النجف الأشرف/عادل الفتلاوي
تحدث امام جمعة النجف الاشرف عن بادرة هي الاولى من نوعها تشهدها مدينة النجف الأشرف وهي احتضانها(الملتقى الوطني الاول لعلماء السنة والشيعة في العراق) حيث ضم هذا الملتقى ألف عالم سني وشيعي من معظم المحافظات وعلى مختلف المستويات حيث دعت النجف الاشرف وعلماء الشيعة إلى الوحدة منذ البداية والان توّجت بمجيء علماء السنة إلى النجف الأشرف. والذي كان املاً لهم منذ مئات السنين والنجف حاضرة العالم الاسلامي ومصدر الاشعاع والتي دعت الى الوحدة منذ سنين طويلة وفي اصعب الظروف وقد تحقق الآن. واضاف سماحته ان هذا الملتقى هو رسالة ذات ابعاد ودلالات معنوية وسياسية تمخضت بالاعلان عن انتصار الوحدة على الفتنة. وهي ظاهرة نوعية شهدها النجف، وكذلك الاعلان عن انتصار الامن على الارهاب قائلا: اليوم انتصر العراق وعبر العراقيون بحر الفتنة الاقتتال.
معلنا سماحتة انتصار العراق الجديد على اعداء العراق مستعرضا انطباعات علماء السنة عما رؤوه في النجف الاشرف من ترحيب حيث اقسم بعضهم قائلا: (اذا ضاقت بنا الامور فلن نلجأ الى دولة اخرى بل نلجأ الى النجف). فهؤلاء تجلّت عندهم الحقيقة التي كانت ضائعة وهي ان النجف والمرجعية لهم وشيعة اهل البيت(ع) لكل العراق موضحا سماحته الى انهم رؤوا اشياءا لم تكن في الحسبان حيث ان بعض الناس تلقوهم وقبلوا جبينهم وقالوا لهم ان النجف بيتكم وكذلك زياراتهم لمرقد امير المؤمنين(ع) وبيت الامام علي(ع) ومسجد الكوفة، وكان لقاءهم بالمراجع صفحة جديدة وعلى رأسهم فخر الشيعة وعزّ النجف وشيعة اهل البيت(ع) السيد السيستاني(دام ظله) الذي غير تصوراتهم في لقاءه بهم حتى ان احدهم نزع خاتمه وطلب من السيد السيستاني (دام ظله) ان يلبسه اياه تبركاً.
ونقلت لهم آية الله السيستاني(دام ظله) وقال: ان ما قدمته لأهل السنة هو شيء يسير و لا فرق بين عربي وكردي وقال ايضا انا خادم لجميع العراقيين. وطالب من الشيعة ان يدافعوا عن حقوق السنة الاجتماعية والسياسية في الدفاع عن حقوقهم وكذلك السنة واكدت المرجعية على اهمية مثل هذه اللقاءات والكشف عن وجود خلافات حقيقة، حيث سينقلون هذه الرسالة الى اهلهم وذويهم.
واوضح سماحته ان هذا الملتقى قد حمل مجموعة نتائج وهي: 1ـ تطويق الارهاب الذي كان يستخدم اسم الدين مثل (هيأة علماء المسلمين) حيث اتضح ان الارهاب لا دين له ولا يمثل السنة ولا الشيعة وهذه رسالة مهمة كانت للعالم العربي والاسلامي. 2ـ اعلان الوحدة في ظل العراق الجديد فنحن نريد تأسيس نظام جديد على اساس الوحدة والعدالة هويته الاسلام مؤكدا اننا لسنا مع الارهاب وتدمير العراق والاطاحة بهذا النظام ودعاوى ابداله. حيث ان الملتقى اعرب عن هذا المشروع الوحدوي السياسي الجديد والذي عبر عنه العراقيون بانتخابهم للبرلمان وتصويتهم على الدستور. 3ـ اثبات ان النجف الاشرف هي العاصمة الدينية لجميع العراقيين بل اوسع من العراقيين وهي تفتح صدرها لأهل السنة. ووجه سماحته دعوة لعلماء السنة للدراسة في النجف الاشرف قائلا: ادرسوا علوم الامام الشافعي واحمد بن حنبل والمالكي والامام الصادق (ع) اذا اردتم. 4ـ دعوة السياسيين ان يتوحدوا ضد الذي صف كل اشواك الفتنة والطائفية والذي وراءها مصالحه ومنافع شخصية ودعا سماحته الى الابتعاد عن مصالحهم الشخصية والفئوية والالتفات الى مصالح الناس، مستشهدا بوحدة علماء الدين.
وشكر سماحته جميع الاطراف وكل فرد شارك في انجاح هذا المؤتمر من تيارات واحزاب وشخصيات تصافحت ووحدت نفسها وكل اولئك الذين ضحوا فلهم دور في انجاح هذا المؤتمر وخاصة الاجهزة المسؤولة في محافظة النجف الاشرف من مجلس المحافظة واجهزة الشرطة ولولا وحدة المكونات الشيعية الذين وضعوا يدا بيد في داخل الجسم الشيعي لما شهدنا النجاح في هذا الملتقى.
وفي محور اخر تحدث سماحته عن مناسبة الحج في هذا العام ففي العام الماضي كانت هناك عدة مظاهر من مشاكل فنية كبيرة وقد ذاق الحجاج اتعابها وكذلك الموقف السعودي تجاه العراقيين بالخصوص والعمل معهم بروح طائفية. وفراغ كراسي السادة في البرلمان حيث انعكس ذلك على عمل الحكومة وذكر سماحته ثلاث توصيات ورسائل لموسم الحج هذا العام:
1ـ على المملكة العربية السعودية بسط يد العدالة لجميع المذاهب الاسلامية وخاصة العراقيين وترفع يدها عن الابعاد الطائفية وقد وعدوا هذه السنة بالتعامل بشكل جيد والمملكة بدأت تنفتح على الجميع. 2ـ معالجة المشكلات الفنية الحادة لدى هيأة الحج العليا لأجل ان يعيش الحجاج في جو عبادي وغير منغص عليه. 3ـ لا يجوز سفر اعضاء البرلمان ولا مجالس المحافظات والقيادات المسؤولة الى الحج إلا للظرورة الدينية او السياسية وان فعلوا فأن سفرهم معصية والراتب الذي يأخذوه سحت وحرام. وبعث سماحته رسالة الى الحجاج العراقيين ان ينقطعوا الى الله تبارك وتعالى فالحج فرصة عبادية للمغفرة. وفي محور ثالث تحدث سماحته مختصرا عن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسحب السيادة من الدول الراعية للارهاب وقد وضع العراق تحت طائلة هذا الفصل بسبب سياسات النظام البائد قائلا: اعلن خروج العراق عن المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة.
وفي خطبته الاولى تحدث سماحته في مجمل الاحاديث عن الاداب الاجتماعية في الاسلام وبناء الشخصية عن اداب الزينة والتزين ومن جملة هذه الاداب استحباب التجمل مطلقا. واستحباب التجمل للاخوان ، والنظر في المرآة واطالة النظر فيها وترتيب الشعر وتحسينه، والتعطر والغَسل والغُسل والنظافة، والسواك وتزين المرأة لزوجها بل مطلقاًً بل تزينها خصوصا للصلاة والتختم للرجال والنساء.
https://telegram.me/buratha