الأخبار

مجلة لابوينت الفرنسية الاسبوعية تلتقي سماحة السيد عمار الحكيم

1013 15:20:00 2007-11-01

أجرت مراسلة مجلة لابوينت الفرنسية الاسبوعية حواراً صحفيا مع سماحة السيد عمار الحكيم تناول فيه العديد من القضايا والمستجدات على الساحة العراقية والعربية والدولية وقضايا عديدة أخرى ذات صلة ..

وفيما يلي نص اللقاء ...

المراسلة / كيف تقيمون الوضع الأمني وخاصة في بغداد بالمقارنة مع عدة أشهر مضت كانت الاوضاع غير جيدة والناس في الغرب لديهم اعتقاد بان كل شيء يسير نحو الأسوء في بغداد ومن الصعب ايجاد التحسينات في الوضع ؟

السيد عمار الحكيم / لاشك ان هناك تطورا ايجابيا في الوضع الامني يشهده العراق ويلمسه المواطن على الأرض كما تشير اليه التقارير الرسمية بشكل واضح ، وهناك انخفاض في مستوى العلميات الإرهابية ، وهناك تفكك كبير في هذه المجموعات المسلحة ، واكتشاف الكثير من مخازن العتاد ، والقاء القبض على الشخصيات المتورطة في الإرهاب ، كما أن المناطق التي كانت حاضنه له أصبحت اليوم تواجه وتقاتل الإرهابيين ، بالرغم من وجود مجموعات لازالت تحمل السلاح وترهب المواطنين هنا وهناك وهذا ما تعمل الحكومة العراقية للسيطرة عليه .

المراسلة / اعتقد انكم لاحظتم ما يحصل في محافظة الانبار ، المجاميع التي اصبحت تطارد الارهاب تتشكل هناك ، ولكن كملاحظة مني كنت في النجف وكربلاء قبل ايام احسست بتواصل الاحساس بالتوتر والقلق بين الناس هناك ؟

السيد عمار الحكيم / طبعاً انا أثمن واقدر تقييم الآخرين ومن حقكم ان تستنجوا ذلك، ولكن نحن في اليوم الواحد نلتقي بالمئات من الناس ومن مختلف الشرائح ولدينا مقرات ومؤسسات منتشرة على الأرض في اغلب مناطق العراق ، ونجري اتصالات مستمرة ونتعرف على رأي الناس وتصورهم اتجاه المشروع عموماً ، نشعر بأن الناس بدأوا يلمسون التحسن ليس على المستوى الأمني فقط ، بل على المستوى الخدمي ومن حقهم ان يتطلعوا الى المزيد ، وكما قلت ان المجاميع المسلحة البعض منها اسائت في مناطق جنوب بغداد ولعل هذا ما استمعتم اليه من المواطنين هناك .

المراسلة / لكن ماهو السبب في هذا التحسن .. هل هو بسبب وجود القوات الامريكية ؟ السيد عمار الحكيم / هناك اسباب عديدة لمثل هذا التحسن واحدة من هذه الاسباب ان المؤسسة الأمنية العراقية بدأت تتكامل وتتطور ، كما أن بعض المجاميع التي كانت تحمل السلاح تعبت من حمل السلاح وآمنت بالعملية السياسية وانخرطت فيها ، القوات المتعددة الجنسيات بدأت تكتشف أخطاءها وتعدل من اتجاه مسارها بالتدريج ، الدول المجاورة للعراق بدأت تتفهم الظرف العراقي وتسعى لأن تكون أكثر ايجابية من السابق ، الخبرة في الإدارة والقيادة بدأت تتزايد لدى العراقيين ، الكثير من حكام وقيادات العراق اليوم كانوا في السجون اوالمهاجر، وهم يحتاجون الى وقت حتى يتعرفوا على كيفية إدارة الأمور .

المراسلة / قبل عدة أسابيع وقع والدكم على اتفاقية مع مقتدى الصدر أود ان اعرف المزيد عن هذه الاتفاقية ، وأسباب توقيعها ؟

السيد عمار الحكيم / بالحقيقية ان القوى الكبيرة عندما تزيد من اللقاءات والتحالفات فأن من شأن ذلك أن يساعد على الاستقرار في العراق ، أي بلد يعيش حالة الانفتاح الكبير بعد أن كان يعيش حالة الانغلاق بسبب الحكم الشمولي يواجه مثل هذه المشكلات ، العراق بلد فيه تعددية دينية ، تعددية مذهبية ، تعددية قومية ، وتعددية سياسية وكل هذا يتطلب إجراء لقاءات واتصالات واتفاقات مستمرة وهذا ما نقوم به في المجلس الأعلى .

المراسلة / الإعلام في الغرب دائماً يطرح أن هناك قتالا بين جيش المهدي وبدر ، أود ان اعرف ما هو الشيء الذي تقولونه لتغيير الصورة في الإعلام الغربي ، هل سيتوقف هذا القتال ، وما هي فائدة هذا الاتفاق الموقع وهل يستطيع معالجة الأمور ؟

السيد عمار الحكيم / طبعاً من الخطأ ان نفسر المشاكل الأمنية التي تحدث في جنوب بغداد بأنها صراع بين قوى سياسية ، نحن منذ سقوط النظام كنا أمام خيارين ، اما ان نبني دولة القانون او دولة المليشيات واخترنا ان نبني دولة القانون ، حولنا منظمة بدر التي كانت مؤسسة عسكرية الى مؤسسة مدنية سياسية قبل ان تطلب احد اوجهة منا ذلك ، بدر كانت أول مجموعة انسجمت بشكل كامل مع قانون دمج المليشيات بكل تفاصيلها ، بدر لاتمتلك السلاح الاّ بمقدار الدفاع عن النفس والمقرات وبتصاريح رسمية لحمل السلاح ، أود ان أؤكد هنا ان الصراع الذي يحصل هو بين مؤسسات الدولة من الجيش والشرطة ، وبين مجموعات خارجة عن القانون ، قد تكون قيادات الشرطة أو المحافظين من جهة محددة وقد تكون بعض المجاميع المسلحة تدعي انها من جهة اخرى ، لكن ليس الصراع بين قوى سياسية ، في فرنسا مثلاً قد يكون قائد شرطة من حزب معين يلاحق سارقاً او مسيئاً فيتبين انه من حزب آخر، ولكن لا يقال أن حزباً يقاتل حزباً آخر ، السيد ساركوزي قال كلمة طيبة في أول كلمة ألقاها بعد الفوز ، قال قبل ظهور النتائج كنت امثل حزبي أما الآن فانا رئيس فرنسا وامثل كل الفرنسيين ، هذه الكلمة طيبة وصحيحة ، نتمنى أن يكون هذا المنطق صحيحاً في العراق كما هو صحيح في فرنسا .

المراسلة / العراق يواجه مشكلة والكل يعرف وانتم ترونه بلداً مستقراً كيف يمكن ان يحصل استقرار مع وجود تلك الفكرة التي تدعو الى تقسيم البلد أي اعطاء الجنوب للشيعة وأجزاء أخرى لآخرين ، كيف يساعد هذا على استقرار البلد وتوحيده ؟

السيد عمار الحكيم / لاشك أننا مصممون على وحدة العراق وسنعمل كل مابوسعنا من اجل الحفاظ على وحدته ، ونجاح المشروع العراقي يتحقق بتماسك كل المكونات العراقية ، فاليوم الذي يشعر فيه العراقيون ان هناك قاعدة واحدة لإدارة البلاد يشتركون فيها ويؤمن كلً منهم بالآخر ويقبله شريكاً له ، وننطلق من دستور يرضى به كل العراقيين وتوزع الأدوار والثروات بشكل عادل ، بالتأكيد سنكون قد وضعنا الأسس الصحيحة لبناء العراق ، أما تقسيم العراق فلاتوجد أي جهة سياسية اليوم تنادي به ، نحن نتبنى النظام الفيدرالي ، وهناك ما يزيد على السبعين دولة في العالم تطبق هذا النظام وهي موحدة ، هذا ليس تقسيماً بل نعتقد انه مخرجاً لضمان وحدة العراق ، قد يطالب البعض بالتقسيم أو يريد ذلك حينما يشعر أن الوطن لايعطيه ما يريده ، بينما النظام الفيدرالي يوسع فرص المشاركة في إدارة البلاد بلا أستثناء ، وهذا معناه تعزيز الشعور بالانتماء الى الوطن والوحدة لدى جميع المواطنين .

المراسلة / ولكن هناك قائد سياسي آخر وهو مقتدى الصدر لايفضل الفيدرالية بل يتجه الى النظام المركزي في الحكم ، هل يمكن احداث اتفاق معين معه ، وهل ترونه يتمتع بشعبية كبيرة ؟ وهل تعتبرونهم وطنيين ؟

السيد عمار الحكيم / انا اختلف معكم في فهم أفكار السيد مقتدى الصدر ، ما نسمعه دائماً منهم انهم لايفضلون تشكيل النظام الفيدرالي حتى خروج القوات الأجنبية ، اذن المشكلة ليست في أصل فكرة الفيدرالية وإنما في التوقيت ، أما بخصوص الاتفاقات بالتأكيد فأن سياستنا ان ننفتح على كل الأطراف ونقنعها بما فيه مصلحة للعراق ، في الايام الماضية كانت هناك حوارات مع التيار الصدري شملت ملفات واسعة وكان من ضمنها موضوع الفيدرالية ، أما بخصوص الشق الأخير من السؤال ، نعم ان السيد مقتدى الصدر يتمتع بقاعدة شعبية ، هناك جماعات من أبناء الشعب العراقي كان لهم ارتباط عاطفي وديني بوالده الشهيد السيد محمد صادق الصدر وهم يجدون في السيد مقتدى امتداد طبيعي ووريث لأبيه ويحترمون أفكاره ويتبعونه .

