الأخبار

السيد عمار الحكيم يسلط الضوء على الأتفاق الأخير الذي تم التوقيع عليه بين سماحة السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدر في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية


سلط سماحة السيد عمار الحكيم الضوء على الأتفاق الأخير الذي تم التوقيع عليه بين سماحة السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدروالأهداف المتوخاة منه ، اضافة الى آخر المستجدات على الساحة العراقية والتطورات في المنطقة والعالم ، ومواضيع عديدة ذات صلة ..

جاء ذلك خلال المقابلة التي اجراها مراسل وكالة الأنباء الفرنسية مع سماحته الأحد 7/10/2007 في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الأسلامي العراقي وزعيم الأئتلاف العراقي الموحد ...وفيما يلي نص المقابلة :---

المراسل / بالنسبة لموضوع الأتفاق الأخير بين سماحة السيد الحكيم والسيد مقتدى الصدر ، هل تم بضغوط من المرجعية الدينية ، وهل أن الوقت مناسب الآن لإعلانه بهذا الشكل المفاجيء ، وما هو الهدف منه ؟السيد عمار الحكيم / التيار الصدري تيار سياسي وله قاعدته الشعبية الواسعة ، ومن الصحيح أن تكون لنا علاقات طيبة معه ، وكنا دائما نرغب في تعزيز العلاقة والتواصل الأيجابي البنّاء معهم ، مثلما نسعى لبناء مثل هذه العلاقات مع القوى والتيارات السياسية العراقية الأخرى . نحن نميّز بين التيار الصدري كجهة سياسية لها تمثيل وأعضاء في البرلمان ، وتمثيل في العملية السياسية بشكل عام ، وبين مجموعات خارجة عن القانون وتسيء الى المواطنين قد تتقنع بقناع معين وتدعي الأنتساب لهذه الجهة أو تلك ، ولكننا نعرف تماما أن هؤلاء لايمثلون التيار الصدري بأي حال من الأحوال ، كما أن الأخوة في التيار الصدري يؤكدون ذلك دوماً ، لقد كانت لنا جهود وحوارات واتصالات مع الأخوة في التيار الصدري خلال السنوات والأشهر الماضية ، ومن هنا لانرى أن هذا الأتفاق مفاجئا .

المراسل/ هل أن ما حدث في كربلاء مؤخرا من تصادم بين الشيعة كان السبب ونقطة الأنطلاق في الأعلان عن هذا الأتفاق ؟السيد عمار الحكيم / نحن لانفسر ماحدث في كربلاء على أنه تصادم شيعي – شيعي ، ماجرى هو أن مجموعات مسلحة خرجت عن القانون وتعدّت على الناس ورجال الشرطة والجيش المكلفين بحماية المنطقة تحملوا مسؤولياتهم في استتباب الامن ومواجهة هذه المجاميع المسلحة ، نحن نعتقد أن رأب الصدع وتعزيز العلاقة بين العراقيين شيء مهم ، وهي سياسة نعتمدها دائما .

المراسل / هل أن ماحدث في كربلاء من عنف يحمل طابعا سياسيا أكثر من كونه ذات طابعٍ طائفي أو دينيي ؟السيد عمار الحكيم / قد يكون لهذه المجموعات الخارجة عن القانون خلفيات سياسية ، وقد تكون لهم أهداف بيّنوها في التحقيق ، ولكن ماحصل ليس صراعا بين قوى سياسية عراقية ، ومن المؤكد أن أي صدام بين العراقيين في أي منطقة سوف يضر بالعملية السياسية والوضع العام في البلاد .

المراسل / لماذا أخذ الأعلان عن هذا الأتفاق هذه المدة الطويلة من الحوار والتواصل ( سنوات او اشهر ) ؟السيد عمار الحكيم / أنا قلت نحن في حوار مستمر ، وهذا لايعني أن هذه المدة الطويلة كانت من أجل الأعلان عن هذا ألأتفاق ، كنا قد شكلنا أئتلاف ودخلنا معا في ألأنتخابات ، ووقعنا على العديد من الأتفاقات ، كما وقعناها مع قوى سياسية أخرى ، أما هذا الأتفاق فهو لوضع الثوابت والآليات على الأرض في هذه المرحلة حتى يمكن تجنب الأشكالات وحل المشاكل .

المراسل / أذا كنتم قد دخلتم البرلمان سوية مع الصدريين ، وشكلتم حكومة معهم ، فما دواعي هذا الاتفاق أذن ؟السيد عمار الحكيم / من المعروف أن هناك مشاكل تحدث في العديد من المحافظات العراقية ، وهناك مجموعات تقوم باعتداءات أو أساءات ضد المواطنين ، وقد تدّعي هذه المجموعات الأنتساب لبعض الجهات ، كما أن هناك عصابات ومجموعات للتسليب ، لذلك عندما تجتمع القوى السياسية الكبيرة وتتخذ قرارا وتحدد المباديء ستكون قادرة على الوقوف ضد أية عملية خرق للقانون ، نحن نعتقد أن لا خيار ألا في بناء الدولة العراقية ومؤسساتها ، وفي سيادة القانون ، وفي حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية ، وفي التسامح بين العراقيين ، وهذا هو الذي يبرر هذه الأتفاقية مع التيار الصدري ، وكذلك يبرر التزاماتنا مع قوى عراقية أخرى .

