قالت صحيفة ديلي تلغراف الأميركية ان الوضع في الأنبار يزداد تحسنا وان العديد من مسلحي القاعدة فقدوا الأمل بالعودة الى تلك المحافظة المترامية الأطراف في الصحراء العراقية بعد حملة العشائر فيها ضد التنظيم بالتعاون مع القوات المشتركة في المحافظة.وقالت الصحيفة في تقرير لها من المحافظة ان المواطنين ماعادوا يشكون من حملات المداهمة والاعتقال التي تنفذها القوات الأميركية بعد كل عملية تواجهها من مسلحي تنظيم القاعدة في الماضي.وقالت الصحيفة ان مدينة القائم، التي كانت قد شهدت بداية الإعلان عن الدولة الإسلامية في العراق قبل مقتل الزرقاوي بعام، ثم عادت عشائرها فانقضت على القاعدة، أصبحت اليوم تواجه مشكلة عودة سكانها السابقين اليها بعد أن كانوا مصطفين مع تنظيم القاعدة.كما تواجه المدينة مشكلة النازحين عن المدينة بسبب القتال الذي وقع فيها خلال العام الماضي ضد تنظيم القاعدة وأجبر الأهالي على مغادرتها لحين انتهاء الحرب.وقال الشيخ كردي الشريجي، وهو أحد شيوخ العشائر في المنطقة، ان القيادة الأميركية تتبنى نظاما لتأهيل أبناء المدينة الذين تركوها سابقا بسبب معارضتهم لتنظيم القاعدة عندما كانت تفرض سيطرتها على المدينة.وأضاف الشيخ الشريجي أن شباب المنطقة لايمكنهم العيش خارجها أو الزواج والعمل بعيدا عنها، مشيرا الى أن القيادة الأميركية في المنطقة تلزم جميع العائدين بالتوقيع على تعهد بعدم العمل مع المتمردين أو تنظيم القاعدة.كما أكد الشيخ الشريجي أن هناك تحقيقا أوليا يجري حول خلفية العائدين للتأكد من عدم تلطخ أيديهم بدماء المواطنين العراقيين، موضحا أن العديد من العائدين تعاونوا مع المحققين وقادوهم الى خلايا لم تكن معروفة من قبل.وكانت القائم تعد سابقا محطة استراحة واستقبال للإرهابيين الأجانب والعراقيين القادمين من خارج الحدود قبل السيطرة الكاملة عليها من قبل القوات الأميركية. وحالما أعلنت تلك القوات السماح للعوائل والأفراد بالعودة اليها وصل نحو 50 مواطنا الى نقطة الحدود، وقد تمت الموافقة على دخول 40 منهم.وقال أحد العائدين، عندما أصبح واضحا للجميع ان القاعدة لا تريد جهادا في سبيل الله بل الإرهاب، لقد قررت العودة الى مدينتي لأعيش فيها بسلام. ويقول الشيخ الشريجي ان القوات الأميركية وفرت فرص عمل كمتعاقدين وسائقين وطهاة ونجارين لضمان عدم عودة العائدين الى أعمال التمرد.ويعلق الشيخ الشريجي أن البرنامج الذي يقوم به المجلس البلدي في المنطقة بدعم من القيادة الأميركية لا يضمن عدم العودة الى التمرد، لأن وسائل الإغراء التي يقوم بها تنظيم القاعدة مؤثرة هي الأخرى حسب وصفه، ولكنه يرى أن المواطنين يحتاجون الى فرصة أخرى لإثبات صدق توجههم نحو بلدهم