يلتئم من جديد علماء ورجال دين من الطائفتين"السنية والشيعية" في مؤتمر يعقد خلال موسم الحج في مكة المكرمة، لاصدار فتوى دينية تشدد على تحريم الدم العراقي، بغض النظر عن الانتماءات والتوجهات. ويختلف هذا اللقاء عن اجتماع العام الماضي وماصدر عنه من بيان سمي انذاك بـ"وثيقة مكة" من حيث التوقيت والظروف، اذ يعقد في وضع امني هو الافضل منذ اكثر من عامين، ووضوح مواقف المشاركين مما يجري في البلاد من عنف وصحوات ومصالحة ووحدة وطنية.ويجمع المؤتمر هذه المرة العشرات من الشخصيات الاسلامية في العراق اضافة الى السعي لاشراك علماء دين من الدول الاسلامية، بحسب ما اكده الشيخ محمد تقي المولى رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة. وقال المولى في تصريح خاص لـ"الصباح" : ان هذا المؤتمر سيسهم بتحقيق التقارب بين المسلمين والابتعاد عن الطائفية وتحقيق الوحدة بين ابناء الشعب الواحد، مؤكدا ان الاجتماع يهدف ايضا الى تفعيل وثيقه مكة المكرمة.ويأتي المؤتمر مع ماحققه مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي العام الماضي، اذ شهد الشهران الماضيان اقامة العشرات من شعائر الدين الموحدة بين ابناء الطائفتين في اكثر من مكان في بغداد والمحافظات، اضافة الى زيارات متبادلة بين علماء ورجال الدين، والتي تمخض عنها العديد من النتائج الايجابية التي انعكست على الوضع العام في البلاد وماتحققه القوات الامنية والعسكرية من انتصارات على الارهاب ويبين رئيس هيئة الحج ان مؤتمرا اخر للمرشدين العراقيين من "السنة والشيعة" سيعقد في مكة المكرمة اضافة الى عقد مؤتمر وندوة للمغتربين العراقيين في دول المهجر في المدينة المنورة بمشاركة مسؤولين في الدولة للتباحث حول المسؤوليات المشتركة . ووقع 25 عالم دين من الطائفتين في العام الماضي على عشرة بنود ضمن "وثيقة مكة" التي تدعو الى حرمة الدم العراقي وتتمسك بخيار الوحدة الوطنية كطريق خلاص من الارهاب والعنف، وايدت الوثيقة انذاك اغلب المرجعيات الدينية من الطرفين وفي مقدمتهم اية الله العظمى السيد علي السيستاني.