روى قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت وقائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري، الجمعة، "بشاعة" ما انتهجه تنظيم "داعش" الارهابي ضد المدنيين من اهالي مدينة الموصل، فيما أكدا قرب انتهاء معركة تحرير المدينة من قبضة التنظيم وبشكل نهائي.
وقال الفريق رائد شاكر جودت خلال برنامج "سحور عراقي" الذي تبثه فضائية السومرية، إن "العدو وبعد 9 حزيران 2014 استخدم جميع الامكانات الموجودة في المناطق التي سيطر عليها سواء الامكانات المدنية او الحكومية او التجهيزات العسكرية حتى الغذاء لغرض امداد آلته الحربية"، مبينا أن "العدو كان يجبر المواطنين على استخدام سياراتهم المدنية بالقوة ويفخخها لضرب مقاتيلنا".
واضاف جودت أن "العدو ونتيجة استمرار المعارك والقتال بدأ يشعر بالجوع والرعب وهنا بدأ بتغيير استراتيجيته للمرة الاولى في المعركة"، لافتا الى أن "الاشخاص المقاتلين العقائديين من عناصر التنظيم الارهابي بدأوا يتركون سياراتهم المفخخة ويهربون من ارض المعركة وهذا مؤشر ايجابي".
وأوضح الفريق جودت أن "داعش الارهابي وحين يخسر اي معركة صار يستخدم جميع الموارد الموجودة، حيث يحرق منازل المواطنين لتكوين اكبر مايمكن من سحابة دخان ضد الطائرت المسيرة"، مشيرا الى أن "داعش الارهابي سلب كل الحياة المدنية سواء من الرجال او النساء".
وتابع "كلما تتقدم القوات الامنية يقود ارهابيو التنظيم المواطنين باعداد كبيرة جدا أمامهم الى منطقة اخرى"، موضحا أن عناصر التنظيم يقودون اعداد كبيرة من المواطنين تحت ازيز الرصاص لغرض منعهم من التوجه الى الاجهزة الامنية".
ويشير قائد الشرطة الاتحادية الى أن "داعش الارهابي يضم اناسا متطرفين وشواذ ومنحرفي المجتمع ولا يحملون سوى فكر جريمة عالي المستوى"، موضحا ان "اجهزتنا الامنية والاستخبارية عثرت على وثائق ومستسماكات واعداد كبيرة جدا من المسميات والجنسيات التي تؤكد ذلك".
ويرى الفريق جودت أن "تواصل اهالي نينوى مع الاجهزة الامنية والاخبار عن مراكز داعش كان له الاثر البالغ في ان تكون ضرباتنا دقيقة جدا ومؤثرة في العدو".
ولفت جودت الى أن "خطة العمليات المشتركة تتضمن الحفاظ على اكبر ما يمكن من حياة المدنيين الذين يستخدمهم العدو كدروع بشرية"، مؤكدا أن "واجبنا هو نزع هذه الدروع من العدو، خاصة في المدينة القديمة التي تحتوي على ازقة وشوارع ضيقة جدا".
بدوره قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري، خلال استضافته في البرنامج ذاته، إنه "كلما تتقدم العمليات العسكرية الى الامام تضيق مساحة المعركة وسط عدد سكان محصور ومتخذ كدروع بشرية من قبل تنظيم داعش الذي يستخدم الناس كدروع بشرية وبكل بشاعة"، لافتا الى أن "التنظيم يضع المواطنين في السراديب ويقفل عليهم حيث بدأت بشاعته تتسع بشكل كبير".
ولفت الجبوري الى أن "القوات الامنية تعمل حاليا كالجراح الماهر حيث ترفع السرطان من الجسد من دون ان تؤذي باقي اعضاء الجسد، وهذا هو التحدي الاكبر للقوات الامنية".
ويقول الجبوري إن "داعش استخدم كل الاساليب القذرة واستخدم ناس المعتوهين لتفجيرهم ضد ابطال القوات الامنية"، مشيرا الى أن "مقاتلينا أبوا ان يطلقوا النار عليهم وتم مسك العديد منهم وهم على قيد الحياة وتم تفكيك الحزام الناسف".
ولفت الى أن "داعش استخدم اطفالا يافعين وفتية في السادسة عشر من العمر كانتحاريين حتى بالمعارك النهائية، وعندما قل عدد مقاتليه استخدم النساء ايضا كانتحاريات".
واعتبر الجبوري أن "هذا دلالة على ان داعش بدأ يفقد موارده البشرية"، لافتا الى أن "السيارات المفخخة بدأت تقل حيث كانت في اليوم سبعين سيارة مفخخة اما الان مع تقدم العمليات بدأت تشح الموارد في اليوم اربع او خمس سيارات كحد اعلى".
ويرى الجبوري أن "نسبة العراقيين في تنظيم داعش كانت اكبر من نسبة الاجانب"، موضحا "وجدنا مناضد رمل مايشير الى وجود قادة عسكريون وتخطيط عسكري بالتنظيم".
وأكد قائد عمليات نينوى أن "داعش انتهى عسكريا في الموصل"، مؤكدا أن "ماتبقى له مساحة لاتزيد عن 6% من الساحل الايمن من المدينة فقط".
وأوضح أن "القتال الان يدور في حي الزنجيلي والصحة والشفاء"، متوقعا ان "يكتمل دخول هذه الاحياء قريبا جدا". ويؤكد الجبوري أن "ماتبقى من المنطقة القديمة الخاضعة لداعش لا تمثل سوى 4% الى 5% من حجم الساحل الايسر لمدينة الموصل".
https://telegram.me/buratha
