الأخبار

بغداد تفتح عينيها بفرح نتيجة تحسن الوضع الأمني فيها ...


تفتح بغداد عينيها هذه الأيام بفرح، لم تعهده منذ فترة طويلة. التجول في شوارعها والجلوس في مقاهيها متعة افتقدها كثيرون. لم يكن يخطر بالبال، حتى وقت قصير، انه يمكن التجول في شوارع العاصمة بغداد والجلوس في مقاهيها في الأمسيات بل حتى في الليالي باطمئنان وأمان. وفي السياسة وتطوراتها، يبدو ان العراقيين سئموا «دهاليزها» ولسان حالهم يقول: «بدنا نعيش، كافي».

الطقس المعتدل العليل مغر، والدعوات كثيرة، لكن الحذر سيد الموقف. إلا ان تحسن الوضع الأمني يدفع الحذر جانباً. استقللنا مساء سيارة صديق وانطلقنا من «المنطقة الخضراء» في اتجاه ساحة التحرير فشارع السعدون، ومررنا بساحة الفردوس، التي تحيط بـ «فندق فلسطين» الذي كان مقر الاقامة المفضل في بغداد. نعبر كرادة مريم الى كرادة داخل التي تشهد زحمة سير خانقة، وحيث يتركز معظم المحلات التجارية والبسطات والمطاعم التي تفتح أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع حتى المساء، وبعضها حتى ساعة متقدمة من الليل، مستفيدة من تحسن الوضع الأمني.

جلسنا في مقهى وسط الشارع، شربنا عصير الرمان الطازج اللذيذ. وتسامرنا مع بعض المتسوقين، ثم تبضعنا من محل مجاور بعد «مفاصلة» مع صاحبه الذي رحب بنا وقدم لنا حسماً «عربون محبة للضيف العربي» كما قال.

نتوجه نحو شارع «ابو نواس»، أحد معالم بغداد التاريخية. لقد عادت الحركة اليه واصبحت المقاهي والمطاعم تعج بالزبائن حتى ساعة متقدمة. عائلات، من رجال ونساء وأطفال، تفترش العشب النابت حديثاً على ضفاف نهر دجلة. الشباب يتسامرون في المقاهي، يدخنون النارجيلة أو يلعبون النرد.

الطقس الخريفي المعتدل يشجع الكثير من البغداديين هذه الأيام على الخروج من بيوتهم في عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة) للاستمتاع بهذا الجو حيث تعتدل الحرارة في المنطقة التي كانت شبه مهجورة حتى قبل شهور قليلة.

والتجول في شوارع بغداد لصحافي غير عراقي أمر كان شبه مستحيل. ولولا حادث بسيط مع أحد رجال الشرطة، الذي اعترضنا ونحن نصوّر مروحية أميركية كانت تحلق فوق الكرادة لما شعرنا بأمر غير طبيعي. لكن الأمر الذي خفف، بل أزال هذه «الغمامة»، كان مسارعة المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي الى الاعتذار عن «سوء تصرف» أحد رجال الشرطة معنا.

أما سوق الشورجة (اكبر مركز تجاري وسط بغداد) فمعظم محلاته التجارية تبقى مفتوحة حتى المساء بعدما كانت تغلق ابوابها منتصف النهار قبل شهور ودفعت الأسوار الاسمنتية، التي تزنر الكثير من الشوارع، الرسامين الى ابراز مواهبهم وتزيين بعضها برسوماتهم كما في شارع السعدون.

ويُلاحظ ان البغداديين لم يعودوا يحاذرون الخروج من منازلهم التي كانوا يلزمونها خشية أعمال العنف. وعبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تفاؤل كبير بتحسن أكبر في الوضع الأمني قريباً. ورد ذلك، في حديث لـ «الحياة»، الى أسباب أهمها «الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة خصوصاً خطة فرض القانون في بغداد بالتزامن مع تسريع وتيرة المصالحة الوطنية». ولفت الى «مبادرة الحكومة الى تشكيل فرق عسكرية أهلية، خصوصاً من أبناء العشائر، لدعم الجهود العسكرية للأجهزة الأمنية». وشدد على ان «تطور تعاون المواطنين مع الأجهزة ساهم في مكافحة الميليشيات والعصابات الاجرامية» مشيراً الى «تمكن الأجهزة الأمنية من اعتقال وقتل خاطفي زعماء عشائر ديالى في حي الشعب قبل اسبوعين نتيجة تعاون المواطنين».

ورافق تحسن الأمن في العاصمة تحسنٌ في الخدمات: واصبحت المنازل تزود بالكهرباء 12 ساعة يومياً ارتفاعاً من 4 ساعات، وكذلك مياه الشرب. واسطوانات غاز الطهو أصبحت متوافرة وسعرها لا يتجاوز 3 آلاف دينار بعدما وصل قبل فترة الى أكثر من 25 ألف دينار، ولم تعد محطات البنزين تشهد انتظاراً طويلاً بعد توافر هذه المادة الحيوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نوري الساعدي
2007-11-11
اللهم صلي على محمد وال محمد هذه بشائر الخير وبيارق النصر المبين على الارهاب والارهابيين فالامن والامان نعمه الله على الانسان بفضل جهود الحكومه الموقره فشكرا لله على هذا النصر والى الامام يا قواتنا الامنيه البطله ويا حكومتنا الرشيده وعلى راسها الدكتور المالكي نصره الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك