أعرب الطالباني في حديث لصحيفة (الشرق الأوسط) نشرته اليوم السبت عن أمله في أن لا تقدم تركيا على عملية عسكرية كبرى في كردستان العراق، وشكا من انه ليست لدى بلاده قوات كافية لإخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني من جبال كردستان العراق. وحول تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد حول التدخل العسكري التركي في كردستان العراق، قال الطالباني "شخصيا كنت أمتنع دائما عن التعليق على المواقف السورية، حرصا على العلاقات التاريخية التي تربطنا بسوريا، ولكن هذه المرة لم أستطع تحمل هذا التجاوز الخطير لكل الخطوط". ووصف تصريحات الأسد بأنها "خطيرة وتتناقض مع روح التضامن العربي وروح التضامن والتعاون السوري العراقي.. إذ كيف يبادر رئيس دولة عربية إلى تأييد التدخل العسكري ضد الجمهورية العراقية.. هذا أمر خطير وظاهرة تسيء إلى العلاقات بين البلدين". وأضاف "كان الأجدر بالرئيس السوري أن يقول ما قاله الأمريكيون والأوروبيون من أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركيا". وكان الأسد أعرب خلال زيارة إلى تركيا الأسبوع الماضي عن تأييده لتركيا في القيام بعمل عسكري ضد حزب العمال شمالي العراق. وعن مطالب تركيا بإغلاق معسكرات الحزب، قال الطالباني "دستورنا ينص صراحة على عدم جواز بقاء قوى مسلحة أجنبية على الأراضي العراقية أو استخدامها لشن أعمال مسلحة ضد الدول المجاورة، ولكن ما الذي نستطيع فعله؟". وتابع "ما نستطيعه هو إدانة هذه الأعمال، لكن لا تتوافر لنا القوات الكافية لإرسالها إلى جبال قنديل لإخراجهم منها". وقال "نعتقد أن العمل المسلح يسيء إلى الديمقراطية في تركيا والى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وهذا هذا الأخير ظاهرة ديمقراطية جديدة، وهو رجل حكيم ويفهم أن التدخل العسكري لن يحل المشكلة ولن يؤدي إلى نتائج ملموسة". ووافق البرلمان التركي الأربعاء الماضي على مذكرة تخول الحكومة القيام بعملية عسكرية لمدة عام لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور في شمال العراق. واستطرد الطالباني قائلا "ما زلت استبعد التدخل التركي الواسع الذي يعارضه الجميع، ونائب الرئيس طارق الهاشمي نقل إلينا ملاحظات تفيد أن المسؤولين الأتراك وعدوه خيرا بالقول إنه ليس هناك عمل عسكري وشيك". وأوضح أنه تم اخراج المقاتلين الأكراد من المدن "ونسعى لإخراجهم من المناطق الآهلة وعدم السماح لهم باستخدام التسهيلات مثل الاتصالات بالخارج وجلب الأموال ونقل المواطنين من أوروبا الى كردستان العراق،و يجب أن نضع حدا لكل ذلك، وقد قمنا بإغلاق مكاتبهم في المدن العراقية بما فيها بغداد التي كانت مفتوحة تحت أسماء مختلفة". وبشأن مطالب الحكومة التركية بالقبض على قادة حزب العمال بشمال العراق، قال "لا نستطيع ذلك، كيف لنا أن نقبض على القياديين وهم موجودون في الجبال ومعهم آلاف الرجال، الجيش التركي بكل قواه لا يستطيع ذلك فكيف ننجح نحن؟". وكان أردوغان دعا السلطات العراقية أمس إلى إغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، والقبض على قادته وتسليمهم الى تركيا. وبشأن مشروع قانون النفط، والانتقادات الموجهة اليه، قال" هناك تشويش على المواقف الكردية، والحكومة الإقليمية تصر على أن النفط ثروة عراقية ووارداتها يجب أن تذهب الى حكومة بغداد وان الاتفاقية النهائية يجب التصديق عليها من المركز". وأوضح أن "ثمة بعض المشاكل ناتج عن أن بعض نصوص الدستور غير مفهومة بشكل جيد، وليس هناك أي طلب كردي للانفراد بالنفط وعائداته، ونحن نطبق النصوص الدستورية ونرى أنه يجب توزيع عائدات النفط بطريقة عادلة على كل المناطق العراقية من غير استثناء". وأكد أن" مشروع القانون لا يحرم بعض المناطق من العائدات النفطية". واستبعد إجراء استفتاء حول كركوك العام الحالي، لأن الإحصاء لم ينجز بعد والتطبيع لم يتم. الآن، وقال " التطبيع سائر في طريقه وهناك لجنة برئاسة وزير العلوم والتكنولوجيا بدأت بدفع التعويضات للعائلات التي تريد العودة الى مواطنها الأصلية، والذين لا يرغبون في العودة لن يطردوا ولكن لن يكون لهم الحق في المشاركة في الاستفتاء لتقرير مصير كركوك". وحول التوجه الأمريكي لخفض الحضور العسكري في العراق، قال الطالباني، إنه "عندما تتوافر لدينا قوات الجيش المدربة وقوات الشرطة المدربة سنتمكن تدريجيا من الاستغناء عن الوجود الأجنبي وقوات التحالف، ونحن الآن تسلمنا الأمن في 8 محافظات عراقية، ومع نهاية 2008 سنكون قد تسلمنا المسؤولية في كل المحافظات.. السؤال الذي يبقى مطروحا هو: هل سنكون بعد ذلك بحاجة للقوات الأميركية؟."وأضاف "طالما بقي التهديد الخارجي قائما، وطالما لا نستطيع منعه عنا ومنع تدخل دول الجوار الكبرى المحيطة بنا، فالجواب هو أننا سنكون بحاجة لهذا الوجود، إذا ضمنا عدم التدحل ونجحنا في تدريب وتجهيز قواتنا عندها نستطيع أن نقول للقوات الأجنبية: شكرا ومع السلامة". وأضاف "في تقديري، فمع نهاية العام الجاري تستطيع القوات الأميركية سحب 100 ألف رجل، والآخرون يمكنهم الانسحاب من المدن الى 3 أو 4 قواعد، وحالما تنتهي الحاجة اليهم يمكنهم المغادرة". وعن امكان إبرام اتفاق تعاون دفاعي بعيد الأمد مع واشنطن لابقاء القوات الأمريكية في العراق، قال نؤكد "ضرورة إقامة تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة، وإذا اتفقنا مع واشنطن على صيغة تناسب الطرفين ستعقد اتفاقية وهي التي ستنظم وجود القوات ومدة وجودها".