لذلك حاول الدكتور علاوي في اكثر من مناسبة الظهور بمظهر الرجل السياسي المحنك ، الذي يريد انقاذ العراق من حكومة المالكي ، التي وظف لازالتها عن طريق دكتاتوريته المفرطة ، شركة علاقات عامة اميركية ، فيما اغلق صحيفة بغداد الناطقة باسم حركته ، والتي عليها ان تخاطب المجتمع العراقي بنخبه السياسية وشرائحه الاجتماعية .
ولكن هذه الشركة التي اعتادت على كتابه مقالات علاوي والعمل على نشرها في مختلف وسائل الاعلام الاميركية ، كخدمات اعلامية مدفوعة الثمن، لم تستطع ، كما يبدو، من اقناع شركائه في كتلة العراقية الوطنية، للتوصل الى حالة واقعية من التماسك البرلماني ، فاخذت حبات مسبحة هذه الكتلة تنفرط من حوله والانكى من ذلك ، حاول علاوي ان ينظم ، حسب مصادر عراقية مطلعة ، لقاءات لتوحيد صفوف البعث المنحل المنشقة الى تكتلات ما بين جناح يونس الاحمد ، المدعوم من سورية ، وجناح عزة الدوري ، المدعوم من دول خليجية مثل قطر والامارات .
وتؤكد هذه المصادر ل"IMC" ان هذا الاجتماع في اوائل الشهر الماضي على خلفية اعلان يونس الاحمد على موقعه الاليكتروني ، بانه سيترك كوادر البعث في كلا الجناحين لترتيب امكانات توحيد صفوف البعث المنحل ، فما كان من جناح عزة الدوري الا تكرار الاعلان عن التمسك بما يعرف بعثيا بالشرعية التاريخية ، وفقا لنظامهم الداخلي باعتبار الدوري امينا عاما للبعث .
وحين حاول علاوي ان يركب موجة البعث للبحث عن فرضية عودة الامور في العراق الجديد الى نقطة الصفر لم يستطع رفاقه القدامى من التوحد من جديد ، بل تبادلوا نخب الاتهامات بالعمالة حد الثمالة ،لهذا الطرف او ذاك في اجتماع الدوحة العتيد .
وتشير هذه المصادر الى تصريحات علاوي ،وتذكره الاخطاء التي حصلت في العراق ويتهم الولايات المتحدة بكونها ارتكبت اخطاء مهمة وستراتيجية في العراق منها حل مؤسسات الدولة ووضع العراق في بداية طريق المحاصصة الطائفية وثالثا السكوت عن تدخلات دول الجوار السلبية وبالتاكيد فان العراقيين وانا منهم مسوؤلون عن جزء اخر مما يحصل الان في العراق من تداعيات وانهيارات في الاوضاع الامنية والخدماتيةوالاقتصادية .
وتتساءل اين كان علاوي في اوان حدوث هذه الاخطاء ، الم يكن رئيسا لوزراء العراق ، ومشاركا في مجلس الحكم قبل ذلك ، حين اختاره الحاكم المدني بول بريمر ، بكونه شيعيا علمانيا ، وفقا لقاعدة المحاصصة التي ينتقدها اليوم ، ثم اليس هو وليس غيره من وافق على هجومي القلوجة والنجف ، في واحدة من اكبر الاخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها القوات الاميركية في العراق .
وفي واحدة من مقالته المنشورة في الصحف الاميركية ، دعا علاوي الى تغيير نظام الانتخابات شرط لقيام الديموقراطية في العراق ، وهذا الموضوع محور نقاشات مهمة بين الكتل البرلمانية العراقية ولكن السؤال ، اين هو علاوي منها ، هل يكتفي بتشريح العملية السياسية على صفحات الجرائد الاميركية بحثا عن "ملاذ امن لدكتاتوريته " فيها ، ام لكونه لا يجد لميوله متنفسا في غيرها وان صرف اموال الدعم التي يحصل عليها من مصادر متعددة
ويقول علاوي في مقالة الهيرالد تريبيون ، انه خلال الاسابيع الستة التي اعقبت التقرير الذي قدمه الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي في العراق ريان كروكر للكونغرس حول تقدم الوضع في العراق، برز الكثير من الانتقادات لحكومة بغداد بسبب تقصيرها في تحقيق المصالحة الوطنية.
لكن، ولسوء الحظ يبدو ان لا واشنطن ولا حكومة نوري المالكي تدركان ان المصالحة بين مجموعات العراق العرقية والدينية لن تبدأ الا بعد تغيير نظام الانتخابات الذي يعاني من العيوب والخلل، الذي تم العمل به بعد سقوط صدام حسين.
وتلاحظ هذه المصادر السياسية العراقية بان علاوي بحنكة السياسي المتخرج من كلية بغداد في دراسته الثانوية ، لم يتعلم الدرس الاميركي الذي تعلمته بقية قوى المعارضة ، بان تدخل واشنطن في الشان العراقي يكون بمقدار تاثير ذلك على مصالحها فحسب، لذلك يدعم الرئيس بوش حكومة المالكي طالما لا تتعارض مع الاستراتيجية الاميركية وان اختلفت معها في الاساليب.
ودعوته ل"ا البدء باعادة النظر على نحو أساسي بقوانين الانتخابات والدستور وهذا ببساطة ليس رأيي وحدي بل يشاركني فيه كثيرون من زملائي في مجلس النواب. فالعراق بحاجة لقانون انتخابي جديد يدفع البلاد نحو نظام انتخابات يستند الى المنطقة أو الاقليم بالكامل مثل نظام الكونغرس الامريكي أو نظام القائمة الحزبية المختلطة، المعمول به في المانيا والذي يتم فيه انتخاب بعض النواب بشكل مباشر ويتم تخصيص مقاعد اخرى استنادا للاداء العام للاحزاب."
وتعلق هذه المصادر على هذه الفكرة بكونها كانت ستسجل لصالح علاوي وحركة الوفاق حين يقف علاوي شخصيا على منصة مجلس النواب العراقي ، التي تغيب عنها طوال اعمالها منذ اداءه القسم وحتى يومنا هذا !!!بغداد IMC
https://telegram.me/buratha