وقال أحمد من شركة الملاك "نرسل بين ثلاث إلى أربع سيارات صغيرة يوميا سعة الواحدة ستة ركاب، وتنطلق سبع حافلات كبيرة يصل عدد ركاب الواحدة منها 40 شخصا". بدوره تحدث عمار العامل في مكتب سفريات دمشق في منطقة السيدة زينب (12 كلم جنوب العاصمة) عن ركود أصاب العمل سببه ندرة عدد القادمين. وقال "كنا نرسل رحلتين أسبوعيا تعود الحافلتان محملتان بالركاب في طريق العودة والأمر نفسه يجري في المكاتب الأخرى"، مضيفا أن الأمور بدأت تتغير منذ نحو شهر وأحوال محل العمل الفارغ من الركاب تدل على ذلك. ويتركز العراقيون الذين ازداد عددهم في سوريا عن مليون ونصف شخص في ضواحي جرمانا والسيدة زينب وقدسيا وجديدة عرطوز المحيطة بدمشق. وبلغ معدل قدومهم في بعض الأشهر الـ45 ألفا هربا من الانفلات الأمني. واشار العراقيون الى أن كثيرا منهم لا يحققون الشروط المطلوبة للحصول على تأشيرة دخول. وقال حسين إن فرص العمل ضعيفة جدا في سوريا والأسعار ارتفعت بحدة خلال الأشهر القليلة الماضية. وتابع الشاب الذي يستثمر محلا صغيرا في منطقة السيدة زينب أن بعض العراقيين يعتقدون بحصول تحسن أمني نسبي في محافظاتهم الأمر الذي جعل المغادرة أفضل الحلول لهم. وقال عبد الله فيرى أن الإيجارات باتت غالية جدا في سوريا بحيث تدفع العائلة العراقية نحو ألف دولار بين إيجار وفواتير كهرباء وماء وهاتف شهريا. وأضاف العراقي العامل في مجال العقارات إن "المبلغ ثقيل جدا على كثيرين فوجدوا أن العودة إلى مدنهم وقراهم بعد نفاد مدخراتهم أنسب لهم رغم الخطر الأمني الموجود حتى اليوم". واشار الصحفي العراقى عبد الكريم الى ان عاملا آخر يتمثل في الاختلاف الكبير في مناهج التعليم بالنسبة للطلبة مشيرا إلى أن ذلك أربك الطلاب وذويهم بشدة مما ساعدهم على اتخاذ قرار المغادرة متوقعا استمرار هذه الحركة بشكل كثيف خلال الأشهر المقبلة. وتضمنت التعليمات السورية الجديدة منح التأشيرة للعراقيين من أعضاء غرف التجارة والصناعة والزراعة وللأشخاص المتزوجين من سوريا أو بالعكس وللعائلات التي لديها أبناء في الجامعات أو المعاهد والمدارس السورية وللمرضى وحالات أخرى يصل مجموعها إلى 15 حالة. وأكد رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر التنف الحدودي الرائد محمد العوض أن عدد العراقيين المغادرين يصل إلى خمسمائة شخص يوميا. وأوضح أن ضعفا واضحا يظهر في عدد القادمين لافتا إلى أنه يتم تقديم تسهيلات كبيرة على المعبر بما ينسجم مع تطبيق التعليمات الجديدة. وانعكست حركة المغادرة إيجابا على أسعار العقارات وإيجاراتها حيث يقول أحمد إن إيجار الشقة كان يصل إلى خمسمائة دولار الصيف الماضي لكنه انخفض إلى مائتي دولار حاليا. أما سامر العامل في مكتب عقاري في قدسيا اشار إلى أن الأسعار انخفضت جزئيا إلا أن الركود هو المسيطر خشية استمرار مغادرة العراقيين وحدوث جمود حقيقي بالطلب على الشقق. وقد اعلن المستشار التجاري في السفارة العراقية بدمشق عدنان الشريفي إن الملحقية التجارية في السفارة ستنظم رحلات أسبوعية لنقل العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم مجانا.وقال الشريفي أن أن هذه الرحلات ستبدأ اعتبارا من الاثنين المقبل وبشكل أسبوعي تنفيذاً لتوجيهات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بتسهيل عودة العراقيين إلى بلادهم عبر باصات من وزارة النقل العراقية. واضاف الشريفي إن الشهرين الماضيين شهدا عودة نحو 70 ألف عائلة من العراقيين لبلادهم من الدول المجاورة متوقعا أن يسجل عدد كبير من العراقيين أسماءهم لدى السفارة خلال الفترة المقبلة للعودة إلى العراق. ويذكر ان سوريا تستضيف اكثر من 1.5 مليون لاجئ عراقي يكلفون الحكومة 1.6 مليار دولار حسب الأرقام الحكومية. ورغم وجود حركة لعودة العراقيين في سوريا إلى بلادهم إلا أن الأرقام الرسمية مازالت غائبة في هذا الشأن.جريدة حوارات
https://telegram.me/buratha