ووفق معلومات فقد عرضت الولايات المتحدة عدة خيارات عسكرية ضد الحزب الكردستاني مقابل تخلي أنقرة عن قرار القيام بتدخل عسكري في شمال العراق. وتقول المصادر الدبلوماسية إن الخيارات الأميركية هي أربعة، وتتمثل في عمليات تنفذها القوات العراقية ضد أهداف للكردستاني تحددها أنقرة، وعمليات تنفذها قوات البشمركة ضد مواقع الحزب، إلى جانب قصف مواقع المسلحين بالطائرات الحربية الأميركية، وتشكيل قوات مشتركة أميركية وعراقية خاصة لمحاربة مسلحي الكردستاني.
وقبيل وصول الوفد، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يريد أن تعمل واشنطن مع أنقرة كحليف إستراتيجي ضد المتمردين. وقال: "لقد تحركنا معاً في أفغانستان، ويجب أن نتخذ خطوات وسوف نفعل ذلك ضد الإرهاب على المستويين القومي والدولي". ورفض أردوغان الدعوات الأميركية لضبط النفس، مؤكداً أن قرار القيام بتدخل عسكري في شمال العراق يعود إلى تركيا فقط، وأنها مصممة على عمل عبر الحدود متى اقتضى الأمر ذلك.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ"راديو سوا" إن وفداً أميركياً ربما سيلتحق بنظيره العراقي لعقد مباحثات على مستوى ثلاثي. واعتبرت هذه المصادر التحاق الأميركيين أمراً إيجابياً من شأنه تحويل الاجتماع إلى خطوة عملية وملزمة لكافة الأطراف في بغداد وواشنطن وأربيل أمام أنقرة. من جانبه، أكد الرئيس التركي عبد الله غول، أن بلاده عازمة على اتخاذ الخطوات الضرورية للقضاء على الخطر الذي يشكله متمردو حزب العمل الكردستاني داخل تركيا انطلاقا من شمال العراق. وقال غول إن صبر أنقرة يوشك على النفاد وأنها لن تتغاضى عن الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني من شمال العراق، مع تأكيده على احترام وحدة العراق وسلامة أراضيه. وأوضح غول أن رد الدولة التركية على الإرهاب سيكون ضمن نطاق القوانين والأعراف الدولية فقط، مهما كان وقع أعمالهم الدموية كبيراً على البلاد.
أما وجدي غونول وزير الدفاع التركي فقدم معلومات للدول المتحالفة مع بلاده حول العمليات العسكرية على الحدود العراقية لمطاردة عناصر الكردستاني، وذلك خلال مشاركته في اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع دول حلف الناتو. وفيما أكد غونول حسب بيان وزارة الدفاع على احترام تركيا لوحدة الأراضي والسيادة العراقية وأنه ليس هناك أي خصوم مع أي فئة من العراق أو في المنطقة الشمالية، شدد غونول على إصرار بلاده في القضاء على جذور المنظمة الكردستانية، مشيراً إلى أن المساعي الدبلوماسية التركية ما زالت متواصلة لحل الأزمة سلمياً. وقال: "ننتظر من العراق أن يبدأ بأسرع وقت ممكن في تطبيق تعهداته لتركيا في موضوع حزب العمال".
https://telegram.me/buratha