تحدث وكيل وزير الخارجية العراقي السابق، لبيد العباوي، عن العلاقات العراقية التركية بمناسبة الزيارة الحالية لرئيس الوزراء التركي، بينالي يلدريم، للعراق وإقليم كوردستان، كما أشار إلى الفتور الذي شابَ هذه العلاقات في بعض الفترات، والأسباب التي أدت إلى ذلك.وقال العباوي في تصريح صحفي، إن "العلاقات العراقية التركية تاريخية وطويلة، ولكن شابها بعض الفتور في فترات مختلفة بسبب تعقيدات المنطقة ككل، كما أن هناك قضايا جوهرية تطفو على السطح، كالمناطق الحدودية والقضايا الاقتصادية وغيرها".وأضاف أن "السنوات الماضية شهدت تحسناً في العلاقات، وهناك لجنة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأسهمت في تأسيس علاقات متينة في مختلف الميادين، وكان هناك تطوارت اقتصادية، في حين لم تحل بعض القضايا بعد، مثل موضوع المياه، إلى جانب الموقف من القضية الكوردية في تركيا، لا سيما حزب العمال الكوردستاني ومسألة تواجده في العراق".وتابع العباوي أن "بعض التوترات التي لم تكن بمعزل عن الأوضاع الداخلية في كلا البلدين، حدثت في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها الإجراءات التي أقدمت عليها الحكومة التركية عقب محاولة الانقلاب، وتلك الإجراءات كانت مفرطة وخلقت ردود فعل كثيرة، كما أن هناك تراجعاً في الوضع الاقتصادي، وفشلت بعض أوجه السياسة الخارجية التركية التي كانت تعتمد على مبدأ (تصفير المشاكل)، إلا أننا لاحظنا في الفترة الأخيرة عكس ذلك، حيث كان هناك تصعيد للمشاكل، خصوصاً ما جرى في سوريا، وكذلك العلاقات التركية الإيرانية".وأردف وكيل وزير الخارجية العراقي السابق، أن "كل ذلك تسبب بخلق ضغوط كبيرة على القيادة التركية، وانعكس على الموقف التركي إزاء العراق، لاسيما بعد دخول الجيش التركي إلى بعشيقة، والتصريحات المؤذية من جانب القيادة التركية بحق العراق، والتي كانت تحتوي على لغة متعالية، ما انعكس سلباً على العلاقات الثنائية، وبالمقابل كانت ردود الفعل العراقية إزاء هذا التصعيد متشنجة وتتضمن تهديداً باتخاذ إجراءات ضد تركيا، الأمر الذي تسبب بخلق الأزمات".وزادَ العباوي قائلاً: "أعتقد أن البلدين توصلا إلى قناعة بأن تصعيد الأزمات ليس في مصلحة الطرفين، خصوصاً وأن العراق يخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب، وهناك أوضاعاً داخلية واقتصادية صعبة في العراق، إضافةً إلى أن تركيا أيضاً أصبحت تعاني من الإرهاب والتفجيرات، إلى جانب تغير سياستها تجاه سوريا بسبب المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وقد انتقلت حالياً من العلاقة الحميمية مع أمريكا إلى علاقات روسية إيرانية، كل هذه الأمور أوجدت قناعةً لدى الطرفين بأن حل هذه المشاكل يتم من خلال الحوار واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية".مؤكداً أن "الاتصالات الهاتفية جرت فيما مضى، واسقبل الوفد التركي يوم أمس في بغداد، وأعتقد أن الهدف من هذه الزيارة هو تذويب الجليد في العلاقات المتبادلة، ونأمل أن تكون بدايةً جديدةً للتعاون والتفاهم والتشاور لحل القضايا الثنائية، وكذلك المشاكل الموجودة في المنطقة".وحول مسألة وجود وساطة إقليمية أو دولية بين بغداد وأنقرة، قال العباوي: "أعتقد بأنه كانت هناك مساعي لتخفيف التوترات، ولا أتصور أن تكون هناك وساطات، وتلك المساعي جاءت من جهات مختلفة، كالولايات المتحدة الأمريكية وأطراف أوروبية، حيث كانت هناك رغبة في احتواء هذه المشاكل لأنها تؤثر في الحرب على الإرهاب، كما تؤثر على الوضع الاقتصادي في المنطقة والتغيرات الحاصلة فيها، مثل القضية السورية التي باتت جوهرية ومؤثرة على المنطقة ككل".واختتم وكيل وزير الخارجية العراقي السابق حديثه بالتأكيدِ على أنّ "ما غير الأمور هو قناعة الطرفين بأنه لا يوجد سوى الحوار المباشر والقنوات الدبلوماسية لتحسين العلاقات بين البلدين".
ووصل رئيس الوزراء التركي، بينالي يلدريم، أمس السبت، إلى بغداد، واجتمع برئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وذلك عقب فترة من الفتور الذي شاب العلاقة بين البلدين إثر تصريحات حادة تبادلها الطرفان في وقت سابق، وعقب انتهاء زيارته لبغداد، توجه يلدريم مساء أمس إلى أربيل، والتقى اليوم الأحد برئيس إقليم كوردستان، مسعود البارزاني، ورئيس الوزراء، نيجيرفان البارزاني.
https://telegram.me/buratha
