وسط إجراءات أمنية مشددة، شيع أهالي مدينة كربلاء، مساء الأحد، جثمان مدير شرطة محافظة بابل الشهيد قيس المعموري الذي اغتيل شمال مدينة الحلة. وفيما كشف مسؤول أمني رفيع تفاصيل جديدة عن حادث الاغتيال، وعرف اللواء (قيس حمزة عبود المعموري) بكفاءته المهنية الرفيعة كمسؤول أمني، ما جعل رئيس الوزراء العراقي يستعين به لضبط الأمن في كربلاء، عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة إبان الزيارة الشعبانية، قبل نهاية آب، أغسطس الماضي، وعاد بعدها إلى عمله كقائد لشرطة بابل عقب إنهائه مهمته في كربلاء بنجاح.وتعرض المعموري لنحو تسع محاولات اغتيال، وسبق أن اشاد عدد من قادة القوات الأمريكية في العراق بجهوده في حفظ الأمن، والقضاء على عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة التي كانت تحاول اتخاذ بعض مناطق محافظة بابل ملاذا آمنا لها، خصوصا المناطق الساخنة الواقعة بين جنوب العاصمة بغداد وشمال مدينة الحلة، مثل الأسكندرية واللطيفية واليوسفية والمسيب.ووعد المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف بـ " القبض على منفذي العملية وتقديمهم إلى العدالة، مثلما قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على منفذي العمليات السابقة المشابهة."واعلن محافظ بابل سالم المسلماوي أن اليوم الإثنين سيكون عطلة رسمية في عموم المحافظة، كما اعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام حزنا على اللواء المعموري .فيما سيجرى اليوم الإثنين تشييع رمزي في مدينة الحلة يشارك فيه وزير الداخلية جواد البولاني.وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية شرطة إنه جرى، مساء الأحد، تشيع كبير شارك فيه الاف من الاهالي لجثمان مدير شرطة محافظة بابل اللواء قيس المعموري، حضره مدير شرطة كربلاء العميد رائد شاكر جودت ومسؤولون من محافظتي بابل وكربلاء، وعدة مئات من أهالي كربلاء."وأوضح أن التشييع "جرى وسط إجراءات أمنية مشددة نفذتها قطعات الجيش والشرطة"، مشيرا إلى أن موكب الجنازة "بدأ من منطقة (باب طويريج) في مدخل مدينة كربلاء الشرقي (750 مترا شرقي مرقد الإمام العباس)، وتوجه إلى مغتسل المدينة في المقبرة الجديدة (5 كلم) جنوب كربلاء... ثم نقل الجثمان إلى مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس حيث تمت الصلاة عليه."وذكر الناطق الإعلامي أن جثمان قائد شرطة بابل "نقل، ليل الأحد، إلى مدينة النجف... حيث دفن في مقبرتها."
من جهته، كشف العقيد عباس الجبوري قائد قوات ( لواء العقرب)، التابع لقيادة شرطة بابل، أن عملية اغتيال اللواء قيس المعموري " تمت باستخدام خمس عبوات ناسفة، وليس عبوة واحدة... وهو ما أدى إلى استشهاد القائد وعدد من أفراد حمايته، وجرح عدد آخر."ورفض الجبوري، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده مساء امس الأحد، توجيه أصابع الاتهام إلى جهة معينة بالمسؤولية عن الاغتيال، وقال " نحن لانتهم جهة معينة، لكن تم تشكيل فريق عمل لمتابعة خيوط الحادث."واوضح المسؤول الأمني أن اللواء المعموري "كان عائدا من ( أداء) واجب في منطقة (جرف الصخر) شمال الحلة، حيث كانت تجري مباحثات لعقد مؤتمر مصالحة وطنية بين العشائر، وتم استهدافه في منطقة ( أبو عجاج) بالقرب من محطة تعبئة وقود ( البوعجاج) الواقعة ضمن المحيط الشمالي لمدينة الحلة، والتي تبعد ( 3 كلم) عن مديرية شرطة بابل... وبامتداد مدينة بابل الأثرية (5 كلم) شمال الحلة."كما أفاد مصدر من شرطة بابل أن وزارة الداخلية أصدرت أمرا بتعيين العميد الركن عبد الأمير كامل خلفا لقائد شرطة بابل الراحل اللواء قيس المعموري.وقال المصدر "صدر أمر من وزير الداخلية (جواد البولاني) بتعيين العميد الركن عبد الأمير كامل خلفا للواء قيس المعموري, الذي تم اغتياله اليوم."واوضح أن قائد الشرطة الجديد "كان يتولى إدارة غرفة عمليات شرطة بابل، إلى جانب عمله كقائد لشرطة المحافظة بالوكالة."ولفت المصدر إلى أن رئيس الوزراء نوري المالكي "كان أصدر أمرا، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بنقل اللواء قيس المعموري إلى القيادة العامة للقوات المسلحة, وذلك منذ ثلاثة أيام فقط... ولكن لم يتسن للمعموري تنفيذ القرار، حيث كانت يد الإرهاب اسرع."