ذكر عدد من المسؤولين والمواطنين وممثلي أحزاب سياسية في مدينة الديوانية، السبت، أن الوضع الأمني في عموم المحافظة شهد تحسنا كبيرا خلال الفترة الأخيرة بعد تنفيذ العملية الأمنية لبسط الأمن ضمن خطة فرض القانون التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة العراقية في الديوانية، وابدوا ارتياحهم لعودة بعض مظاهر الحياة الطبيعية إلى المدينة.
وشهدت محافظة الديوانية خلال فترة الأشهر الماضية توترا امنيا وتصاعد وتيرة العمليات المسلحة، لاسيما منذ اغتيال محافظها السابق خليل جليل حمزة في آب أغسطس الماضي، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى اعتماد خطط أمنية كثيرة لضبط الأمن في عموم المحافظة.
وتشهد المحافظة حاليا عملية أمنية واسعة أطلق عليها (وثبة الأسد) تنفذها قوات من الجيش والشرطة العراقية، من بينها قوات ساندة من وزارة الداخلية، منذ السادس عشر من الشهر الماضي لغرض بسط الأمن في المحافظة، وأسفرت عن اعتقال العشرات والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر.
وقال الشيخ حسين البديري،مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة،لـ (أصوات العراق) أن "عملية (وثبة الأسد) أكدت نجاحها على ارض الواقع خاصة بعد إلقاء القبض على كبير من أفراد العصابات الإجرامية مما ولد ارتياحا كبيرا لدى مواطني المحافظة." وأضاف "لقد أيد هذه العملية أكتر من 90% من أبناء الديوانية، ولقد كسر طوق الخوف.. والمواطن أصبح يخبر السلطات المحلية عن أية حالة تسبب الأذى للمدينة." وتابع "في ظل تحسن الوضع الأمني في الديوانية أصبح الوقت الآن مهيأ لمناقشة الملف الأمني من قبل القوات العراقية، وسيكون عام 2008 هو عام الاعمار والبناء في محافظة الديوانية."
وقال مقداد أبو طبيخ عضو في (حركة الوفاق الوطني) الأمن كان مفقودا في محافظة الديوانية قبل عملية (وثبة الأسد) وكانت مظاهر القتل منتشرة."
وكان رئيس اللجنة الأمنية ذكر الأربعاء الماضي، أن المحافظة شهدت خلال فترة الأشهر الستة الماضية مقتل 489 مواطنا، فيما تم إلقاء القبض على 1857 من المتهمين، وأحكام بالإعدام بحق 23 متهما، فضلا عن العثور على كميات كبيرة من الاعتدة والأسلحة ومواد أخرى. واستدرك ابو طبيخ "لكن بعد تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة أصبح الأمن مستتبا والحالة النفسية للمواطنين جيدة وأثمرت العملية في حقن دماء الأبرياء من العراقيين وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها." ونوه أبو طبيخ إلى "ضرورة أن يكون السلاح بيد الدولة فقط ،وعلى من يحمل السلاح أن يكون مرخصا من قبل الأجهزة الأمنية."
السيد خضير جابر المطاريحى ، الأمين العام لمنظمة بدر فرع الديوانية، قال" أن الوضع الأمني تحسن كثيرا بفضل تطبيق الخطة الأمنية والتي قوبلت بارتياح ومساندة واضحة من قبل المواطنين سواء كانوا من رؤساء العشائر والوجهاء وباقي شرائح أبناء الديوانية." وأشار المطاريحي إلى عودة مظاهر الحياة إلى المدينة، بقوله أن "المناطق الساخنة تحولت الآن إلى مناطق آمنة وعادت الحياة إلى طبيعتها، وزاول الناس أعمالهم اليومية بكل حرية وأمان، وفتحت المتنزهات أمام العوائل." يشار إلى نحو 50% من مناطق مدينة الديوانية كانت قبل أشهر تحت سيطرة المجموعات المسلحة، بحسب ما ذكره نائب محافظ الديوانية.
المواطن كريم عبد الحسين، قال "اشعر بالارتياح بعد تحسن الوضع الأمني كثيرا عن السابق حيث لم نعد نسمع بأية حالة اغتيال أو خرق امني منذ بدء العملية العسكرية ولحد الآن." وأضاف " نحن نساند القوات العراقية في استهداف الخارجين عن القانون والذين يقومون بقتل الأبرياء من العراقيين."
الشيخ احمد عبد كاظم من عشيرة السادة اليدام قال أن "العشائر في الديوانية تدعم سلطة القانون وفرض الأمن والاستقرار ومحاربة الخارجين عن القانون بكل أشكالهم وتنبذ العنف الذي يؤدي إلى هدر دماء العراقيين الزكية."
وقال المواطن سعد محسن ( صاحب محل تجاري ) "منذ بدء العملية العسكرية والوضع الأمني يلاحظ عليه التحسن الكبير حيث يتمكن المواطنون من الحركة بكل حرية واطمئنان وخاصة في المناطق الساخنة التي كان يدب فيها الخوف من عمليات الاغتيالات."
أما المواطنة أم سرى (ربة بيت ) تسكن في إحدى المناطق الساخنة فتقول" الحمد لله لم نعد نسمع أي إطلاق نار أو تفجيرات وحتى إن الطائرات الأمريكية لم تعد تحلق في سماء الديوانية وهذا خلق جوا من الطمأنينة والاستقرار."
وأشار المواطن احمد حمزة،يعمل كاسبا، إلى جوانب أخرى من العملية الأمنية، وبين انه "رافق العملية العسكرية حملات لرفع التجاوزات من على الأرصفة والشوارع الرئيسية خاصة شارعي التحدي والمواكب في وسط مدينة الديوانية."
وكان قائمقام قضاء الديوانية ذكر أن دوائر الكهرباء والماء والبلدية والصحة باشرت، الثلاثاء الماضي،حملة واسعة لرفع كافة التجاوزات على أراض الحكومة والأملاك العامة بالتزامن مع تنفيذ الخطة الأمنية (وثبة الأسد) في مدينة الديوانية." وأشار إلى إخلاء 20 عقارا تابعا لعقارات الدولة من شاغليها المتجاوزين . وأضاف المواطن حمزة "هذا جعلنا نشعر بوجود سلطة القانون والارتياح من العملية العسكرية وإجراءات الدوائر الخدمية في رفع التجاوزات."
https://telegram.me/buratha