ووضع «بلاك ووتر» القانوني غير واضح. فشركات الأمن الأجنبية تتمتع بحصانة من المساءلة العراقية وتخضع للقانون رقم 17، الذي سنته السلطة الأميركية بعد الغزو في العراق. ولكن الحكومة العراقية عازمة على الغاء هذا المرسوم وتمهيد الطريق لمحاكمة شركات الأمن الخاصة في محاكم عراقية وتوفير الفرصة للمواطنين العراقيين لرفع قضايا ضدها. واول من امس قررت الحكومة العراقية تأسيس لجنة لدراسة سبل الغاء القانون رقم 17، حسبما افاد به مسؤولون. واوصى محققون تابعون لوزارة الدفاع العراقية بطرد «بلاك ووتر» من العراق مع دفع مبلغ 8 ملايين دولار كتعويض لذوي كل قتيل. ومن جانبهم قال مسؤولون اميركيون ان أي إجراء ضد «بلاك ووتر» يجب ان يتم ارجاؤه الى حين الاطلاع على نتائج التحقيق الذي يجريه حاليا مكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي). جدير بالذكر ان محامي الضحايا رفعوا دعاوى في محاكم فيدرالية للحصول على تعويضات على ما اعتبروه جرائم حرب والقتل والقتل الخطأ. ويقول هيثم احمد، الذي قتلت زوجته، محاسن محسن كاظم وابنه احمد هيثم في الحادثة، انه كتب الى رئيس الوزراء نوري المالكي طالبا المساعدة، إلا انه لم يتلق أي رد من المسؤولين العراقيين. واتصل أحمد السبت الماضي بمسؤول في وزارة الخارجية سأله عن قدر التعويض الذي يريده، وأجابه أحمد بأن زوجته وابنه لا يقدران بثمن. وعندما أصر المسؤول على ضرورة تحديد رقم محدد للتعويض، رد أحمد قائلا: «مثل لوكربي». في إشارة الى التعويضات التي دفعت لأسر ضحايا طائرة بان اميركان الذي تحطمت فوق بلدة لوكربي باسكوتلندا وقدرها 8 ملايين دولار لكل اسرة. احمد اراد من مسؤول الخارجية معرفة ما اذا سيقدم المجرمون الى محاكمة مثلما حدث للمتورطين في حادثة لوكربي. ورفض احمد اول من امس الذهاب الى المنطقة الخضراء لتسلم التعويض من فريق بقيادة باتريشيا بوتينيس، نائبة رئيس بعثة السفارة الاميركية. وفي وقت لاحق علم أحمد من محمد عبد الرزاق انهم دفعوا مبلغ 12500 تعويضا عن قتل ابنه البالغ من العمر 10 سنوات. وقال احمد معلقا ان هذا رقم مذل، وأكد انه يفكر في الانضمام للذين رفعوا دعوى قضائية في الولايات المتحدة. كما رفض عبد الرزاق قبول المبلغ، وقال ان باتريشيا بوتينيس عبرت له عن تعازيها، لكنه يريد ان تعترف «بلاك ووتر» بما فعلته. وأضاف قائلا ان مدير «بلاك ووتر» لم يعتذر ولم يعترف بالجريمة. وقال عبد الرزاق انه ابلغ باتريشيا بوتينيس بأن المبلغ الذي عرض عليه قليل جدا للتعويض عن فقد ابنه، وقال مخاطبا السفير الاميركي ان الارهابيين يدفعون مبلغ 100 الف دولار للذين يفجرون انفسهم.
https://telegram.me/buratha