المركز الإعلامي للبلاغ _ عبد الأمير الصالحي
يعتزم معلمو ومدرسو العراق الخروج بمسيرة امام مديريات التربية لمحافظاتهم وذلك من اجل المطالبة بتحسين رواتبهم أسوة بمعلمي ومدرسي اقليم كوردستان . وبغض النظر عما يترتب على هذا الامر ومن تعطيل للمسيرة التربوية فان هذا حق طبيعي تقوم به إحدى طبقات المجتمع التي عانت ما عانت من ظلم وتهميش حتى وصل إلى حد الإذلال في زمن النظام البائد الذي ولى إلى غير رجعه اذ استبشرت هذه الطبقة بعد سقوطه وقيام عراقنا الجديد وتعويضهم بل ومكافئتهم على ما يقومون به من جهد نظرا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تعليم وتربية الجيل ، لا سيما وان من يستلم زمام السلطة هم على النقيض من اركان النظام المقبور من جهة المستوى العلمي والشهادات التي بحوزتهم .
ولكن ... فبالرغم من التحسن الطفيف الذي طرا على المستوى المعاشي للمعلم فهو يعاني التهميش والغبن في حقه بالمقارنة مع اقرانه في اقليم كوردستان الذين يتقاضون مرتبات تعادل ثلاثة اضعاف ما يتقاضاه المعلم في باقي أنحاء العراق مع العلم ان ما يتسلمه معلمو كردستان هو من خزينة الحكومة الاتحادية !! وهذا من المفارقات التي عهدناها في حكومتنا المنتخبة الديمقراطية في عراقنا الجديد ؟؟.
يحدثنا اساتذتنا اطال الله في اعمارهم ان طبقة المعلمين والمدرسين في السابق هم كطبقة اعضاء البرلمان اليوم ، فالسفرات الخارجية والحياة المرفهة هي شغله الشاغل في ايام العطل التي تمر على المعلم لاسيما في عقد السبعينات واوائل الثمانينات أي بعد تسلط النظام الصدامي الذي يمثل اقسى ما مر به المعلم العراقي بل المسيرة التربوية بشكل عام .
واليوم ففي الوقت الذي ينظر فيه المجتمع للمعلم ان ياخذ دوره الصحيح في تربية الاجيال وتحسين الصورة الناصعة للتعليم وارجاعها إلى المسار الصحيح نجد المسؤولون والقائمون في الهرم السلطوي لايحركون ساكنا تجاه الوضع المزري الذي المّ بالتعليم وبالجيل الناشئ الذي هو بين سندان الحالة الاجتماعية والمعيشية للبلد ومطرقة التقلبات السياسية والارهاب هذا اذا لم يكن المسؤولون هم المعرقلون لما يمكنه ان يرفع الحيف والبؤس عن الطبقة المتعلمة والمتعففه وليس ببعيد عنا اعلان التقارير التي تتحدث عن صرف وزارة التربية ما يقارب 3% من ميزانية العام فيما سيتم ارجاع المبالغ التي كانت مخصصة إلى بناء المدارس والمؤسسات التربوية إلى الخزينة ولا اعلم هل هي خزينة الدولة ام خزينة بنوك سويسرا فيما تلاميذ قرى وارياف مناطقها تفترش سعف النخيل في مدارس طينية يحيطها القصب والبردي ناهيك فقدان الدفاتر والاقلام والقرطاسية حيث نجد كل صباحا فلذات اكبادنا الطابور تلو الطابور لشراء القرطاسية من المكتبات والمحال التجارية .
ان ما يمر به مربو الاجيال من فترة اقل ما توصف به هواستخفاف بطاقاتهم وتهميش لوجودهم ولمسيرتهم الجهادية يعد سابقة خطيرة لا سيما على المسيرة العلمية فلابد من النظر بشأنهم وجعلها من اولويات عمل الحكومة كهتمامها بالملف الامني فتربية الجيل والحفاظ عليه من الافكار الضالة والتوجيهات المنحرفة وهي المهمة المنوطة بالعلم لاتقل اهمية عن الشرطي الذي يطارد الارهابيين على ان مهمة الاول اصعب واشد لانه يخاطب العقل والروح ويعصمها من الفلتان الذي لا يحمد عقباه .
كما ان اعضاء مجلس اللوردات واعني اعضاء البرلمان العراقي ليسوا بمنئ عما يحصل لطبقة المعلمين الذين يفتقد الكثير منهم هذه الشهادة والدرجة العلمية التي اكتسبها المعلم بالجد والسهر رغم مرارة السنون.
اذن المعلم الذي كاد ان يكون رسولا الكل مدعو اليوم لان يرسل ما يهون عليه السنين العجاف التي اخذت منه كل مأخذ والعودة به إلى سابق عهده من اجل ان ينعم أبناءنا بمستقبل مشرف متخم بالعطاء فينهض بهم عراقنا من كبوته والخروج من النفق المظلم الذي ادخله فيه أعداءه في خلسة من الزمن .
https://telegram.me/buratha