شدد رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني، خلال استقباله أمس في أربيل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، على توفير بديل أقوى بأي مطلب في تأجيل استفتاء استقلال الاقليم".
وصدر بيان لرئاسة الأقليم اليوم الأربعاء ان بارزاني أكد بأن مسألة الإستفتاء ليست موضوعا شخصياً، وإن لهذا المسألة علاقة وثيقة بحقوق شعب كبير، وهي عبارة عن ممارسة طبيعية لهذا الحق، وهي لا تتعارض البتة مع أي من مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي لا تتسبب بحدوث أية عقبة أمام الحرب ضد الإرهاب".
وأشار بارزاني بحسب البيان الى "المآسي التي عانى منها شعب كردستان على مدى التاريخ المشترك مع دولة العراق، وقد كان آخرها التجاوز على الدستور وإنعدام مبدأ الشراكه والتوافق"مؤكدا "بأن الدستور العراقي يعطي هذا الحق لشعب كوردستان بأن يقرر مصيره، حيث تذكر ديباجة الدستور بشكل واضح بأن بقاء العراق موحدا مرهون بتطبيق الدستور".
كما بيّن بارزاني بأن التجارب السياسية في التاريخ الحديث، أثبتت بأن أي إتحاد قسري لا يمكن أن يدوم ويبقى مستمرا ولا يمكن ان ينجح، وقال: لقد إخترنا نحن في كردستان القبول بصيغة الإتحاد الإختياري بشرط وجود وإحترام مبدأ الشراكة، لكن هذه الشراكة لم تنجح، ولذلك وبهدف قطع الطريق أمام حدوث مزيد من المشاكل إخترنا أن نعيش كجيران نحترم بعضنا البعض" مشدد على أن "أي مطلب بتأجيل الإستفتاء ينبغي أن يكون مترافقاً مع بديل أقوى من الإستفتاء كسبيل للوصول للإستقلال".
وأكد على أن "شعب كوردستان قد سلك طريقا سلميا بعيدا عن العنف، وإنه سيستمر بالسير في هذا الطريق لتحديد شكل العلاقة مع العرق وللوصول إلى قناعة مشتركة توكد على العيش في علاقة حسن جوار إيجابية بعيدة عن القتال والعنف".
وشدد بارزاني على أن إقليم كردستان سيستمر في حربه ضد إرهابيي داعش بكل اصرار كما عهده العالم سابقا" مبينا أن "تحرير الموصل لا يعني إنتهاء داعش والإرهاب وستبقى تهديدات الإرهاب مستمرة، لأنه لا يعترف بأية حدود، ولذا فإننا نحتاج الى تعاون وتنسيق مستمر للقضاء على الإرهاب ودحره وإبطال تأثيراته".
من جانبه أوضح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الهدف من زيارته إلى كوردستان ولقائه بالرئيس بارزاني، وأكد بأن هذه الزيارة جاءت لتقديم الشكر والتقدير لقوات البيشمركة وتقديم أحر التعازي لذوي الشهداء، وأكد أيضا بأن معركة تحرير الموصل ما كانت لتنجح وما كانت القوات المقاتلة حققت كل هذه الإنتصارات بدون مشاركة قوات البيشمركة، وأكد أيضا على أصرار بلاده في المضي قدما في مسار مواجهة الإرهاب".
وبيَّن ماتيس "بأن الولايات المتحدة تفتخر بالتعاون مع قوات البيشمركة" موضحاً بأن "التنسيق بين الجانبين كان أمراً مهماً جداً لضمان النصر في معركة الموصل" مؤكداً "على رغبة بلاده في الإستمرار بالحرب ضد الإرهاب لكونه يشكل عدوا مشتركا للجانبين".
وتباحث ماتيس وبارزاني تقرير مصير شعب كردستان، وبيّن وزير الدفاع الأمريكي تفهمه الكامل لحقوق ومطالب شعب كردستان وتقديره لنضال هذا الشعب والمآسي التي عانى منها، وأبدى قلق أمريكا لإجراء عملية الإستفتاء".
وأوضح "بأن هذه المسألة كانت بعيدة عن التوقعات الأمريكية وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد بأن عملية الإستفتاء من الممكن أن تشكل عقبة أمام الحرب ضد إرهابيي داعش، ومن الممكن أن تخلق الكثير من المشاكل للطرفين في الحرب ضد الإرهاب".
كما أشاد وزير الدفاع الأمريكي بالمفاوضات بين أربيل وبغداد مؤكدا بأن بلاده تؤيد وتساند الحوار المستمر بين الجانبين.
https://telegram.me/buratha
