وتمتاز تلك المناطق بالانتشار الكبير للمسطحات المائية الواسعة والتي تمتد على طول حدود المحافظة مع المحافظات الجنوبية الاخرى .
وتعتبرمناطق الاهوار من المناطق التي تكثر فيها العادات والتقاليد العشائرية التي يمتاز بها ابناء العراق الجنوبيين اذ تعتبرتلك العادات من الموروثات الحضارية التي يفتخر بها ابناء العراق .
ومن تلك الاقضية الواقعة في وسط الاهوار قضاء الجبايش قرية عراقية تسبح على صفحة فرات المياه و بين زهور الزنبق وهي إداريا مركز قضاء الجبايش التابعة لمحافظة ذي قار وتقع في أعماق الهور في جنوب العراق الأقرب الى نهر الفرات الجنوبي ويمكن الوصول إليها عن طريق يمتد من القرنة والمّدينة التابعة لمحافظة البصرة .
و(الجبايش) جمع كلمة جبيشة التي هي جزيرة صناعية تسبح على صفحة ماء الهور تم التحضير لها بعناية وكونت من طبقات الطمي والقصب والبردي التي تتم تكديسها فوق بعضها حتى تصبح مثلها كمثل جزيرة عائمة يمكن أن تبنى عليها ديار القصب أو الصرايف .
وقد وردت هذه الطريقة في العيش من خلال مدونات السومريين قبل سبعة الالاف عام ومن الطريف أن للسومريين أسطورة بنشأة الأرض كانوا يظنون بان اليابسة نشأة مثلما يصنعون هم تلك الجبيشة، نعم وليتصور القارىء العيش في طبيعة سياحية خلابة ولكن ان ذلك القضاء وخلال العقود الماضية همش وهدم تهديماً كاملاً اثناء حكم النظام الصدامي ولعدت اسباب من اهمها هو احتضانه للعديد من المجاهدين الذين قارعوا الظلم والطغيان حيث كانوا يتخذون من اهوار الجبايش مقرات لدفاع عن حقوقهم التي سلبها النظام المقبور طيلة العقود الماضية فاقدم النظام البعثي المجرم الى جريمة تجفيف الاهوار تلك الجريمة التي اصبحت وصمت عار في تاريخ العراق وكل اعمال النظام المقبور واعوانة وصمات عار لاتغتفر من قبل الشعب العراقي ولكن جريمة تجفيف الاهوار لاتغتفر ولعدت اسباب من اهمها هو هدر اهم ثروه في العراق فمناطق الاهوار تتميز بالعديد من الثروات الطبيعية والسياحية والسمكية والمائية وغيرها من الثروات التي هدرت اثناء جريمة تجفيف الاهوار من قبل النظام المقبور والسبب الثاني هو نزوح عشرات بل مئات العوائل الى المحافظات والدول المجاورة لطلب العيش في بيئة توازي بيئتهم العشائرية من خلال تربية المواشي وصيد الاسماك التي حرموا منها بسبب السياسات الطائشة للنظام المقبور .
قضاء الجبايش ذلك القضاء المدمر من جميع الجوانب العمرانية والاقتصادية والخدمية والبيئية وبعد سقوط النظام المقبور ودخول شمس الحرية والديمقراطية الى بلدنا العزيز لم يرى سوى مشاريع قليله لايرتقي الى مستوى ذلك القضاء الذي لايخلو بيت فيه من الشهداء والمضحين فأزلام النظام المقبور زرعوا في كل بيت في قضاء الجبايش نائحة بفقدان احد الابناء او الاب ولم يكتفوا بذلك فقد زرعوا الرعب والخوف مما اضطر الى نزوح ألاف العوائل الى مناطق اخرى وكآن القائمون على توزيع المشاريع يجهلون ما كان يقدم قضاء الجبايش للاقتصاد العراقي من الثروات طيلة الفترة الماضية وحتى الحالية فعودت بعض المياة الى الاهوار لملمت شيء من الجراح في ابناء ذلك القضاء بمزاولت ولو جزء بسيط من اعماله العادية وهي عملية صيد الاسماك ورفد الاقتصاد العراقي بثروة السمكية كما ان عودت جزء بسيط من مياه الاهوار ساعد في استرجاع شيء من الثروات المائية والحيوانية من خلال تربية المواشي وبيع مشتاقاتها فنتسائل ماذا يحدث لو خصص لقضاء الجبايش معمل خاص بانتاج المشتقات الحيوانية والسمكية وابناء قادرين على ادارة ذلك المعمل فهو ضمن اختصاصهم فضلاً عن تشغيل عدد كبير من العاطلين عن العمل خير من تخصيص ( 88 ) مليون دينار لانشاء مشروع مجاري مياة امطار نفذ بطريقة سيئه وزاد الطين بلة باعطاءة الى مقاول لايحسن انجاز المجاري فضاع المبلغ وزاد شوارع القضاء دماراً وخراباً وعلى اثر هذا قام العديد من ابناء القضاء بارسال عدت شكاوى لانقاذهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونة بعد انجاز ذلك المشروع وضياع المبلغ المخصص هدراً.
