قالت وزارة الداخلية ان التحقيقات في تفجيرات العمارة تفيد ان منفذ العملية لم يكن انتحارياً، وان السيارات الثلاث تم تفخيخها داخل المدينة من قبل عناصر اجرامية في محاولة لاثارة الخوف في نفوس المواطنين وارباك عمل الجهاز الامني، في حين كشف وكيل محافظ ميسان عن مخطط اكبر كان يتضمن تنفيذ تفجيرات اخرى في المدينة بهدف ايقاع عدد كبير من الضحايا.
وقال عضو اللجنة التحقيقية في تفجيرات العمارة، مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية اللواء الركن عبد الكريم خلف: ان التحقيقات التي توصلت لها اللجنة أفادت بان الشخص الذي قام بالتفجير ليس انتحاريا وإنما من أبناء المحافظة حيث وضع مركبته بسهولة في موقف للسيارات في شارع دجلة وأمام مرأى الجميع كما ان عملية تفخيخ السيارات تمت داخل المدينة من خلال عناصر لها صلة بجهات مجرمة هدفها إثارة الخوف والفزع وإرباك السلطات الأمنية.
وأضاف اللواء خلف في تصريح صحفي ان الأجهزة الأمنية تعاملت مع المعلومات الاستخبارية التي وردت لها بنوع من عدم الاهتمام والجدية اذ سبق ان وردت معلومات تفيد بان سيارات مفخخة ستدخل المدينة وتستهدف المناطق التي تشهد زخما سكانيا كثيفا وبرغم ذلك استطاعت تلك المركبات التسلل للمدينة دون ان تتعرض للتفتيش الدقيق مستغلين الخلل في ضعف أداء رجال الشرطة في السيطرات. واشار إلى ان السيارات التي كان تأثيرها كبيرا هما اثنتان انفجرتا بعد السيارة الأولى التي كان انفجارها بسيطا إلا ان تجمهر المواطنين حول السيارة الأولى أدى إلى حصول خسائر فادحة خلال انفجار الثانية التي كانت بالقرب من الأولى والمحملة بــ"110" كغم من مادة الـ"تي ان تي" شديدة الانفجار وكذلك الثالثة حيث كانت تحمل 80 كغم في حين كشفت المعلومات بان ثلاث سيارات مشبوهة وتسعة مطلوبين اخرين تجري ملاحقتهم حاليا من قبل الأجهزة الأمنية في المحافظة.
الى ذلك، قال وكيل محافظ ميسان رافع عبد الجبار: ان التحقيقات الجارية حول خلفيات وملابسات حادث تفجيرات مدينة العمارة الأربعاء الماضي أثبتت ان هناك مخططا إجراميا كبيرا يتضمن تنفيذ عدد آخر من التفجيرات. وأوضح في تصريح صحفي ان احد الأشخاص الذين القي القبض عليهم ادلى بمعلومات مهمة وخطيرة مفادها ان عمليات التفجير كان مخططا لها ان تشمل مناطق أخرى من المحافظة تكتظ بالسكان من اجل إيقاع اكبر الخسائر البشرية والمادية بين المدنيين. وأشار الى ان الاعترافات بينت ان هناك سيارات ملغمة أخرى تمت تهيئتها للقيام بعمليات تفجير متفرقة في هذه المحافظة لاحداث إرباك عام في الأجهزة الأمنية والإدارية بغية تنفيذ عمليات أخرى. في تلك الاثناء، قال رئيس اللجنة التحقيقية المكلفة بالتحقيق بأحداث العمارة، إن وزير الداخلية خول قائد الشرطة الجديد بإجراء هيكلية لجهاز الشرطة وفق معايير مهنية ودون تدخل أي جهة مهما كان وزنها.
وأوضح اللواء جهاد الجابري خلال استضافته في اللجنة التحقيقية من قبل مجلس أعيان ميسان امس أن وزير الداخلية خول قائد الشرطة الجديد اللواء علي وهام، بإجراء هيكلية لجهاز الشرطة في المحافظة بمهنية وبدون تدخل أي جهة كانت، مقرا بأن هناك أخطاء أمنية كثيرة لابد من معالجتها بشكل فني وحرفي، إذ ان التقاطعات وعدم الانسجام بين الأجهزة الأمنية التابعة لقيادة شرطة ميسان، هي سبب الخروقات الأمنية التي تحدث في المحافظة بين فترة وأخرى. واوضح الجابري أن هناك اجراءات اتخذتها اللجنة منها فرض حظر التجوال ليلا، وتشديد التفتيش على مداخل ومخارج المحافظة، اضافة الى انتشار مكثف من قبل اللواء الأول التابع للفرقة العاشرة، وغلق شارعي دجلة وبغداد أمام جميع المركبات والدراجات النارية.
من جهته، قال الشيخ كريم ماهود المحمداوي رئيس مجلس أعيان ميسان: إن الغرض من استضافة أعضاء اللجنة التحقيقية وقائد شرطة ميسان من قبل مجلس الأعيان، هو تسهيل مهمة عملها في المحافظة، وطرح بعض القضايا التي تخص الوضع الأمني. وأوضح المحمداوي أن حوارا صريحا جرى مع أعضاء اللجنة التحقيقية، حول ملابسات وأسباب تردي الوضع الأمني في المحافظة، كي لا تتكررالخروقات الأمنية في ميسان.
من جانب اخر، تفقد ممثل الامام المفدى السيد علي السيستاني مناف الناجي جرحى التفجيرات التي حصلت في مدينة العمارة الاربعاء الماضي من الراقدين في مستشفيات المدينة. ونقلت وسائل الاعلام ان الناجي نقل تمنيات الامام المفدى للجرحى بالشفاء العاجل والرحمة والجنة لضحايا الانفجار الغادر. واضافت ان ممثل الامام المفدى قدم مساعدات مادية بقيمة 100 ألف دينار لكل جريح، كما زار مجالس الفاتحة المقامة على أرواح ضحايا الانفجار.
https://telegram.me/buratha