الأخبار

آلاف الفقراء الأكراد يقيمون في ملعب المدينة ويعترفون بأنهم أرغموا الى المجيء الى كركوك لحشد الأصوات للاستفتاء

4723 19:46:00 2007-12-12

كركوك: ستيفن فاريل *

حتى في اطار معايير بلد حيث الملايين مشردون أو في المنافي، يعتبر بؤس ملعب كرة القدم في كركوك مشهدا مروعا؛ ففي ضواحي مدينة تضم بعضا من أكثر احتياطيات النفط ربحية في العراق فان ساقية من البول تجري باتجاه المدخل المؤدي الى الميدان القاحل.

ليس هناك متفرجون سوى 2200 فقط من الأكراد الذين احتلوا الأرض وحولوا الملاجئ وأماكن وقوف السيارات الى مدينة لاجئين في زرائب مغطاة بالشعارات السياسية الكردية وبينها شعارات الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني. وهؤلاء المشردون الأكراد موجودون هنا ليس ارتباطا بكرة القدم وانما بالسياسة. انهم لاعبون معارضون في استفتاء مستقبلي لتقرير ما اذا كانت محافظة التأميم الشمالية الغنية بالنفط وعاصمتها كركوك ستكون جزءا من اقليم كردستان العراق شبه المستقل أم ستبقى تحت ادارة بغداد.

وبموجب الدستور العراقي، فانه من المقرر إجراء الاستفتاء قبل الحادي والثلاثين من ديسمبر(كانون الثاني) الحالي. ولكن في بلد اشتهر ببطء ساعته السياسية فان من بين الأشياء القليلة التي يتفق عليها أهالي كركوك من الأكراد والعرب والتركمان هو ان موعدا سياسيا نهائيا على وشك أن يضيع.

وما يثير امتعاض الأكراد الفقراء الموجودين في الملعب اكثر من سواه هو انه بينما يبقون في وضع بائس فان بعضا من العرب في الجانب الآخر من المدينة ممن ارغموا على الانتقال اليها من قبل صدام حسين، مازالوا يعيشون في ضواح مريحة، وهو إرث حملة الأنفال سيئة الصيت التي قام بها الدكتاتور في سنوات الثمانينات من اجل افراغ المناطق الكردية من سكانها و«تعريب» التأميم. وفضلا عن ذلك فان بعض الأكراد القادمين يتذمرون من أن قادتهم هم الذين ارغموهم على الانتقال الى كركوك من اجل حشد المدينة بالأصوات الكردية قبل الاستفتاء. وتذمر حاجي وليد محمد (67 عاما)، الذي يعمل سائق تكسي هنا، من أنه بعد غزو 2003 أبلغت السلطات الكردية حشدا من الأكراد المولودين في كركوك والذين يعيشون في جمجمال القريبة انه «حتى اذا ما امتلكتم خيمة صغيرة فان عليكم العودة الى مسقط رأسكم». وعندما سأل عما يمكن أن يحدث في حال رفضه العودة قال محمد «أقسم بالله انهم سيوقفون حصتنا من الغذاء ولا يدفعون رواتبنا ولا يمنحوننا أي شيء آخر ويرغموننا على العودة. لقد أمرونا على العودة». وقال نجاد جاسم محمد أيضا ان السلطات «شجعته» على مغادرة جمجمال، حيث عاش منذ عام 1997. وقال انه سعيد بالعودة الى مدينة ميلاده، ولكن لا لكي يعيش في مثل هذه الظروف بدون مال كاف للهرب. وقال «انهم قالوا: اذا لم تعد فاننا سنخسر كركوك. أنت كردي ويجب أن تعود كركوك الى أحضان كردستان».

وفي محافظة حيث جرى تشويه التوازن السكاني عبر عقود من الاستيطان القسري، حدد الدستور العراقي عملية من ثلاث مراحل لحل القضية. الأولى عملية «تطبيع» لاستعادة التوازن السكاني في المدينة الى ما كان عليه قبل مراسيم صدام حسين، ثم احصاء وبعده استفتاء. ولكن حتى المرحلة الأولى لم تكتمل. ويرى المسؤولون الأميركيون والدوليون ممن يدفعون باتجاه التقدم في هذه القضية ان موعد الحادي والثلاثين من ديسمبر غير عملي.

