أنتقدت المرجعية الدينية العُليا، من وصفتهم بـ"المتمكنين" من السلطة بتجاهل النصيحة وعدم الاستماع لها.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف"لابد ان نتأمل في قراءة القران ومنها في سورة الاحقاف، بقوله تعالى:"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون" [الآية 26]، ونتحدث هنا عن مجتمع بغض النظر عما فيها من جنبة سياسية او اجتماعية او اقتصادية".
وبين، ان "التمكين حالة من السلطنة وفعل التسلط والقدرة، والقران الكريم يتحدث عن قوم بان هناك مجتمع بشري مكنه الله تعالى وسلطه واعطاه، والآية الشريفة تريد لفت النظر بالسمع والبصر والافئدة، والله جعل لهؤلاء المتمكنين سمعاً وابصاراً وأفئدة فماذا يصنعون بها وهي قوام التعقل عند الانسان".
وأضاف الصافي ان "الآية الكريمة تتحدث عن عبارة من خانوا هذه الهبات فهم لم يستعملوا هذه الاشياء، ولم يستفد بها أصحاب السلطة من نصيحة ولا موعظة ولا توجيه ولا اشارة ولا كناية، فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم وهم عطلوها".
وأشار "من يتكلم مع الحائط فهو مجنون ويجب ان يتكلم مع العقلاء ولكن اذا لم يترتب له أثر سيكون أسوأ من الحائط فلا سمع ولا بصر ولا فؤاد له ولكن من كان تتكلم مع من عنده هذه الهبات دون تحقيق الغرض منها فلا فرق بينه وبين الحائط".
وتابع ممثل المرجعية "نرشدكم الى البر والنصيحة وكيف أن تتصرفوا بهذا الأمر او ذاك وان هذا أفضل لكم لكن لا فائدة منه بل انهم يجحدون".
ونوه الى قوله تعالى من الاية الشريفة: "[وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون]" مبينا انه وعيد مخيف فالله تعالى لا ينتقم من العباد بل انهم يُعجلون غضبه وتنزل عليهم النقمة والعذاب بما كانوا يستهزئون من نصيحة وتوجيه وارشاد وكانوا عنها يُعرضون".
https://telegram.me/buratha
