خضع يوسف الخميس الماضي، لأكثر عملياته الجراحية أهمية، وهي العملية التي تمت فيها إزالة ندبة امتد طولها نحو نصف قدم على طول وجهه، ولكن بعد مضي ساعات قليلة على الاحتفال البهيج على نجاح العملية، كانت ملاءات سرير يوسف مغطاة بالدماء.
وهو ما جعل الجراح بيتر غروسمان وطاقمه يعودون مسرعين إلى غرفة العمليات لكي يحددوا مصدر النزيف، وتبين أنه شريان دم، وتمت السيطرة عليه خلال نصف ساعة.ولكن تلك لم تكن نهاية محنة يوسف.فمن دون إنذار مسبق، كانت ملاءات سريره مغطاة بالدماء مجددا، فتوجه لغرفة العمليات للمرة الثالثة خلال 24 ساعة، وهذه المرة كان السبب شريان دم أيضا، ولكن في الجهة الأخرى من وجهه.واضطر غروسمان وطاقمه لإعادة فتح قطب يوسف، التي تراوح عددها بين 60-100 قطبة، وذلك لكي يحددوا مصدر النزيف، واستغرقت تلك العملية ساعة ونصف.وقال غروسمان "لم يكن الأمر يهدد بحياة يوسف، ولكنه كان يهدد بفشل العملية"، مشيرا لطبقة الجلد السليمة التي تم وضعها فوق ندب يوسف السابقة.وأوضح غروسمان أن أكبر المخاطر أثناء عملية كهذه هي النزيف، وذلك نظرا لحساسية منطقة الوجه.ولكن وبحلول بعد ظهر الجمعة، كان شفاء يوسف على المسار الصحيح مجددا، وقضى ساعة كاملة في حجرة الأكسجين المضغوط، حيث شاهد برنامج الرسوم المتحركة المفضل لديه "علاء الدين"، بعيون منتفخة ولكنها مثابرة.
وبحلول السبت، كان يقفز في أرجاء الغرفة، وقال بكل فخر "لقد أكلت"، فبالرغم من أن رأسه الصغير كانت تلفه الضمادات بإحكام، كان قادرا على أن يفتح فمه أكبر من أي وقت مضى.ظل يوسف، الذي قبض عليه ارهابيين مقنعين خارج منزله وخدروه بالغاز ثم أحرقوه في الخامس عشر من يناير/كانون الثاني، سعيدا جدا حول أمور صغيرة، مثل قدرته على إخراج لسانه من فمه مجددا.
وقال والد يوسف بصوت تغمره السعادة "أنا سعيد جدا، تمنيت لو كان هناك مترجم لكي يقول للطبيب كم كنت شاكرا له، لقد قلت له ’شكرا‘ بالإنجليزية ولكني أردت أن أقول أكثر من ذلك بكثير لوصولنا إلى هذه المرحلة، أعلم أنه ما زال هنالك عمليات جراحية أخرى، ولكن يوسف بات يشعر بالسعادة سلفا."
https://telegram.me/buratha