زيارة الملك عبدالله إلى لندن و اوربا تنفض الغبار عن ملفات اتهام حساسة ضد السعودية كالإرهاب

زبارة العاهل السعودي للعاصمة البريطانية لندن أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية و الإعلامية ، و قد تناولت كبريات الصحف و القنوات التلفزيوينة البريطانية ملف حقوق الإنسان و حقوق المرأة و الدعم السعودي للحركات الإسلامية المتطرفة التي تتبنى الفكر الوهابيعلى الصعيد السياسي قاطع زعيم الليراليين الأحرار السيد فينس كيبل زيارة العاهل السعودي احتجاجا على سجل المملكة السعودية في مجال حقوق الإنسان و كذلك الإعتداءات و سوء المعاملة التي يتلقاها بعض المواطنين البريطانيين في الراض في إشارة على ما يبدو إلى حادثة الإعتداء على مسلمين شيعة أثناء أدائهم مناسك العمرة خلال الصيف الماضي. و في رسالته للسفير السعودي أشار كيبل إلى فضيحة الرشاوي المتعلقة بصفقة تصدير الأسلحة البريطانية للسعودية و التي عرفت بصفقة اليمامة ، حيث تشير مصادر صحفية الغارديان البريطانية إلى حصول الأمير بندر بن سلطان على عمولات كبيرة نتيجة هذه الصفقة تقدر ب 30 مليون باوند كل 3 أشهر لمدة عشر سنوات و أن مجموع ما سيحصل عليه هذا الأمير السعودي سيفوق الملياري دولار . أما حزب العمال الحاكم فقد قرر عدد من أعضائه الإحتجاج على الزيارة عبر الإعتصام الذي جرى أمام السفارة السعودية و الذي قام المرصد العراقي بتغطيته حيث شارك عدد كبير من أبناء الجالية العراقية و المسلمة في بريطانيا فيه إحتجاجا على ما وصفوه بدعم سعودي للإرهاب في العراق و العالم ، و قد قام المتحدثون خلال هذا الإعتصام و من بينهم السيد حون مكدونل و كاتي كلارك و مراد القرشي و بيتر تاتشل بتوجيه الإتهامات لحكومة الرياض بخصوص قضايا كثيرة من أهمها مشكلة حقوق الإنسان السعودي و حقوق المرأة و دعم الحركة الوهابية المتطرفة.أما الحزب المحافظ فقد امتنع عن الإحتجاج بشكل رسمي على هذه الزيارة إلا أن معهد (إكستشينج بوليسي) القريب من من المحافظين قد أصدر تقريره بخصوص ظاهرة التطرف الإسلامي في بريطانيا خلال زيارة الملك السعودي للندن فيما يبدو على أن التوقيت لم يكن من باب الصدفة. و قد أشار التقرير الصادر بعنوان (إختطاف الإسلام) إلى أن بعض الكتب الإسلامية تنشر فكرا متطرفا من شأنه أن يغذي ظاهرة الإرهاب و التطرف في المملكة المتحدة و أن (مصدر جميع هذه الكتب هو المملكة العربية السعودية), و هذا التقرير بأتي في سياق تقارير صحفية و مقالات لكتاب بريطانيين تناولت ظاهرة الإرهاب العالمي و دور المؤسسة الدينية السعودية الرسمية بتغذيته و لعل أبرز هذه المقالات كانت للكاتب المعروف (روبرت فيسك) في صحيفة الإندبندنت.الإعلام البريطاني المرئي منه و المكتوب تناول ملف ظاهرة الإرهاب و الفكر الوهابي و الذي لم تخلو منه معظم التقارير الصحفية و الإعلامية البريطانية و هو الأمر الذي أصاب بعض المسؤولين السعوديين بالذهول حيث يحاول البعض منهم التأكيد على أن السعودية هي نفسها ضحية الإرهاب إلا أن اللافت للنظر أن هؤلاء الدبلوماسيين يؤكدون على أن الرياض ستراجع نفسها بخصوص هذه الإتهامات التي أصبحت تشكل رأيا عاما عالميا يصعب التغاضي عنه .بلا شك فإن الطرف البريطاني كان هو الرابح من هذه الزيارة حيث إتمام صفقة الأسلحة و التي تقدر ب 80 مليار دولار و بالتالي فإنعاش خزينة شركات بيع الأسلحة لسنين قادمة. الطرف السعودي كان هو الخاسر الأكبر و يمكن وصف هذه الزيارة بأنها (فاشلة) بكل معنى الكلمة حيث سببت صداعا حقيقيا لأصحاب القرار السعودي و كانت كارثة إعلامية حقيقية بحق المؤسسة السياسية في الرياض و التي يبدو أنها أصبحت مطالبة بمراجعة سياساتها المحلية و الإقليمية في ملفات كثيرة لعل أخطرها ظاهرة الإرهاب و التطرف الذي أصبحت المملكة العربية السعودية المتهم الأول في تصديره عالميا.المرصد العراقي