ولا اعتقد ان كل من يحترمني فهو وطني ومن لا يحترمني فهو ليس وطني أو بالعكس ، المنطلقات الوطنية هي التي تجعل الناس وطنيين ، الالتزام بالمشروع الذي يخدم الوطن يجعل الإنسان وأتباعه وطنيين ونتمنى ان تكون كل القوى السياسية الموجودة في العراق وطنية ، ، نحن نعتقد ان من الانجازات التي حققناها في العراق الجديد هو وجود فرصة لأكثر من رأي في أن يتحرك على الأرض حركة اجتماعية تطوّر المجتمع .

المراسلة / وسائل الإعلام الغربية دائماً تقارن بينكم وبين السيد مقتدى الصدر ربما لان أعماركم متقاربه ، انتم قادة من جيل جديد بعد حقبة وفترة ما بعد صدام ، وانا اعتقد كلما زدتم قوة داخل حزبكم زادت المقارنه في وسائل الإعلام ما هو رايكم بهذه المقارنة ؟

السيد عمار الحكيم / اتمنى لكم ولمجلتكم ان تكتب المشتركات بيني وبين السيد مقتدى الصدر ، بالتأكيد نحن نشترك في أمور عديدة اذ اننا ننتمي لأسر دينية معروفة في العراق ودرسنا منهجاً علمياً واحداً في المعاهد الدينية ، ونحن كلانا ننتمي الى مدينة النجف ولكن آراؤنا قد تكون مختلفة في النظرة للواقع العراقي ، للمشكلات أو للحلول والمعالجات ، وكذلك الأولويات وكما قلت فمن الطبيعي ان يطرح اكثر من رأي على الشعب وهو الذي يختار .

المراسلة / ولكن الاختلاف في مواقفكم ، مقتدى دائماً يطلب خروج الامريكان من العراق وحزبكم لا يشاركه الرأي ، ما رأيكم ؟

السيد عمار الحكيم / قد أكون مختلفا معكم في قراءة موقفنا السياسي في المجلس الأعلى ، لا اعتقد أن المجلس الاعلى ولا أية جهة أخرى يشرفها ان تكون قوات أجنبية على أراضيها ، كلنا يعمل لاستعادة السيادة الكاملة ، الاختلاف بين مسارين هم يقولون جدولة خروج القوات الأجنبية اولاً ، ونحن نقول جدولة بناء القوات العراقية أولا ثم تخرج هذه القوات لأنه عندما تخرج القوات الأجنبية وقواتنا غير مهيئة سيكون هناك فراغ امني ، والإرهابيون والقاعدة والمتطرفون هم من سيملأ هذا الفراغ ، المسالة ليست مسالة أمنيات فقط ، المسالة نظرة للواقع وما يحقق المصالح ،

المراسلة / لم اجد منذ سنة اي تغيير في حجم صلاحيات القوات المتعددة الجنسيات ؟

السيد عمار الحكيم / قد اختلف معكم في ذلك ، لو قارنتم تخويل بقاء القوات الأجنبية السنة الأخيرة لـ( 2007 ) قرار ( 1770 ) بالقرار السابق للسنة الماضية لوجدتم الفرق واضحاً ولو قارنتم هذا القرار بالقرار الجديد لمجلس الامن والذي سيصدر نهاية هذا العام ستجدون الفرق واضحاً ايضاً ، نحن نعمل على توقيع اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة تمكنً العراق من استعادة السيادة الكاملة وتخرجه من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ومن الوصاية التي دخل فيها العراق منذ سنة ( 1990 ) بقرار ( 661 ) وهي مستمرة لهذا اليوم ، العراق لم يدخل الوصاية الدولية منذ دخول القوات الأمريكية قبل اربع سنوات وانما منذ 1990 وهذا ما لايعرفه الكثيرون ، ونحن ما زلنا نعيش مخلفات النظام السابق في كثير من الأمور هذا الاتفاقية ستخرج العراق من هذه المشاكل ، كذلك لم تتضمن بناء قواعد دائمة للقوات الأمريكية في العراق ينما هو تعاون امني لمكافحة الإرهاب ومساعدة في بناء القوة الأمنية العراقية في التدريب والجهوزية وأعتقد أن هناك فرقا كبيرا بما هو كان وما هو الآن وما ستؤول اليه الامور.

المراسلة / بالنسبة لهذه الاتفاقية هل عقدت أم ماذا ؟

السيد عمار الحكيم / هناك مشاورات طويلة جرت بين الطرف الأمريكي والعراقي وأشار اليها القادة الخمسة في توصياتهم قبل شهرين وسيستمر الحوار فيه والتوقيع عليه لاحقاً.

المراسلة / وهل الطرف العراقي يطلب عدم بناء قواعد عسكرية أمريكية دائمة ؟

السيد عمار الحكيم / نعم هناك تفهم من الطرف الأمريكي لذلك ولا ننسى ان هذا مطلبا للكونغرس الأمريكي ايضاً ، ونحن نسعى بالوسائل السلمية ان تستعيد السيادة العراقية بدلاً من الوسائل الأخرى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك