اجري المرصد العراقي لقاء خاص مع الاستاذ مؤيد العبيدي عضو مكتب الاسناد في ديالى تناول تطورات الوضع في ديالى واعطاء تقرير لما حدث فيها من ازمة امنية خانقة ادت الى استشهاد مايقارب 20000 شهيد وخطف وتهجير المئات من سكانها المدنيين.بداية لقاءشرح الاستاذ مؤيد العبيدي نبذة موجزة عن الوضع الجغرافي والسكاني لمدينة ديالى حيث تقدر مساحتها 88000 كم مربع، وعدد نفوسها 1،5 نسمة،والمدينة تتميز بتنوع مذهبي وعرقي، وتضاريس طبيعية مختلفة من سهول الى بحيرات وحتى جبال، ويعتبر 70% من ارض ديالى زراعية ولهذا هي المورد الرئيسي للعراق في المحاصيل الزراعية المهمة . وديالى تعتبر الصمام الامني للعاصمة بغداد فمدينة بعقوبة (مركز ديالى) لا يبعد سوى 60 كم عن العاصمة. الوضع السياسي لمدينة ديالى أعتبر الاستاذ العبيدي عضو الجمعية الوطنية (سابقا) ان مدينة ديالى تتميز بتركيز بعثي قوي حيث يوجد فيها 4 قيادات فروع و2 من اعضاء القيادة القطرية هما رشيد طعان وعبد الباقي سعدون إضافة الى مجموعة عزت الدوري، حيث ساهم هؤلاء بتغذية الإرهاب و وتوفير ملاذ آمنة للقاعدة، وتشير المعلومات الأخيرة انه وبعد عمليات سهم الخارق ونتيجة حدوث تصدع بين القاعدة والتنظيمات المسلحة، فان الكثير من القيادات البعثية هربت الى خارج القطر، خصوصا الى سوريا.وكشف العبيدي عن لقاءات حدثت مع خطوط بعثية منشقة عن قيادتها ( شارك في قسما منها شخصيا)، حيث وصلت المفاوضات الى مراحل متقدم ولكن توقفت بسب شروطهم التعجيزية والتي من أهمها عودت أفراد المؤسسات الأمنية من ضباط المخابرات والامن والجيش و رجوع العناصر الحزبية الى الحياة السياسية و إعادة الانتخابات . الوضع الامني وتشكيل مكتب الاسناد: شرح مؤيد العبيدي عضو مجلس الإسناد الحالة الأمنية قبل عمليات السهم الخارق الأخيرة ، حيث اطبق الإرهاب عليها بشكل كامل ، فالقاعدة سيطرت على مدينة بعقوبة وامتدت اذرع عناصرها الى المناطق المحيطة بها، وتحولت مناطق الكاطون والمقدادية وهبهب وبهرز الى بؤر رئيسية لعناصر القاعدة التي اعلنت امارتها الاسلامية في ديالى بشكل رسمي . وعلل العبيدي نشاط الارهاب في ديالى الى عدة اسباب اهمها: 1. نشاط البعثيين المتميز في ديالى وحضورهم النوعي فيها.2. وجود منظمة مجاهدي خلق حيث سخرت إمكاناتها المادية والعسكرية و الاستخباراتية في خدمة الارهاب.3. تغاضي القوات الامريكية عن جرائم الإرهاب نتيجة اتفاق غير مباشر بينهم وبين المجموعات المسلحة وذلك بعدم ضرب القوات الامريكية مقابل عدم التعرض لها.4. دعم المادي الكبير من دول الجوار العربي للمنظمات الإرهابية.5. هروب قيادات القاعدة من مناطق الانبار بعد طردها من قبل عشائر صحوة الانبار.6. غياب الدولة واختراق مؤسساتها الرسمية من قبل العناصر الارهابية والذي كان من ابرزهم عبد الله قائم مقام قضاء المقدادية والعديد من العناصر الأمنية المندسة والمتعاونة مع القاعدة انذاك.تدهور الوضع الامني في ديالى استدعى عقد مؤتمر في بغداد حضره مختلف الشخصيات العشائرية والمذهبية والقومية في ديالى اضافة الى وزير الدفاع والداخلية وممثل عن القوات الامريكية، والتقى المؤتمرين برئيس الوزراء نوري المالكي حيث طلب تشكيل لجنة عن المؤتمر تضع خطة عمل ومشروع لتحرير واعادة اعمار ديالى .وبالفعل تشكلت لجنة مكتب اسناد الحكومة التي تكونت من :احمد الجبوري ، فالح الفياض، هادي التميمي، طه درع السعدون، سليم عبد الله الجبوري، عامر حبيب الخيزران، تيسير المشهداني،هشام الحيالي، مؤيد العبيدي، واشخاص اخرين .واعتمدت لجنة(مكتب اسناد الدولة) مجموع من التوصيات من اهمها:1- دعم الحكومة العراقية وفرض اجراءات الدولة في ديالى .2- اعطاء صلاحية للتطوع افراد مدينة ديالى ضمن من المؤسسات الامنية وبالفعل تم تطويع مايقارب 5000 عراقي في سلك الشرطة والجيش ساهمت تلك القوات بمسك الارض بعد تطهيرها من الإرهابيين.3- إعطاء صلاحيات لمكتب (الاسناد الدولة) في العزل والتعيين في المناطق الادارية التابعة لمحافظة ديالى.4- تفعيل مجلس محافظة ديالى .5- قيام القوات الجيش العراقي والقوات المتعددة الجنسيات بهجوم على بؤر الإرهاب وتطهير مناطق ديالى من زمر القاعدة والمنظمات الارهابية.6- تشكيل لجان سياسية وامنية وعشائرية وغيرها تساهم في تنظيم العملية الامنية والسياسية والاقتصادية في محافظة ديالى.7- تشكيل لحان أمنية تساهم في رفد المعلومات وملاحقة عناصر القاعدة والزمر الارهابية . وذكر العبيدي ان مكتب أسناد الدولة تمكن من عقد مؤتمر ثاني ساهم في بلوة تشكيلاته واصبح يمثل مختلف شرائح مناطق ديالى من كافة توجهاتها القومية والمذهبية، واضاف الاستاذ مؤيد العبيدي ان اللجنة حضيت بتأييد واسع من قبل الحكومة العراقية و قوات الجيش والقوات المتعددة الجنسيات حيث تحول هذا الدعم الى خطط ميدانية تجسد بعمليات واسعة النطاق أطلق عليها ( السهم الخارق).أسفرت عمليات ( السهم الخارق) من قتل واسر المئات من الإرهابيين مما اضطر لهروب عناصر القاعدة الى مناطق حمرين وصلاح الدين ، واضاف العبيدي ان انتفاضة شعبية حدثت بين العشائر ضد القاعدة، مما مهد من طردها وتحرير مدينة بعقوبة والاقضية المجاورة لها ، وحاليا تعتبر 80% من مناطق ديالى محررة واصبحت الكثير من الطرق التي تربط بين بعقوبة و اقضيتها آمنة وسالكة. ورافقت العمليات العسكرية حملة إعادة أعمار وإسناد حكومي للمناطق المتضررة، حيث تم توزيع البطاقة التموينية بعد انقطاعها لمدة 9 اشهر، وتم صرف 5 ملايين دولار من قبل الحكومة العراقية كتعويضات لاضرار التي حدثت في المزارع نتيجة التخريب الذي مارسته المنظمات الإرهابية. و بعد التحرير زار 5 وزراء( التجارة والصحة والكهرباء والبلديات والهجرة) برفقة السيد برهم صالح نائب رئيس الوزراء المناطق المتضررة وتم رصد 400 مليار دينار كميزانية لاعادة أعمار محافظة ديالى . وكشف مؤيد العبيد عضو مكتب الإسناد ان محافظة ديالى تم تقسيمها الى 8 مناطق وذلك لغرض أجراء عملية المصالحة السياسية فيما بينها، واضاف العبيدي انه تم رفع شعار بين مختلف طبقات مجتمع مناطق ديالى ( لاسلاح الا في يد الدولة ولا وجود للمليشيات) وتابع العبيدي ان التفاهم والتعاون بين عناصر مكتب الاسناد جعل من القوات الأمريكية تذعن للقرار ته ولا تدخل في صلاحياته. واختتم الاستاذ مؤيد العبيدي عضو الجمعية الوطنية (سابقا) أن أطروحة( لجنة اسناد الدولة) في ديالى جعل منها مشروع يحتذي به في بقية مناطق العراق لانه ساهم في إرساء سلطة الدولة والقانون ولم يدع مجال للقوات الامريكية بتسليح العشائر والمليشيات المتسلحة بحجة محاربة القاعدة. التقرير من اعداد صلاح التكمه جي المرصد العراقي
https://telegram.me/buratha