الأخبار

ازمة مناهج ام ازمة مبادئ 

2389 2016-11-02

عمار جبار الكعبي 

ان المؤسسات التعليمية في العراق فقدت قدرتها على التأثير في المجتمع تدريجياً اذ كانت وتيرة التغيير الجاري في الحياة العامة أسرع من وتيرة التغيير داخل تلك المؤسسات ، كذلك ليس من سبيل الى ان مناهج دراستنا في التربية حسنة او سيئة ، لان دراستنا ليس لها في التربية منهج ما ، فقد ظلت زمناً طويلاً تعتقد ان التربية شيء يتحقق بالكتب والحكم التي يستظهرها الأطفال ، اذ لو سألت كثير من المعلمين لإجابوك ان غاية التعليم إنما هو انشاء الشخصية وتكوينها ، وذلك شيء لا يختلفون فيه ، فأذا نزلت الى الأصول والقواعد والمناهج التي اتخذت للوصول الى هذه الغاية لم تجد اصلا ً ولا قاعدة ، بل ان الغاية قد اهملت كل الاهمال . 

فقر المناهج التعليمية مقارنة مع التقدم التكنولوجي والعلمي والمعرفي الذي وصل اليه العالم ، قد يحتاج البعض الى قراءة بعض المجلات والجرائد لتغنيه عن بعض مناهجنا التعليمية ... ان المناهج يجب ان تركز على المعرفة والمهارات والقيم التي من شأنها ان تركز على كفاءات المخ وتنميتها 

كل ما تقدم هو انتقاد نظري لمشكلة التعليم في العراق ، وان انتقلنا الى الواقع فسيكون الحديث ذو شجون ، من قلة المدارس وردائتها ، وقلة عدد الصفوف داخل المدرسة الواحدة ، حيث يجلس اكثر من ٧٠ طالب في صف واحد ، واكثر من ٤ طلاب في الرحلة الواحدة ، والكثير الكثير من الاهمال واللامبالاة بمستقبل الأجيال القادمة 

المناهج التعليمية اصبحت عقبة امام تقدم العملية التعليمية والتربوية في العراق ، اذ اقترب نصف العام ولم يحصل الكثير من الطلبة على الكتب ، بسبب تغيير المناهج ، فلا الوزارة غيرت المناهج بشكل كامل ، ولا هي ابقت على المنهج القديم حتى يتسنى إكمال طباعة المنهج الجديد ، حيث ان وزارة التربية تعلم ان مخصصاتها كانت ٥٠٪‏ ومع ذلك غيرت المناهج واعادت طباعتها ، كذلك ان الوزارة تعاقدت مع المطابع على إنجاز الكتب بعد شهر من بداية العام الدراسي ، واستغلت ذلك المطابع بشكل سيّء ، حيث قامت بتوزيع الكتب في السوق السوداء قبل ان تسلمها الى الوزارة ، وَمِمَّا يظهر كذلك ان هنالك تعمد في اعادة طباعة المناهج في كل سنة حتى لو لم تحتاج الى اعادة ، وذلك لان اعادة الطباعة يترتب عليها إيفادات وكوميشنات لمافيات الفساد داخل الوزارة 

ان التطور التقني المتسارع للعالم ، قلب جميع المعادلات وجعل تطوير نظم التعليم وإعداد المعلمين والمناهج شيئاً لا يستهدف التحسين ، وانما شيئاً يتطلبه البقاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك