الحادث التراجيدي كما وصفه القادة الامريكان الذين لم يصدقو نجاة ضباطهم وجنودهم من ذلك التفجير وكان تسارع الاحداث يجري منذ الليلة الماضية .. اتصل احد اهالي منطقة العرافية جنوب منطقة سلمان باك جنوبي العاصمة بغداد يوم 14 آب ليخبر عن وجود مخبئ للاسلحة تابع لتنظيم القاعدة وحدد المكان.. وتخلص الفريق المختص من تلك المتفجرات ودمرت بالكامل .. وتم اعتقال شخصين مسؤولان عن ذلك المخبأ.
مساء 18 آب المنصرم اجتمعت القوات المشتركة في منزل المختار ومجموعة من المعينين حديثا لحماية المنطقة لدعم القوات العراقية فيها.. صرخ احد الحاضرين عندما شاهد غريب يدخل ويرتدي حزاما ناسفا باعلى صوته "ارهابي" "حرامي" فقام ابن المختار (حسين علاوي الجبوري) بالخروج من باب الغرفة واحتضان المفخخ وصارعه لمنعه من دخول القاعة وعلى اثرها فجر نفسه ليفتدي حسين كل من كان في المكان من عراقيين وامريكان واسرته وجيرانه..
هذا الحادث يعد غير اعتيادي بالمرة ويمكن ان يوصف بانه مثالا رائعا لقوة العراقي ورغبته بالخلاص من كل مظاهر الاجرام والعنف والتطرف مهما اختلفت ايدلوجياتها ويدل ايضا بان العراقيين ضاقوا ذرعا بسلوك المنحرفين والغرباء والمتطرفين..
وقال المختار علاوي في لقاء خاص مع موقع PUKmedia الذي حضر الحفل التأبيني في مقر قائممقامية المدائن جنوبي العاصمة بغداد "ان الفقراء في المنطقة الراغبين بالعيش والرضا بفقرهم يرغبون بالتعاون مع كل من يريد تخليصهم من المتطرفين لتحقيق الامن".. واكد المختار كان لدي عشرة ابناء صدقوني افضلهم الشهيد حسين.. وعتب علاوي على من جعل الرجل السوري يبيت داخل منزله. وغلب على المختار علاوي شعور الحزن وذرف الدموع على الشعور بالفخر والاعتزاز.
من جانبه اكد رئيس المجلس البلدي لقضاء المدائن ثامر عبد جودة ان المختار علاوي انجب بطلا من بين 9 ابناء ليصبح رمزا للمنطقة وسيرفع اسمه على مدرسة كعب بن زهير ليكون مثالا لاطفال المدينة كون هذه الحادثة النادرة ستخلدها المنطقة وكذلك العراق والعالم بحسب رئيس المجلس البلدي.
وذكر جودة ان شيوخ العشائر من مختلف المذاهب اتصلوا به مشددين على ان ابنائهم هم اولاداً للمختار علاوي عارضين عليه مختلف المساعدات لكنه رفض الدعم وطلب منهم ان يتحابو ويجتمعوا ويتركوا كل الخلافات فانه افضل مايقدم من دعم لاهل المنطقة.
وعلى صعيد متصل قال رئيس المجلس البلدي لناحية جسر ديالى: ان حسين لم يضحي من اجل سلامة والده ولا اسرته .. بل من اجل سلامة العراق .. ودمه الطاهر سيكون رمزا حقيقيا على وحدة الصف لمنطقته وما يجاورها.. وعدها بدن دعوة ضد التمرد والانحراف والتشدد. وقال: ان الوضع في المنطقة بعد الحادث لايقارن وافضل منه قبلها.. واكد ان المختار قال لهم في جنازته ان ابني قربانا للعراق..
ووصف قائد الجيش الامريكي في المنطقة العقيد كولاشيكا بعد ان قدم تعازيه ان الحادث التراجيدي لعائلة المختارعلاوي بعث برسالة مهمة ان العراقي يرفض قتل الجندي الامريكي الذي يؤمن له السلامة والامان ويفتديه بنفسه. وقال انه اهم حدث يحصل لنا في هذه المنطقة ولم نرى او نسمع بمثله..
وقدم جائزة كتيبة الفرسان لعائلة المختار وقال ان تاريخ هذه الكتيبة التي حميتم افرادها بارواحكم عمرها 100 عام وهو تاريخ ضئيل ولايقارن بتاريخكم تاريخ العراق ذو حضارة آلاف السنين. وهي لاتمنح الا لمن ادى عملا شريفا وبطوليا..
وذكر احد الجنود الذين انقذت حياتهم من الذين كانو في منزل المختار علاوي الجبوري "السيرجنت كين" والذي بدى عليه الدهشة انه مايزال على قيد الحياة وقد كان على بعد امتار من الحزام المفخخ.. وقال كين انه لم يستطيع توجيه اية رصاصة حين سماعه بالاستغاثه لان المكان كان مليئا بالناس. وقال اردت ان اهجم على الارهابي لكن حسين بن المختار سبقني بهذا الشرف ...
https://telegram.me/buratha