الأخبار

شبكة CBS الامريكية تشكك في نجاح الاستراتيجية الامريكية بتسليح العشائر وتحذر من مخاطرها السلبية


اهتمت شبكة CBS هذا الأسبوع بمجموعة التقارير التى نشرت مؤخرا ، وتناولت تأكيدات الرئيس الأمريكى بوش على أن القوات العراقية استطاعت أن تستعيد العراق من أيدى المتمردين والارهابين ، ونجحت فى إحكام سيطرتها على الأمور الأمنية فى البلاد وحاول برنامج Up To A Point الذي يعرض على شبكة CBS تفنيد المزاعم التي ساقها الرئيس الأمريكى فى هذا الإطار، واعد ألان بيدزى Allen Pizzey مراسل الشبكة تقريرا ، أشار فيه إلى انه بالفعل هناك بعض الأدلة الإحصائية والرقمية ، والتى تؤكد تحسن الأوضاع فى العراق ، فمعدلات العنف تراجعت إلى حد ما ، أيضا بدأ الاستقرار يستتب فى مناطق أوسع من البلاد. فضلا عن وصول نسبة الوفيات من المدنيين والقوات العراقية والقوات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها خلال شهر أكتوبر ، ودبت الحياة فى بعض المناحى المعيشية للعراقيين ، فالمحال التجارية والمطاعم فى بغداد شرعت فى إعادة فتح أبوابها من جديد. كما أعلنت الحكومة العراقية مؤخرا أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف عراقي – من القاطنين فى ضواحى قريبة من بغداد –والذين تركوا ديارهم بسبب أحداث العنف الطائفى ، قد عادوا مرة أخرى إلى منازلهم.

وبالرغم من هذه المؤشرات الايجابية التى شهدتها الساحة العراقية مؤخرا ، لفت بيدزى Pizzey الانتباه إلى أن مأساة العراقيين مازالت مستمرة خصوصا فى المناطق البعيدة عن العاصمة العراقية ، خصوصا مشكلة النازحين العراقيين ، حيث تجاوز عدد النازحين فى المناطق الداخلية حاجز الـ 2.3 مليون عراقى ، حسبما يشير تقرير الهلال الأحمر العراقى الذى سوف يصدر قريبا ، ويشير التقرير إلى أن نسبة النازحين قد زادت بنسبة 16% فى الثلاثين يوما الأخيرة ، وبلغت نسبة الأطفال فى هذا العدد الكبير حوالى 67%.

وقد حاول التقرير تفنيد المزاعم التى ساقها الرئيس الأمريكى بوش فى تدليله على تحسن الأوضاع فى العراق ، فبالنسبة لانخفاض عدد الوفيات من المدنيين من العراقيين ، فيرجع – كما يشير بيدزى Pizzey – إلى انخفاض أعدد الضحايا نتيجة العنف الطائفى ، الأمر الذى يمكن تفسيره بانخفاض عدد المناطق التى بها اختلاط اثنى خصوصا بين الشيعة والسنة هذا من ناحية ، وساعد إعلان الزعيم الشيعة مقتدى الصدر وقف إطلاق النار ، ومطالبته للميلشيات التابعة له بترك الشوارع على حدوث هذا الانخفاض من ناحية أخرى.

واعتبر بيدزى Pizzey أن الرئيس بوش Bush تعامل مع الموقف بسطحية شديدة ، مكررا الحجج الضعيفة التى ساقها حول أن عملية المصالحة الوطنية تسير بشكل جيد على المستوى المحلى ، بل إن هناك قادة من الشيعة والسنة يتعاونون معا من اجل القضاء على تنظيم القاعدة. واستطرد انه إذا كان هذا صحيحا فان الدوافع ليست العمل على استقرار العراق أو تحقيق المصالحة الوطنية ، وإنما دافعها الاساسى هو الحصول على نصيب من المال والأسلحة والسلطة ، وليست كما يدعى الرئيس الأمريكى.

اعتبر بيدزى Pizzey أن الأوضاع فى العراق والتى شهدت بعضا من الاستقرار مؤخرا لا يمكن الاعتماد عليها ، فما هى إلا استقرارا مؤقتا ، بل إنها تحمل فى طياتها بذور الاضطراب والفوضى على المدى المتوسط والبعيد. ولفت الانتباه إلى أن الاستراتيجة التى تتبعها القوات الأمريكية فى العراق بتسليح القبائل هناك ، يمكن أن تؤدى إلى استقرار الأوضاع فى المدى القريب ، ولكن لها العديد من المخاطر والسلبيات ، فى ظل حقيقة عدم وجود حكومة مركزية قوية تستطيع أن تفرض سلطانها وسيادتها على هذه القبائل ، بما يضمن عدم انحرافها عن الخط المرسوم لها ، وبالتالى فان غياب هذه الحكومة المركزية عن العراق – فى ظل الأوضاع الراهنة - يضع المزيد من علامات الاستفهام حول مدى نجاح هذه الإستراتيجية ، حيث لن يكون هناك سبب قوى يدفع شيوخ القبائل إلى التخلى عن الأسلحة والمكانة السياسية التى حصلوا عليها فى ظل هذه الاستراتيجة

أما فيما يتعلق بمدى نجاح عملية المصالحة الوطنية فى البلاد ، أشار بيدزى Pizzey أن الرئيس بوش نفسه عبر عن خيبة أمله من تباطؤ هذه العملية ، فأكد مؤخرا – فى تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضى – "أما عملية المصالحة الوطنية على المستوى المحلية ليست كما كنا نأمل أن تكون عليه فى الوقت الحاضر" ، مضيفا " أن هذا يزيد من اليأس والإحباط من القيادة العراقية". وأكد بيدزى Pizzey أن هناك العديد من التقارير والتصريحات التى صدرت مؤخرا عن الإدارة الأمريكية وتفيد بعد رضائها عن الفشل المتتالى لحكومة نورى المالكى ، بل إن هناك اتجاها قويا يدفع نحو تنحية نورى المالكى عن قيادة السفينة العراقية فى هذا الوقت الحرج ، على أن يتولى رئيس الوزراء السابق إياد علاوى توجيه الدفة العراقية نحو بر الأمان من وجهة النظر الأمريكية.

وتعليقا على ما ذكره بوش فى تصريحاته الأخير من أن القوات العراقية استطاعت أن تتولى المسئولية الأمنية فى ثمانية محافظة من المحافظات العراقية الثمانى عشر ، لفت بيدزى Pizzey الانتباه إلى أن ما ذكره بوش مخالف إلى حد كبير لما أكدته المصادر العسكرية فى وقت سابق من هذا العام ، حول أن القوات العراقية كان من المفترض أن تتولى جميع المسئوليات الأمنية فى كامل أراضى العراق بنهاية عام 2007 ، إلا أن التوقعات الجديدة تفيد بان ذلك يمكن أن يحدث بحلول يوليو القادم

المرصد العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك