حذرت اللجنة الخارجية في مجلس النوّاب، أمس الاحد، من الشروع بأية مفاوضات مع الجانب التركي قبل سحب قواته من شمالي العراق، لافتة إلى أن انقرة تسعى حالياً إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مع بغداد، وأرجعت ذلك لعدة متغيرات في المنطقة اهمها قيام تنظيم (داعش) بعمليات ارهابية داخل الاراضي التركية.
وقالت عضو اللجنة سميرة الموسوي في حديث صحفي إن "مؤشرات ظهرت إلى الساحة السياسية مؤخراً تفيد برغبة تركيا في اعادة التواصل مع العراق من خلال الاتصال الهاتفي الذي جمع رئيس الوزراء حيدر العبادي مع الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان”.
وتابعت الموسوي، النائب عن التحالف الوطني، أن "الشروع بأية مفاوضات ينبغي أن تسبقه عملية سحب للقوات التركية الموجودة في معسكر (الزيليكان) شمال محافظة نينوى”.
وأشارت إلى أن "امتناع الحكومة عن المطالبة بهذا الامر يعني عدم شرعيتها؛ لأنها ستقبل بالتواجد الاجنبي على اراضي العراق”.
وتجد الموسوي أن "اصرار بغداد على الانسحاب سيجبر القوات التركية إلى التراجع صوب اراضيها كونها بأمس الحاجة لاعادة الحياة لعلاقاتها الدولية”.
وأستطردت عضو اللجنة الخارجية النيابية أن "العراق ليس لديه أي كراهية إلى تركيا سوى اعتراضه على تواجد القوات الاجنبية على اراضيه كونه يشكل خرقاً للدستور والاعراف الدولية وانتهاكاً للسيادة الوطنية”.
وأوردت الموسوي أن "جولات المفاوضات يمكن أن تنطلق بمجرد سحب القوات لنذهب بعدها إلى ملفات عدة كانت لتركيا آثار سلبية تجاه العراق وعليها تصحيحها ويمكن معالجتها بالحوار المباشر”.
وذكرت الموسوي أن "اول الملفات المفترض مناقشتها هو الملف النفطي لاسيما وأن وثائق (ويكل يكس) اشارت بنحو صريح إلى أن انقرة اشترت النفط العراقي من تنظيم (داعش) الارهابي الذي استعمل أمواله لقتل العراقيين بالتعاون مع بعض المسؤولين في حكومة اقليم كردستان”.
وزادت أن "الملفين الاخرين المهمين هما المياه، وكذلك تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين بوصفها جارة نحترم سيادتها ولدينا معها اواصر مشتركة نبحث عن ادامتها ولا نتدخل في شؤونها”.
في مقابل ذلك، ترى الموسوي أن "عودة تركيا للمباحثات مع روسيا ومن ثم رغبتها في التواصل مع العراق جاء على اثر استهداف الارهاب لها والظروف التي تحيط بها سواء على الجانبين السياسي أو الامني وبالتالي وجدت نفسها مضطرة لاعادة حساباتها في الملف الدبلوماسي”.
من جانبه، افاد عضو اللجنة الاخر، ريناس جانو، في تصريح مماثل أن "البلدين سواء العراق أو تركيا يدركان اهمية الحوار ويتخوفان من استمرار القطيعة”.
واضاف جانو أن "انقرة تدرك اهمية الحفاظ على الامن الاقليمي للمنطقة وذلك بالتنسيق مع دول الجوار”.
ولفت إلى أن "شروطاً من الممكن أن تضع على طاولة المفاوضات وموضوع انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقي سيعد من الاولوية”.
وأستطرد جانو "في مقابل هذا ستضع تركيا شروطاً اخرى قد تكون من بينها التعامل مع قوات حزب العمال الكردستاني المعارض وكيفية انهاء وجوده”.
خلص جانو بالقول إن "الوضع الامني للمنطقة لم يعد يحتمل صراعات اقليمية بل يجب أن تتضافر الجهود لاجل مواجهة الاخطار لاسيما خطر تنظيم داعش الارهابي”.
https://telegram.me/buratha
