السيد عمار الحكيم: ننظر باحترام كبير وباعجاب شديد لتجربة اقليم كوردستان

أكد السيد عمار الحكيم الأمين العام لمؤسسة شهيد المحراب، ان صحة والده جيدة، وهو الان يقوم بممارسة نشاطاته بقيادة المجلس، مشيرا الى انه السيد (عمار) يقوم ببعض المهام التي يكلفه بها والده، وقال: «انا في خدمة العراق والوالد وانفذ ما يطلبه مني خدمة لبلدي وشعبي».

وتحدث السيد الحكيم لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف من مكتبه في النجف، امس عن مشروع فيدرالية اقليم الوسط والجنوب الذي يضم تسع محافظات، هي الكوت والديوانية والسماوة والناصرية والعمارة والحلة والنجف وكربلاء والبصرة، وقال ان «حديثنا عن اقليم الوسط والجنوب ليس جديدا، بل منذ ان تم الاستفتاء على الدستور العراقي، والدستور ينص على ان العراق دولة فيدرالية ديمقراطية واعطى الحق للمحافظات العراقية بتكوين فيدراليات خاصة بها، تكون خاضعة للحكومة الاتحادية او المركزية»، نافيا ان يكون «لمشروع اقليم الوسط والجنوب اية علاقة بمشروع بايدن، الذي يقسم العراق الى ثلاث فيدراليات طائفية وقومية، كردية في كردستان العراق في الشمال، وسنية في الوسط، وشيعية في الجنوب».

واضاف السيد الحكيم قائلا: «نحن ننطلق من مسؤوليتنا ازاء شعبنا العراقي، ونعتقد ان تشكيل فيدراليات داخل العراق سوف يحل مشاكل سياسية وامنية واقتصادية كثيرة، من خلال منح هذه الفيدراليات او الاقاليم صلاحيات واسعة وميزانيات لاعمار مدن الوسط والجنوب المظلومة، التي تعرضت للاهمال المتعمد طوال حكم صدام حسين، وان هذه الاقاليم سوف تقلل من الاحتقان الداخلي والصراع على المواقع، وتوفر فرص عمل حقيقية للعاطلين، بدلا من حصر جميع المسؤوليات في بغداد، حيث سيتمكن ابناء الوسط والجنوب من بناء محافظاتهم وتنفيذ مشاريع كبيرة فيها وبذلك نساهم بحل ازمات البلد».

وقال الأمين العام لمؤسسة شهيد المحراب: «اننا نعرف انه اذا ما تم تقاسم حمل أي ثقل او مسؤولية على الاخرين، فسوف يسهل على الجميع تحملها واداؤها على احسن وجه، كما سيكون من السهل تعمير ما تم تخريبه طوال السنوات الـ35 الماضية، التي عاشها شعبنا وتعويض الحرمان الذي عاشوه».

واوضح السيد الحكيم ان «تجربة الفيدرالية مطبقة في اكثر من 70 دولة في العالم، يشهد لها بالرخاء الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار السياسي، ونحن نريد تطبيق النظام الفيدرالي في اطار من الوحدة الوطنية وفي ظل شعب متماسك وحكومة قوية».

وفي تعليقه حول اتهام البعض بان اقليم الوسط والجنوب سيرتبط بايران التي لها نفوذ واسع في جنوب العراق، قال السيد الحكيم: «اعتقد ان هناك الكثير من التشويش في هذا الموضوع، وهذا عائد الى علاقة الشيعة بايران، خاصة في مناطق الجنوب القريبة من ايران، واريد ان اوضح اننا عراقيون وقد قدمت عائلتنا قافلة كبيرة وطويلة من الشهداء الذين تم اعدامهم على يد نظام صدام، وهم يدافعون عن حرية وكرامة الشعب العراقي والعراق الذي ننتمي له، وهذه الحقيقة يعرفها الجميع، ونحن حريصون على استقلالية القرار العراقي وارادة الشعب العراقي ونحن نتعامل مع ايران باعتبارها دولة جارة لها قرارها واستقلاليتها، كما نحن حريصون وبدرجة اكبر على بناء علاقات وثيقة وعميقة مع بقية دول الجوار العربي، خاصة دول الخليج العربي، ونحن نعمل باستمرار على بناء علاقات متينة مع دول الخليج، كما سنلبي اية دعوة تأتينا منهم حرصا على بناء جسور من العمل المشترك والثقة وبما يخدم شعوبنا».

ورفض السيد الحكيم تسمية اقليم الوسط والجنوب بالاقليم الشيعي، وقال «ان اقليم الجنوب ليس اقليما شيعيا على الاطلاق، نعم الشيعة تعدادهم اكثر من اخواننا السنة، لكن ليس هناك وعلى مستوى العراق فرز بان هذه المدينة شيعية واخرى سنية، فالشيعة والسنة والمسيحيون والصابئة واليزيديون والاكراد والتركمان موجودون في كل مكان من العراق كونهم عراقيين»، مشيرا الى ان محافظة البصرة تضم العرب السنة والشيعة وبقية الاديان والقوميات».

واستطرد السيد الحكيم قائلا: «في زيارتي الاخيرة مثلا الى محافظة الانبار، التي سعدت بها، طلب مني شيوخ العشائر السنية هناك عودة الاف العوائل الشيعية التي كانت تسكن في مدينة الرمادي منذ سنوات طويلة والمعروف ان مدينة الرمادي سنية، لهذا اقول ليست هناك مدينة شيعية واخرى سنية في العراق، ونحن نريد اقامة فيدرالية عراقية لا طائفية تشمل جميع العراقيين، لهذا نشدد على الاسس الادارية لنظام الفيدرالية في العراق، وعلى ان تكون ضمن اطار العراق الواحد والموحد».

واعرب السيد الحكيم عن اعجابه باقليم كردستان، وقال «نحن ننظر باحترام كبير وباعجاب شديد لتجربة الاخوة الاكراد في اقليم كوردستان، حيث استطاعوا ان يوفروا وضعا امنيا مستقرا وفرص استثمار وعمل وفق مبدأ التعايش والتسامح، وقد حقق الاكراد الكثير وفيدراليتهم خاصة فهم شعب له قوميته وثقافته وتقاليده، لكنه في ذات الوقت شعب عراقي ونتمنى ان تستفيد كل مناطق العراق من التجربة الكردية، وتشهد الامان والاستقرار».

واستغرب السيد الحكيم قلق بعض دول الجوار من اقامة فيدرالية في جنوب العراق، قائلا «ان العراق جزء طبيعي من العالم العربي، مع احترامي للاكراد العراقيين الذين لهم خصوصيتهم، ولا ادري سبب مخاوف دول الجوار، وهنا نطمئنهم باننا سنكون الدرع الواقي لهم من أية مشكلة قد تلحق بهم ونحن نرتبط بعلاقات طيبة مع جميع الاخوة العرب ونسعى لبناء علاقلات طيبة مع الاخوة العرب، سواء من دول الجوار او بقية الدول».

وتعقيبه على الوضع الامني قال «هناك تلكؤ بالوضع الامني واعتقد ان جوهر المشكلة هو اقناع جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية بضرورة الدفاع عن المشروع السياسي العراقي وانه اذا كان هناك قصور في اداء الحكومة فيجب معالجته من داخل مجلس الوزراء او من تحت قبة البرلمان، عبر الحوار الحضاري، ونحن في انتظار عودة المنسحبين من الحكومة».