أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم موقف العراق في الحياد من أي قتال محتمل في المنطقة جراء التوتر بين السعودية وايران.
وقال معصوم في لقاء مع عدد من الاعلاميين في ختام زيارته للكويت التي استمرت يوماً واحداً على رأس وفد حكومي "نحن مع وحدة دول الخليج ولا نكون مع طرف ضد آخر لاننا مررنا بتجارب كثيرة في المنطقة ولابد من الحفاظ على علاقاتتا وليس من مصلحة العراق حصول صراعات بين هذه الدول ويبقى الحوار أفضل من أي مواجهة عسكرية".
وأضاف ان "أمن سوريا من أمن العراق والعكس صحيح" مبينا ان "إزاحة الرئيس السوري بشار الاسد والبحث عن بديل أمر غير منطقي او وغير اقعي وغير صحيح وان حل الازمة يكون باجراء انتخابات نزيهة بإشراف أممي ليبقى الشعب هو مصدر السلطة في سوريا".
وأشار الى ان "العراق لديه خصوصية في اقامة علاقة مع ايران لوجود مشتركات كثيرة بين البلدين ولكن لا نريد إقحام انفسنا مع طرف ضد طرف وهذا ينطبق على السعودية التي لدينا معها علاقات جيدة وتطورد بشكل مطرد في الفترة الاخيرة ونحن لسنا ضدها".
ولفت معصوم "أما الخلافات الحاصلة بين السعودية وايران فنقولها بصراحة نحن لسنا مع ايران ضد السعودية ولا العكس ولنا خصوصيتنا ومن الضروري الحفاظ عليها، وفي نفس الوقت حريصون على إقامة افضل العلاقات مع البلدين".
وأكد "ليس هناك تدخل من ايران وتركيا لسيادة العراق في المناطق المتنازع عليها والمادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق لا تخص كردستان فقط بل كل العراق ويجب تنفيذها".
وبشأن تحفظ العراق على البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية العرب أمس بشان التدخلات الايرانية وحزب الله اللبناني في المنطقة قال معصوم ان "هذا هي لخصوصية العراق ولا يرد ان يكون في مرمى القنابل ويمتد القتال الى داخل البلد فأي صراع بالمنطقة لن يكون بمعزل عنه".
وأوضح ان "العراق لا يؤيد او يعارض وينبغي ان تتولى الحكومة اللبنانية وحدها حسم مسألة حزب الله".
وعن مباحثاته في الكويت قال رئيس الجهورية "وجدنا استجابة من الكويت لحل كل المشاكل مع العراق بينها ملف التعويضات والحدود المائية وخور عبد الله".
وبشان وحدة العراق بعد تنظيم استفتاء انفصال اقليم كردستان وقرار المحكمة الاتحادية العليا ببطلانه أجاب، ان "وحدة العراق واضحة ومن كان من الكرد مع الاستفتاء تراجعوا اليوم عن هذا الموقف وقبلوا بقرار المحكمة الاتحادية التي اصدرت قرارها ولكن قد تبقى المشاكل السياسية".
وشدد على ان "قرارات المحكمة الاتحادية باتة ويكون هو المطبق والاساس وان لم تقنع البعض" مؤكدا، ان "الكرد لا يشعرون بالانكسار بعد عملية الاستفتاء وما تبعه ويبقون مواطنين عراقيين ولكن بعض الاحزاب التي تبنت الاستفتاء لم تعتمد على الجغرافية بل على التاريخ".
كما أكد معصوم حاجة الدستور العراقي الى تعديل لكنه أقر بصعوبة ضلك في الظرف الراهن لصعوبة آلية اجراء هذا التعديل.
وقال ان "الدستور العراقي كتب في وقت بالغ الحساسية وربما هو احسن الدساتير في المنطقة وممكن تعديله نظريا لكن عمليا امر صعب لان آلية ذلك تحتاج الى موافقة غالبية الشعب ودون نقضها من ثلاث محافظات" مبينا ان "الدستور العراقي ليس دينياً ولكنه جزء اساسي من تشريعه".
وبشأن مستقبل التحالف الدولي في العراق بعد هزيمة داعش قال معصوم ان "القوات البرية للتحالف الدولي هم مستشارون وكنا بحاجة لإستشارتهم في الحرب على داعش وبعضهم قد يبقى في العراق، اما القوات البرية الاجنبية فعددها قليل جدا ووجدت لحماية المستشارين".
وأضاف ان "الحشد الشعبي هي القوة التي قدمت التضحيات الكثيرة أمام داعش ولابد النظر من اعادة انتماء قسم منها وهم ليسوا رسميين وعلى الحكومة معالجة هذا الخلل".
وبخصوص المؤتمر الدولي للمانحين المقرر عقده في الكويت منتصف شباط المقبل لدعم العراق في اعادة اعمار المناطق المحررة استبعد معصوم جمع 100 مليار دولار ككفلة الاعمار بما حددته الحكومة العراقية" مستدركا بان" المبلغ سيكون محترماً يمكن الاعتماد عليه في اعادة الاعمار" مبينا ان "مؤتمر المانحين جاء لدعم العراق لكن لا نعرف حدود هذا الدعم".
https://telegram.me/buratha
