قال رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، ان التفجيرات الأرهابية التي شهدتها العاصمة بغداد وقبلها محافظة البصرة أمس "تستهدف وحدة البلاد" مشيرا الى ان "العراقيين غير مستعدين لحمل السلام على بعضهم البعض".
وكانت سيارتان ملغومتان انفجرتا مساء أمس قرب سيطرة أمنية بمدخل منطقة ابو دشير جنوبي بغداد كما انفجرت بمكان مشابه شمال محافظة البصرة الجمعة واسفرت التفجيرات عن استشهاد 24 شخصاً واصابة نحو 50 آخرين.
وقال الجبوري في كلمته خلال [مؤتمر العراق: شباب وتعايش] الذي أقامته بعثة الامم المتحدة في العراق اليوم السبت بالتعاون مع جمعية الامل العراقية، ان "العدو يسعى لتفتيت اللحمة الوطنية وتمزيق وحدة البلد، كما حصل من تفجيرات يوم أمس في البصرة وبغداد ما يؤكد استمرار داعش في سياستها لإرباكنا وتأجيج الشكوك بيننا ومحمولة ايقاد نار الفتنة التي يحبطها شعبنا العظيم في كل مرة".
وأضاف أن "العراقيين غير مستعدين لحمل السلاح على بعضهم البعض فهم لم يفعلوا ذلك مطلقا فيما مضى وما كان من احتراب في ايام التصعيد الطائفي كان بين جماعات كانت تُمارس استهداف المواطنين من هذا الطرف أو ذاك محاولة تعبئة وتحشيد الشارع لصالح أجنداتها وأفكارها وطموحاتها الإرهابية والسياسية، بل نسعى الى تحقيق التعايش الذي يعني التقبل والتفاهم والاندماج وحب التنوع الذي ينتج إيمان بالاخر ووجوده وتقبل لفكرته".
وأشار الجبوري "لقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن مشروع المصالح الوطنية في العراق وما زلنا نلاحظ أن المشروع يحتاج الى أن يتقدم أكثر في المجال الميداني التطبيقي بشكل فعال وحقيقي".
وأوضح ان "مشروع المصالحة ما يزال في طور التنظير والترويج والتسويق الإعلامي وهو أمر جيد ولكنه لا ينسجم مع الحاجة الفعلية والملحة والضرورية ولا مع الوقت المتبقي لنا خصوصا وأننا نغالب ونسابق الزمن والعدو في مخططاته الخطيرة".
وتابع إن "الجهد النوعي الذي تقدمه هذه الورش خلال هذه الفترة الوجيزة يشكل حلقة مهمة في سلسلة جهود تحقيق مشروع المصالحة الوطنية وترسيخ التعايش بين أبناء الشعب العراقي خصوصاً أن الجهة القائمة عليه تمتلك تاريخاً حافلاً بالتجارب الطويلة والناجحة والاحترافية في هذه المهام الحساسة".
وأكد رئيس البرلمان "لقد استطاعت مؤسسات الأمم المتحدة وخلال عملها في مناطق الصراع في العالم وعلى جميع الاصعدة الانسانية من إحراز النجاحات المتتالية وإغتنام الكثير من فرص توطيد السلم الأهلي في هذه المناطق ، واليوم تقف مع العراقيين مشكورة من خلال أداء مهماتها الإنسانية لمساعدتهم على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر".
ولفت "لا شك أن الشباب يشكلون الركن الأساس في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية لأنهم يمتلكون من الأدوات الفاعلة ما يؤهلهم لهذا الدور المهم ، فهم القادة الحاليون وليس المستقبليون كما يحاول البعض ترويجه".
وقال الجبوري "الشباب هم صناع الأمل والحياة وعليهم التعويل بعد الله في بناء حاضر العراق مستقبله دون الاعتماد أو التعويل على المشاريع الفاشلة التي دمرت العراق طوال السنوات الماضية ومنحت الفساد المساحة الفرصة لتجريد البلاد من خيراتها وتهجير العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين والأدباء".
وبين "ما لم تؤمنوا أيها الشباب والمثقفون بأنكم القادة الحقيقيون وان دوركم لا ينتظر انتظارا بل ينتزع انتزاعا، فإن العراق سيبقى دائرا حائرا في دوامة التكرار والفشل تلتهمه نيران الاٍرهاب والفساد" منوها الى ان "مشروع التعايش السلمي الذي نسعى إليه لا يعني اننا نريد تحقيق السلم الأمني وحسب، فهو نتيجة حتمية وواقعية حاصلة دون جهد أو تخطيط".
وختم كلمته بالقول "أكرر شكري الجزيل لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي ، على جهودها الخيرة في الوقوف معنا وتحديدا لإقامتها هذه الورش الفعالة والقيمة والشكر موصول لجمعية الأمل العراقية ولجنة المصالحة الوطنية في مجلس الوزراء على هذا الجهد الخير والنوعي، متمنين الاستمرار في تحقيق جوهر ملف المصالحة الوطنية والله يوفقكم لعملكم ويرعاكم".
https://telegram.me/buratha