ويخيب التأجيل الحتمي آمال الأكراد الواثقين من النصر، بينما يجري، على العكس، الترحيب بذلك من جانب عرب كركوك. وقالت «مجموعة الأزمات الدولية» إنه «لا توجد أي حكومة عراقية قادرة على إعطاء كركوك إلى الأكراد وتتمكن في الوقت نفسه من البقاء، أمام معارضة واسعة من عرب العراق. ويمكن لقضية كركوك أن تثير مأزقا شاملا مع انهيار شامل، وسيادة نزاع عنيف، فقط في الوقت الذي تأمل إدارة بوش فيه ضمان نجاح خطة أمن بغداد وتبدأ بإعطاء نتائج سياسية إيجابية».

وتجنبت كل الأطراف إعطاء أرقام عن عدد سكان من تمثلهم، لكن الأكراد الذي حصلوا على 26 من 41 مقعدا في المجلس المحلي للمدينة في آخر انتخابات محلية، يبدون وكأنهم مقتنعون بأنهم يشكلون أكثر من نصف سكان كركوك البالغ عددهم حوالي 1.2 مليون نسمة.

وقال ريبوار فائق طالباني رئيس المجلس المحلي لكركوك: «طالما أنه ليست هناك أي عملية إحصائية قد جرت للسكان، لذلك فإننا إذا أعلنا عن أي رقم سيؤدي ذلك إلى نزاع سياسي؛ ففي كركوك تجد أعمال القتل والتفجيرات، لذلك كيف يمكنك أن تقنع أي شخص أن يأتي ويعيش هنا؟ أنا نفسي قلت للعوائل ألا يأتوا إلى كركوك لأن الظرف في كركوك ليس حسنا».

لكنه أقصى استخدام القوة لأخذ كركوك حيث أنه قال: «إذا لم نتمكن من أخذها عبر اقتراع أو بطريقة شرعية نحن لن نستخدم القوة. سيكون هناك حل سلمي بين الكيانات الاجتماعية».

وتم الوصول إلى قانون لتقديم التعويضات بين كل الأطراف المعنية وأدخل ضمن الدستور العراقي ووفقه يتم دفع مبلغ 20 مليون دينار (حوالي 16 ألف دولار) لكل أسرة عربية جلبها النظام السابق مع قطعة أرض بشرط أن تنقل بطاقتها التموينية وأوراق إقامتها من كركوك إلى المدينة التي ينتقلون إليها.

وفي ضواحي كركوك التي كانت ذات يوم 100% عربية، غادر الكثير منهم، أما الآخرون فهم يهيئون أنفسهم للمغادرة. وهم يشكون من ترهيب مقاتلي البيشمركة لهم ومذكرات التوقيف التي تصدر بشكل غير مبرر ضدهم من قبل قوات الاستخبارات الكردية.

ومع تشكل خطوط المعركة السياسية حول من يسيطر على النفط الموجود تحت الأرض وعلى الناس فوقها، تمتلك المدينة على الأقل عزاء واحدا: يوافق معظم عرب كركوك أنه ليس هناك أي توتر هنا ما بين السنة والشيعة لأنهم متوحدون ضد احتمال تحقق كركوك كردية.

