الأخبار

مربو الأجيال بين نسيان الماضي وتهميش الحاضر/ تقرير حول الاعتصام الذي أعلنته نقابة المعلمين

1364 17:19:00 2007-12-15

المركز الإعلامي للبلاغ _ عبد الأمير الصالحي

يعتزم معلمو ومدرسو العراق الخروج بمسيرة امام مديريات التربية لمحافظاتهم وذلك من اجل المطالبة بتحسين رواتبهم أسوة بمعلمي ومدرسي اقليم كوردستان . وبغض النظر عما يترتب على هذا الامر ومن تعطيل للمسيرة التربوية فان هذا حق طبيعي تقوم به إحدى طبقات المجتمع التي عانت ما عانت من ظلم وتهميش حتى وصل إلى حد الإذلال في زمن النظام البائد الذي ولى إلى غير رجعه اذ استبشرت هذه الطبقة بعد سقوطه وقيام عراقنا الجديد وتعويضهم بل ومكافئتهم على ما يقومون به من جهد نظرا للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تعليم وتربية الجيل ، لا سيما وان من يستلم زمام السلطة هم على النقيض من اركان النظام المقبور من جهة المستوى العلمي والشهادات التي بحوزتهم .

ولكن ... فبالرغم من التحسن الطفيف الذي طرا على المستوى المعاشي للمعلم فهو يعاني التهميش والغبن في حقه بالمقارنة مع اقرانه في اقليم كوردستان الذين يتقاضون مرتبات تعادل ثلاثة اضعاف ما يتقاضاه المعلم في باقي أنحاء العراق مع العلم ان ما يتسلمه معلمو كردستان هو من خزينة الحكومة الاتحادية !! وهذا من المفارقات التي عهدناها في حكومتنا المنتخبة الديمقراطية في عراقنا الجديد ؟؟.

يحدثنا اساتذتنا اطال الله في اعمارهم ان طبقة المعلمين والمدرسين في السابق هم كطبقة اعضاء البرلمان اليوم ، فالسفرات الخارجية والحياة المرفهة هي شغله الشاغل في ايام العطل التي تمر على المعلم لاسيما في عقد السبعينات واوائل الثمانينات أي بعد تسلط النظام الصدامي الذي يمثل اقسى ما مر به المعلم العراقي بل المسيرة التربوية بشكل عام .

واليوم ففي الوقت الذي ينظر فيه المجتمع للمعلم ان ياخذ دوره الصحيح في تربية الاجيال وتحسين الصورة الناصعة للتعليم وارجاعها إلى المسار الصحيح نجد المسؤولون والقائمون في الهرم السلطوي لايحركون ساكنا تجاه الوضع المزري الذي المّ بالتعليم وبالجيل الناشئ الذي هو بين سندان الحالة الاجتماعية والمعيشية للبلد ومطرقة التقلبات السياسية والارهاب هذا اذا لم يكن المسؤولون هم المعرقلون لما يمكنه ان يرفع الحيف والبؤس عن الطبقة المتعلمة والمتعففه وليس ببعيد عنا اعلان التقارير التي تتحدث عن صرف وزارة التربية ما يقارب 3% من ميزانية العام فيما سيتم ارجاع المبالغ التي كانت مخصصة إلى بناء المدارس والمؤسسات التربوية إلى الخزينة ولا اعلم هل هي خزينة الدولة ام خزينة بنوك سويسرا فيما تلاميذ قرى وارياف مناطقها تفترش سعف النخيل في مدارس طينية يحيطها القصب والبردي ناهيك فقدان الدفاتر والاقلام والقرطاسية حيث نجد كل صباحا فلذات اكبادنا الطابور تلو الطابور لشراء القرطاسية من المكتبات والمحال التجارية .

ان ما يمر به مربو الاجيال من فترة اقل ما توصف به هواستخفاف بطاقاتهم وتهميش لوجودهم ولمسيرتهم الجهادية يعد سابقة خطيرة لا سيما على المسيرة العلمية فلابد من النظر بشأنهم وجعلها من اولويات عمل الحكومة كهتمامها بالملف الامني فتربية الجيل والحفاظ عليه من الافكار الضالة والتوجيهات المنحرفة وهي المهمة المنوطة بالعلم لاتقل اهمية عن الشرطي الذي يطارد الارهابيين على ان مهمة الاول اصعب واشد لانه يخاطب العقل والروح ويعصمها من الفلتان الذي لا يحمد عقباه .

كما ان اعضاء مجلس اللوردات واعني اعضاء البرلمان العراقي ليسوا بمنئ عما يحصل لطبقة المعلمين الذين يفتقد الكثير منهم هذه الشهادة والدرجة العلمية التي اكتسبها المعلم بالجد والسهر رغم مرارة السنون.

اذن المعلم الذي كاد ان يكون رسولا الكل مدعو اليوم لان يرسل ما يهون عليه السنين العجاف التي اخذت منه كل مأخذ والعودة به إلى سابق عهده من اجل ان ينعم أبناءنا بمستقبل مشرف متخم بالعطاء فينهض بهم عراقنا من كبوته والخروج من النفق المظلم الذي ادخله فيه أعداءه في خلسة من الزمن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مازن أبو حسين
2007-12-16
إريد أن أوجه سؤال واحد فقط بهذه المناسبة الى كل من يدعم هذا الحق (الطبيعي) لمربي الأجيال.. اليس بقية شرائح الموظفين الحكوميين هم من المتضررين من قلة الرواتب في الوقت الحالي ... هل يكفي أن نعلم الأجيال القراءة والكتابة لينهض المجتمع أم ان المجتمع المتحضر يبنى على أكتاف المهندسين والفنيين والإداريين وغيرهم... فهل ستتحسن رواتب أولئك أيضا أم نبقي التذمر والإهمال والفساد يكتسب الشرعية في الدوائر الحكومية. أقول لكم كفى تخبطا ياشعب وحكومة العراق !!!
بنت المرجعية
2007-12-15
السلام عليكم :نرجوا من اخوتنا المعلمين ان لا يعطلوا المسيرة التربوية وذلك بتنظيم مسيراتهم في ايام العطل الرسمية ,فكلنا يعلم ان الدوام بداية العام بدأ متأخرا ,,,وذهب عيد وسيأتي عيد وسيأتي محرم ,,,وكل ذلك تأخير على حساب الطالب .انا اولا اطالب المعلم ان يكون بقدر المسؤولية فواجبه انساني ومقدس ولا يكون همه فقط زيادة الرواتب..وثانيا اطالب المسؤولين بمراقبة ومحاسبة المقصرين منهم مع السلبيات الكثيرة التي لم تعد خافية على احد .
صباح الكناني
2007-12-15
هذا اليوم اذا ما تحققت للمعلم ماربه فانه اليوم الذي تحققت فيه الديمقراطيه المنشوده في العراق الجديد وهنيئا للاجيال الذين سيتربون على مثل هذه المفاهيم الحضاريه التي دفنتها سلطة البعث البائد وقائده المقبور ابن صبحه العوجه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك