تقرير محمود المفرجي ...
اكد اصحاب شركات السفر والسياحة المنتشرة في بغداد التزايد المستمر لاعداد العراقيين الراجعين الى الوطن مقابل انخفاض كبير في اعداد المغادرين له.ولمعرفة اسباب ظاهرة الهجرة المعاكسة للعراقيين من الخارج الى داخل الوطن والتي حدثت بسبب تدهور الوضع الامني ننشر هذا الاستطلاع الميداني :
يقول عقيل طارق صاحب شركة البيداء للسفر والسياحة :" منذ حوالي شهر تقريبا اخذت اعداد العراقيين الراجعين الى ارض الوطن تزداد بشكل كبير جدا خاصة بعد اعلان السلطات السورية والاردنية فرض تأشيرات دخول على المواطنين العراقيين الداخلين لأرضيهما وهو سبب رئيس وقف بوجه العراقيين الراغبين بالسفر الى تلك الدولتين ". واضاف:" لاحظنا ازدياد اعداد العراقيين الوافدين الى ارض الوطن بنسبة كبيرة جدا فاقت تصوراتنا نحن كعاملين في شركات السفر ووصلت اعداد العراقيين الداخلين الى ارض الوطن من 400 الى 500 شخص يوميا في شركتنا وحدها ، مقابل 100 فقط من الراحلين وان المغادرين الان الى الخارج هم من اصحاب الاموال والاعمال الذين تربطهم بدول الجوار التزامات تجارية او مالية ,وان السمة الغالبة على العراقيين الراجعين الى العراق هي سمة الفرح والارتياح جراء استقرار الوضع الامني الذي بدأ يتحسن شيئا فشيئا في العراق مما بعث في نفوسهم روح الامل بالعيش بامان في بلدهم بين اهاليهم واقربائهم واحبائهم".
واكد احد العاملين في وكالة سفريات اخرى:" ان رغبة السفر الى الخارج وخاصة دول الجوار بدأت تتراجع عند المواطن العراقي مما اثر سلبا على سير عملنا".
من جانبه اكد صاحب شركة الكرنك للسفر والسياحة احمد عداي:"ان القادمين العراقيين هم الان اكثر من المغادرين بسبب استقرار الوضع الامني. اضافة الى ان الوضع في الدول التي يتجه اليها العراقيون بات في غاية الصعوبة بالنسبة لهم من حيث غلاء الاسعار والايجارات".
وقال:" عندما كان الوضع الامني غير مستقر كنا نستوعب اعدادا كبيرة وغير معقولة من المسافرين العراقيين حتى يصل الامر في بعض الاحيان الى اننا لا نجد الوقت الكافي للراحة في حين ان هذه الفترة انخفض عملنا فيها بنسبة 90 بالمائة ".
وتابع قائلا:" من خلال احتكاكي بالعراقيين العائدين الى ارض الوطن، تبين لي ان السبب الاول الذي دفعهم الى الرجوع بهذه الصورة المفاجئة هو استقرار الوضع الامني في عدد كبير من احياء بغداد وخاصة المناطق التي كانت تعد مناطق ساخنة مثل حي العدل وحي الخضراء والغزالية والدورة".
من جانبه قال العائد الى ارض الوطن اسامة ابراهيم كاطع /39/ سنة :"ان الدافع الذي دفعني الى السفر خارج الوطن في بداية الامر كان دافع العمل ،الا ان هذه المسألة لم استطع تحقيقها بسبب الظروف السيئة التي واجهتنا في الخارج".واضاف:" ان زيادة الاحتقانات في العراق حالت دون رجوعنا وعززت قناعاتنا بضرورة البقاء في الخارج . وخاصة بعد تضخيمات بعض وسائل الاعلام التي صورت العراق على انه بلد يحترق و بعد ثلاث سنوات من الغربة وصلت الى مرحلة عدم القدرة على الاستمرار بهذا الوضع الذي يؤلمني يوميا ، وان الاستقرار النسبي الذي شهدته بغداد عزز قناعتي بضرورة العودة الى العراق وتكملة حياتي بين اهلي وابناء وطني حتى لو كلفني ذلك حياتي , ان اجمل ما في الوجود ان يكون للانسان وطن يضع قدمه على ارضه وناس ينتظرونه ويحتضنونه ، فمهما كانت الظروف التي تمتعنا بها في دول الجوار فانها لن تعوضنا لحظة حنين واحدة على ارضنا واهلنا في العراق".
وقالت امل حسين غالب/30 سنة/ :" ان الذي دفعنا الى ترك العراق والسفر الى خارجه هو الاحتقان الذي شهدته مدينة الغزالية التي كنا نقطنها ، ووصلنا الى مرحلة الاحساس بالخطر على زوجي لاسيما بعد ان ازدادت حالات القتل والاغتيالات العشوائية التي لم تكن تستهدف طائفة معينة وعلى مدى سنتين من عيشنا في الشقيقة سوريا كنا على اتصال مباشر ومتواصل مع اهلنا هنا في العراق الذين شجعونا مرارا وتكرارا على الرجوع الى العراق وابلغونا ان الحالة الامنية بدأت تتحسن بشكل كبير ففي بداية الامر كنا مترددين في الرجوع الى العراق خوفا بان تكون هذه الحالة هي حالة مؤقتة ، لكن بمرور الوقت تبين ان الاوضاع تتجه الى الاحسن خاصة بعد عودة اهلي الى منطقتهم التي هجروا منها سابقا ، مما عزز قناعتنا بضرورة الرجوع الى العراق الحبيب وممارسة حياتنا الطبيعية فيه"
وتشير احصاءات الحدود الرسمية الى ان اعداد العراقيين العائدين من منفذي الوليد وطريبيل تصل الى حدود 1500ـ2000 عراقي يوميا وغالبيتهم من العوائل التي مضى على وجودها في الغربة فترة طويلة.
https://telegram.me/buratha