ومع مرور الوقت راح التوازن في المدينة يتحول. وقال سكان حي الضباط (كما كان يسمى سابقا) إن اسمه تغير إلى حي نوروز. وضمن هذا السياق قال وفيق عزيز العبيدي اللواء الطيار سابقا، إنه هرب هو وجيرانه من الحي، وهو يعود من وقت إلى آخر لتفحص أملاكه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د. فاطمة
2007-12-13
كان بامكان اخوة الكورد استيلاء على كركوك بعد سقوط الصنم مباشرتا لانهم لديهم قوة عسكرية هائلة فى العراق قبل سقوط الصنم لكنوا لم يفعلوا ذاللك ايماننا بوحدة العراق ونضامه الديمقراطى لانهم بسطوا سيطرتهم على خانقين ولم يحدث اى خرق امنى يذكر فيها والان اذا قلنا ان كورد ليس اغلبية فى كركوك هذة حيلة على انفسنا لانه صدام غير ديمغرافى كركوك واسكنه اهل حلة وبصرة ورمادى فيها مقابل عشرة الاف دينار عراقى كان يساوى (30) الف دولار فى سنة 1980 من اجل تغير هوية وطردوا اكراد الى شمال
حميد ابوبكر
2007-12-13
ردا على تعليق اختنا رمزية من اسبانيا . ان مصير كركوك هو مطلب جماهيرى ليس مطلب حكامنا لانه حكامنا اذا ارطبط كركوك اداريا بكردستان يجب على حكامنا ان يصرفوا فلوس على اهل كركوك ويقدم لهم الخدمات وهذا خدمات عب كبير على حكامنا , ومن جهة اخرى ان كركوك مادة دستورية لا مادة مزايا
حميد ابوبكر
2007-12-13
وان نشر هذا المقالات فى هذه الضروف لن يخدم القضية العراقية وان كل قادة الشيعة الذين كانوا مع اكراد ضد صدام يعرفون حقيقة كركوك , وتصرفات صدام تجاه اكراد كركوك , وان كركوك حتى اذاكان جزء من كردستان اداريا تبقى عراقية وان استقلال كردستان ليس بيد اكراد بل بيد امريكا وبريطانيا اذا قالوا لاكراد استقلوا نحن معكم يستقلون وتاريخ يشد على ذالك كيف كانوا سقطوا صدام اذا سقوط صدام بيد شعب العراقى كان صدام بقى الى يوم اخره على ركاب شعب العراقى يجب علينا ان نخلص من زمرة صدام لكى لن يعودوا الى الحكم مرة اخرى
حميد ابوبكر
2007-12-13
ان جمجمال هو جزء من كركوك لكن صدام استقطع من كركوك كما استقطع طوز وكفرى وقادر كرم فى بداية ثمنينات من اجل تغير ديموغرافبة كركوك واننا مع كل كردى مولود فى كركوك وطرده صدام الى عودة الى كركوك وفى انتفاظة اذار سنة 1991 سقط كركوك من قبل قوات الكوردية وبتعاون مع اهالى كركوك وهذا يدل ان كورد اغلبية , واذاكان كورد اغلبية لايعنى ان كورد يردون صلخ كركوك من العراق لانهم هم اكراد بانفسهم لايردون استقلال عن العراق ,. لمذا رمادى وديالى لم بشارك فى انتفاضة الشعبانية ؟ لانه سكانهم مع الحكومة؟
ب العراقي
2007-12-13
والله خوش البعثيين انتقلو الى كركوك بعد اغراءات ماديه وليس جبرا فلوس وقطعة ارض وهسه يطلعون بفلوس وقطعة ارض يعني كولت المصري طالع واكل نازل واكل بس الاكراد اللي طلعو من كركوك كان اجباري ويالله يلحك ياخذ هدومه هو هذا الانصاف
ابو سجاد
2007-12-13
بدل ان تتعاطفوا مع القضية العادلة لكركوك بالعكس تتهجمون على القيادة الكردية حيث وقف الى جانبكم في زمن المحن وانتم الان ترون ان القيادة الكردية ترتكب اخطاء صدام اقول لكم شيئا واحدا لماذا صدام اتى بالعرب لكركوك؟لان اكثرية السكان فيها من الاكراد وعندما ترجع اهلها لها تكفرون بالاكرادكيفما تصير الاوضاع انتم العرب تبقون ناس عنصريين وتنسون فضل اخوانكم من الاكراد زمن صدام
الناقد
2007-12-12
ليس الامور بهذة الطريقه تدار ياسيد مسعود وياسيد جلال نحن نعرف بالامس القريب كيف كان صدام يغامر بكل شي وكيف كان يتلاعب بالتركيبه السكانيه ضمن اطار البلد الواحد بطريقه عبثويه ولا يختلف واحد من العراقين على وحشيته .ولكن الان انتم لاتعتقدون بهذا العراق وكما ان كركوك هي مقدسه لكل العراقين وبجميع اطيافهم فالعراق ان كنتم تومنون به هو ليسه فريسه وهو ليس كسب سياسي لكي تستغلون الفقراء والبصطاء لترموهم في ابار كركوك ولما الخوف فلا حجه لكم اليوم ان كنتم حقا بالعمليه السياسيه فالدستور واضح والثروة للجميع
رمزية
2007-12-12
أنا أريد أن أنصح الإخوه في حكومة إقليم كردستان أن لا يتصرفوا مع كركوك كما تصرّف صدام مع كردستان. الحقوق يجب أن تعود الى أصحابها من مممتلكات وما شابه وكركوك يدوروها أهلها بجميع طوائفهم وقومياتهم وتبقى مدينة عراقية كما هي كردستان ما معنى هذه النزوات الإستحواذية !! وبالتأكيد كالعادة تأتي من قبل الحكام وليس من الشعوب.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك