(إِنّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصّلاَةَ وَآتَىَ الزّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللّهَ فَعَسَىَ أُوْلَـَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ). سورة التوبة : 18
أربع وثمانون عاماً مرت على المأساة الكبرى التي تعرض لها المسلمون في تهديم قبور ألائمة (عليهم السلام) في بقيع الغرقد من قبل الزمرة الوهابية الكافرة التي أخذت على عاتقها معاداة أهل البيت منذ القدم.فالزمرة التي أقدمت على هدم القبور مستخدمة السيف هي نفسها التي ساهمت في قتل الإمام علي وهي عينها التي دست السم لإبنه الإمام الحسن، وهي التي ساهمت في قتل الحسين بكربلاء في يوم عاشوراء وهم إنما يفعلون ذلك كخطوة منهم للقضاء على آثار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكل ما يمت إليه بصلة وأول ما بدأوا به هم آل بيته عليهم السلام.
ابتدء الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأحياناً كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة ثم بُنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء. ومن جملة من دفن في البقيع من أئمة أهل البيت عليهم السلام من أبناء رسول الله (ص) الإمام الحسن عليه السلام والإمام السجاد عليه السلام والإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام هذا إضافة إلى خيرة الصحابة والتابعين حيث وصل في الخبر إلى إن عدد الصحابة والتابعين الذين دفنوا فيه تجاوزوا العشرة آلاف. إلا ان مبغضي أهل البيت (عليهم السلام) لم يتوانوا برهة في تحقيق مآربهم والنيل منهم بأي وسيلة كانت ومهما كانت الطريقة وخصوصاً وهم يعرفون الخطر المحدق بهم والذي يمثله الفكر النير والأخلاق السامية التي تحلى بها اهل البيت عليهم السلام فراحوا يهدمون الأضرحة المشرفة ويزيلوا البناء الشامخ ظناً منهم بأن البناء الشامخ والقباب العالية هي من صنعت لهم التاريخ وحفظتهم في العقول والقلوب كل هذه الفترة من الزمن.
وامتدت أياديهم إلى ان تصب حقدها الأعمى وتصل الى سامراء العراق حيث الضريحين الشريفين للإمامين العسكريين عليهما السلام بالفكر عينه وبالطريقة والأيادي ذاتها التي هدمت بها الأضرحة المقدسة في البقيع الغرقد وسموم علماء السوء ما زالت تنفث السم القاتل في إزالة المراقد المقدسة في كربلاء والنجف وغيرها من المدن.لذا فأن من اللازم علينا ونحن نريد أن نحيي هذه المناسبة القيام بأمور عدة التي من شأنها أن توضح المأساة التي تعرض لها أهل البيت في حياتهم ويتعرضون لها في مماتهم عن طريق:
1- الإعلان عن مظاهر الحزن والأسى في ذكرى يوم هدم البقيع عن طريق لبس السواد والإكثار من زيارة مراقد أهل البيت وعقد المجالس الحسينية لذكرها وذكر اهل البيت عليهم السلام.
2- البدء بحملة لجمع التواقيع لمطالبة الحكومتين العراقية والسعودية ببناء قبور ألائمة عليهم السلام في سامراء وفي البقيع الغرقد.
3-الدور الكبير الملقى على عاتق الحوزة العلمية ا في دعوتها إلى رجال الأعمال والتجار في دعوهم لمحبي آل البيت عليهم السلام ومساعدتهم مالياً في زيارة المراقد المقدسة في البقيع أسوة بالمراقد الموجودة في العراق وإيران لتكثير السواد من جهة ومن جهة ثانية لتأكيد اعتزاز المسلمين بأئمتهم عليهم السلام.
4- إنشاء العديد من المؤسسات التي تعنى بالدرجة الأساس بالتأكيد على إعادة بناء القبور في بقيع الغرقد، ودعم هذه المؤسسات حتى تعمل عالمياً للتأكيد على إعادة بناء هذه القبور لما للأمر من أهمية تاريخية أثرية إضافة الى أهميتها الدينية.
5- كما ويقع على وسائل الإعلام دور مهم في بيان مظلومية اهل البيت عليهم السلام عن طريق إعداد برامج خاصة عن هذه المناسبة توضح كبر حجم المسألة تأرخياً وحضارياً.
6- إقامة المؤتمرات والندوات العالمية التي تدعو الى إعادة بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام وتأطيرها بالأطر السلامية التي تتضمن التسامح والحلم ونبذ التفرقة والدعوة الى جمع شتات الامة.
7- إنشاء مواقع خاصة على شبكة الانترنيت العالمية تعنى بهذه المسألة.
https://telegram.me/buratha