وتتجه انظار المجتمع الدولي عموما الى اسطنبول التي تستضيف مؤتمر وزراء خارجية جوار العراق للنظر في واحدة من اخطر المشكلات التي تواجه العالم وهي مسألة الحرب على الارهاب. ويجسد هذا الاهتمام الاستثنائي حجم المشاركة الدولية في هذا المؤتمر الاقليمي حيث تشارك فيه وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى جانب نظراء آخرين من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن والدولي والاتحاد الاوروبي والدول الصناعية الكبرى الثماني ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية الى جانب الامم المتحدة ممثلة بامينها العام بان كي مون. ويكتسب مؤتمر اسطنبول الذي يعتبر الثاني بعد مؤتمر شرم الشيخ في أيار الماضي اهميته من مخاوف من ان يتحول العراق الى قاعدة تؤوي مجاميع ارهابية تهدد النظام الامني اقليميا ودوليا بعد ان برزت مشكلة حزب العمال الكردستاني التركي على سطح الاحداث من خلال تشديد هجماته ضد الاهداف التركية ومجاهرته علنا بالاستعداد لمهاجمة خطوط انابيب النفط العراقي المارة عبر ميناء جيهان التركي الى دول اوروبا عموما.
ويتمثل التهديد الاخر الى جانب عصابات القاعدة بوجود منظمة خلق الارهابية الايرانية التي باتت احد عوامل الدعم والاسناد والايواء لعناصر القاعدة من خلال دعمها اللوجستي لهذه العصابات. وبهدف تأمين قاعدة اتفاق متينة على جملة من الاسس والشروط فقد شهدت العاصمة التركية انقرة اجتماعات تمهيدية اخرى لكن على مستوى ثنائي حيث بدأت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مباحثات مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تركزت حول وسيلة المواجهة الفاعلة لخطر حزب العمال الكردستاني التركي الذي وصفته رايس في طريقها الى هناك بانه عدو للعراق وتركيا والولايات المتحدة.
وتسعى رايس الى تفعيل لجنة ثلاثية شكلت منذ نحو عام بين البلدان الثلاث لارساء اسس التنسيق والعمل المشترك حيال ذلك التنظيم الارهابي. ولتأكيد مشروعية المطالب العراقية لدول الجوار وطرحها على اعلى مستوى حرص رئيس الوزراء نوري المالكي على تمثيل البلاد شخصيا في المؤتمر حيث ينتظر ان يلقي كلمة في بداية الاجتماعات الوزارية يعرض من خلالها معاناة العراق ومشاكله المعقدة من جراء انشطة العصابات والتنظيمات الارهابية على اراضيه وما يمثله ذلك من خطر يهدد عموم دول المنطقة. ولعل ما سيطرحه المالكي من الحقائق استشعره مسبقا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي اكد في لندن ان هناك اجماع اقليمي ودولي على ضرورة الحفاظ على امن العراق واستقراره ووحدة اراضيه كواحدة من ضمانات امن المنطقة. ازاء هذه الاخطار والمهددات يقف الشعب العراقي في مقدمة المتطلعين الى اسطنبول املا في ان يضع اعضاء المؤتمر هناك نصب اعينهم ما بات يقلق المجتمع الدولي عموما ويهدد في المقدمة مستقبل العراق ووحدة شعبه ومصيره.
https://telegram.me/buratha