اما مواطنو قضاء الجبايش فقد عبروا عن استياءهم من هذا الوضع المتردي فبعد ان كان القضاء يرفد الاقتصاد العراقي بشتى الثروات اصبح اليوم ينتظر الصدقات التي تعطى من هنا وهناك اثناء مرور المنظمات الانسانية به .
فيقول الحاج مصاول الماجدي وهو اب لخمسة ابناء عاطلين عن العمل : في الحقيقة نحن مللنا كثرة الوعود التي وعدنا بها واصبحنا اليوم لانعرف متى يعاد اعمار ولو جزء بسيط لذلك القضاء فابناءنا تعيش البطالة وثرواتنا مهدورة والمشاريع التي يتم تخصيصها لاتنفذ بطريقة صحيحة وغيرها من المعانات الخدمية التي نعيشها يومياً .
مواطن اخر وهو الحاج نايف حافظ يقول : بعد عودتي من ارض المهجر نتيجة لنزوحنا الى الدول المجاورة بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991م دخلت الى قضاء الجبايش وفوجت بذلك الدمار الذي لحق بالقضاء فبيوتنا التي كنا نسكن فيها هدمت بالكامل واصبحت قطعة ارض جرداء وتسائل الحج نايف حافظ من يعيد بناء تلك البيوت التي هدمها ازلام النظام البائد فسكان قضاء الجبايش لايملكون سوى قوت اليوم والذي ياتي بشق الانفس في هذه الظروف الصعبة التي يعيشونها فضلاً ان اغلب شبابه عاطل عن العمل مضيفاً متى تعاد المياه الى الاهوار ليستطيعوا سكانه مزاولة اعمالهم من جديد.
كل هذه المعانات لاتعبر الا جزءا بسيطا من من حجم المعانات التي يعاني منها ابناء قضاء الجبايش ذلك القضاء الذي قارع الظلم والطغيان وكانت اهواره مركز لانطلاق حركات التحرر والثورة على مر العصور.
قائممقام القضاء السيد عبد الكاظم ملك طاهر قال : في الحقيقة ان المشاريع التي يتم تخصيصها الى القضاء قليلة وقليلة جداً لاترتقي الى حجم الدمار والإهمال الذي لحق بقضاء الجبايش مضيفاً ان القضاء يعامل معاملة النواحي من حيث التخصيص .
ادارة محافظة ذي قار وعلى لسان المعاون الفني لمحافظ ذي قار المهندس تأميم مهدي العامري قال: في الحقيقة ان قضاء الجبايش حصل على العديد من المشاريع خلال تخصيصات هذا العام بل انه يعتبر من اكثر المناطق الذي حصل على عدد من المشاريع وخير دليل على ذلك مشاريع اعادت تاهيل الاهوار (انعاش الاهوار ) والتي تقدر كلفتها بملايين الدولارات والتي تختص بقضاء الجبايش وحدها فضلاً عن شمول القضاء بالعديد من المشاريع وفي جميع القطاعات وخاصة قطاع التربية والصحة والبلديات .
في الحقيقة ان الاهتمام بسكان وأهالي قضاء الجبايش يجب ان ياخذ بنظر الاعتبار من قبل المسؤولين في ادارة المحافظة لان الاهتمال بهم يعتبر اهتمام بعدت ثروات يمكن الاستفادة منها كمورد اقتصادي هام غير الموارد النفطية كقطاع السياحة والثروات الطبيعية الأخرى وبقيت حقيقة رأيناها يجب ان تقال : ان اغلب ابناء قضاء الجبايش لايملكون قوت اليوم وتحت اقدامهم العديد من الثروات التي يحلم بها أي بلد .
المركز الاعلامي للبلاغhttps://telegram.me/buratha