مع تواصل الجهود المبذولة من اكثر من طرف لاقناع جبهة التوافق بالعدول عن قرارها الانسحاب من الحكومة، يجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي قريبا مع بعض القيادات من الجبهة للتوصل الى صيغة نهائية من التعامل المشترك وفتح صفحة جديدة "ربما" للتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية، انسجاما مع تحركات اغلب الكتل السياسية لاعادة تشكيل الحكومة في بداية العام المقبل برئاسة المالكي.
وسبق السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي، اللقاء الذي سيجمع رئيس الوزراء بممثلين عن التوافق، بحسب مصادر، بالكشف عن مباحثات مع اعضاء من الجبهة من اجل عودة الوزراء المستقيلين، متمنيا ان تصل هذه المحادثات الى حالة من التوافق في الاراء. ودعا السيد الحكيم في مؤتمر صحافي عقده امس، قيادات الجبهة للعودة الى الحكومة، مؤكدا ان المالكي يسعى ويتحرك حاليا من اجل ذلك.
وتزامنت دعوة رئيس الائتلاف الموحد مع مساع يقوم بها رئيس الجمهورية جلال الطالباني تهدف الى الغرض نفسه. وكشف النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان عن اتفاق بين قوى التحالف الرباعي لاعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المالكي. ويضم التحالف الرباعي احزاب(الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى الاسلامي والديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين).
وقال عثمان في تصريح خاص لـ"الصباح": ان اعادة تشكيل الحكومة يقصد به ملء الشواغر الوزارية والمجيء بوزراء تكنوقراط يمثلون جميع الاطياف الاساسية للشعب العراقي، منوها بان اكتمال هذا المشروع سيرى النور نهاية العام الحالي او بداية عام 2008. وشدد على ان هنالك مساعي كبيرة تبذل من قبل عدة جهات وفي مقدمتها رئيس الجمهورية لانهاء قضية وزراء جبهة التوافق المنسحبين، لافتا الى قرب عقد لقاءات بين ممثلين عن الجبهة ورئيس الوزراء بعد وساطات قامت بها اطراف عدة.
هذه التوجهات تنسجم مع ما كشفه الرئيس الطالباني عن ظهور بوادر ايجابية لاعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتتفق ايضا مع تأكيد النائب عن الائتلاف سامي العسكري لـ"الصباح"، ان الايام المقبلة ستشهد لقاءات مع الطرف "المعتدل" من الجبهة،الحزب الاسلامي.
واوضح العسكري الى انه في حال لم يتم التوصل الى اتفاق مع التوافق، فان رئيس الوزراء سيلجأ الى اختيار وزراء من "الطيف" نفسه من المتواجدين في مجلس النواب او خارجه. ورغم تأكيد الدكتور اياد السامرائي رئيس كتلة التوافق في البرلمان والقيادي في الحزب الاسلامي، بان امر عودة الوزراء مرهون بتحقيق مطالب الجبهة، الا ان العسكري بدا متفائلا بالتوصل الى توافق يعيد المياه الى مجاريها.
https://telegram.me/buratha