المجيد تركزت على العلاقة والتعاون الامني بين البلدين ، فيما وقع الاتفاقية الثانية التي اقتصرت على الجوانب التجارية والاقتصادية الدكتور عبد الفلاح السوداني مع نظيره السوري اذ وقعها بالنيابة عنه وزير النقل يعرب بدر. ووقع الاتفاقية الثالثة نائب رئيس الوزراء مع نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردري التي تضمنت محضر كل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين خلال ايام الزيارة. واثنى الدكتور صالح خلال المؤتمر الصحفي المشترك على التعاون الامني الذي ابداه الجانب السوري خلال الفترة الماضية وخاصة على الحدود المشتركة بين البلدين. واكد ان الاتفاقية الامنية تضمنت تفعيل اللجان الثلاث بين البلدين (لجنة الحدود ـ لجنة الامن ـ لجنة تسليم المجرمين والمطلوبين). وشدد صالح على ان الاتفاقيات ستنعكس اثارها ايجابا على الشعب العراقي خلال الفترة المقبلة، منوهاً بانه تم التأكيد على تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين. واشار الى ان العراق سيشهد العام المقبل حملة اعمار واسعة ونهوضاً كبيراً، حيث تباحثنا مع السوريين بشأن تطوير البنى التحتية. وافاد صالح بوجود توجه سياسي عراقي جديد وفحواه تنويع مصادر تصدير النفط اذ نركز الان على سوريا ومستقبلا على الاردن ومن ثم تركيا. وكشف نائب رئيس الوزراء في المؤتمر ان الوفد العراقي طلب من السوريين استثمار نفوذهم لتشجيع المعارضة الموجودة على اراضيهم للدخول في المصالحة الوطنية. وبين ان هناك توجهاً لتحقيق مصالحة سياسية بعد تحقيق المصالحة الوطنية بين ابناء البلد منوهاً بان بغداد ستشهد بعد عيد الاضحى المبارك عقد اجتماعات مكثفة بين جميع القوى السياسية والفرقاء السياسيين لتقريب وجهات النظر. واشار الى وجود اختلافات في التوجهات السياسية لكن الجميع متفق على مواجهة القاعدة والارهاب والتطرف. من جانبه اكد نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردري في المؤتمر الصحفي ان الجانبين العراقي والسوري تباحثا خلال الايام الماضية في مختلف المجالات التي تهم البلدين، حيث تم التركيز على جوانب الامن والنفط والنقل والتبادل التجاري وهي نقطة انطلاق لتفعيل ما تم الاتفاق عليه سابقا. واوضح ان الرئيس الاسد وجه بدعم العراق امنياً وسياسيا. واعلن الدردري ان رئيس الوزراء السوري قبل الدعوة الموجهة اليه من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي لزيارة بغداد كاشفاً عن ان اجتماع اللجنة المشتركة العليا بين البلدين سيكون في بغداد العام المقبل. واشار الى ان البلدين دخلا خلال مباحثاتهما في التفاصيل وليس العموميات وان دمشق تبذل جهودا مكثفة ومستمرة لدعم المصالحة الوطنية من خلال الخارجية السورية، نافياً وجود مقايضة في تقديم الامن مقابل الاقتصاد لان البلدين لهما مصالح وروابط مشتركة. واختتم الوفد العراقي زيارته الى دمشق امس والتي استمرت ثلاثة ايام التقى فيها كبار المسؤولين السوريين.