المراسل / هل أن هذا الأتفاق يأتي ردا على الموقف الأمريكي في تسليح رجال العشائر في المحافظات الغربية ؟ وما هو رأيكم بعملية تسليح العشائر الذي تقوم به القوات الامريكية السيد عمار الحكيم / هذا الاتفاق لاعلاقة له بأية مشاريع أخرى على الأرض ، وأنما ينطلق ضمن الأطار العام لوحدة وتماسك العراقيين وحفظ مصالحهم . نحن نتفق مع القوات المتعددة الجنسية في اعتماد القوى الشعبية من حيث المبدأ ، ونختلف في آليات هذا العمل ، أن مبدأ الأستعانة بالقوى الشعبية في المناطق لتوفير الأمن فيها هو مبدأ صحيح ، ولكن التسليح العشوائي وأعطاء الاستقلالية للمجاميع المسلحة في السيطرة على المناطق خارج أطار الدولة شيء خاطيء وغير صحيح ، نحن نعتقد أن آلية التسليح يجب أن تخضع لعدة شروط منها ..أولا.. يجب أن يكون عناصر المؤسسة الأمنية من الجيش والشرطة حاضرة في هذه المناطق ، ثانيا..يجب التعرف على الأشخاص الذين يتم تسليم السلاح لهم والتأكد من عدم تورطهم بجرائم بحق العراقيين ، ثالثا.. أن يكون عملهم بالتنسيق المباشر مع المؤسسة الأمنية العراقية ، رابعا. أن تعتبر هذه الفترة تمهيدية للتأكد من حسن أداءهم لدمجهم مستقبلا في الجيش والشرطة ، خامسا..نعتقد أن وجودهم في فوج واحد وفي منطقة واحدة يخل بالمقاييس المهنية للمؤسسة العسكرية ، ولهذا يجب التعامل معهم كأفراد وليس كمجموعات .

المراسل / بعد الأنسحاب البريطاني من البصرة ، هل ترون أن عملية الأنسحاب هذه حالة أختبارية ، وكيف ترون النتائج مستقبلا ؟السيد عمار الحكيم / عملية النهوض والتنمية في كل المناطق تعتمد على توفر عاملين رئيسيين .., الأول وجود حكومة قوية قادرة على تطبيق القانون وتضمن الحقوق للمواطنين وتوفر فرص آمنة للأعمار والتنمية في البلاد وتمكن المواطنين من التعبير عن آراءهم بشكل حر .، العامل الثاني هو أن تتواءم وتتلاءم القوى السياسية لتسير ضمن هذه المباديء ، وتساعد الحكومات المحلية لتحقيق المسارات المشار اليها ، أن الأتفاق الأخير بين سماحة السيد الحكيم وسماحة السيد مقتدى الصدر يجب أن يقرأ من هذه الزاوية أيضا ، وهو محاولة لتحشيد القوى السياسية وتماسكها مما يساعد على تقوية الحكومة .

المراسل / خلال المحادثات مع التيار الصدري ، كيف عالجتم نقاط الأختلاف في موضوع أولويات سحب القوات الأجنبية من البلاد ؟السيد عمار الحكيم / بالتأكيد أن ما جرى في الأتفاق الأخير هو ليس أندماجا بين المجلس والتيار الصدري ، نحن والتيار الصدري جهتان سياسيتان قد نتفق على أمور ونختلف في أمور أخرى ، ولكن الشيء الثابت هو أننا مع الكثير من القوى العراقية متفقون على ضرورة أعادة السيادة الكاملة للعراق ، ورفع مستوى الجهوزية للمؤسسة الأمنية حتى يمكننا الأستغناء عن القوات الأجنبية في البلاد وعلينا أن نضع جدولا زمنيا لتطور واكتمال المؤسسة الأمنية العراقية ، فيما يرى البعض الآخر أن الجدولة يجب أن تكون لسحب القوات الأجنبية من البلاد ، أذن أصل الفكرة هو عراق بدون وجود قوات أجنبية وهو مورد أتفاق الجميع .

المراسل / أنتم شخصيا يتم وصفكم في الصحافة الغربية بأنكم من المقربين لواشنطن ، حتى ذكر أن واشنطن ترى فيكم أملا وفرصة في قيادة العراق ، ومن جهة أخرى فأنكم من المقربين الى طهران ، كيف توفّقون بين ذلك الأمرين المتناقضين نسبيا ؟السيد عمار الحكيم / انا قريب من العراق ومصالحه ، وحينما نستحضر مصالح البلاد ، نجد انها تتطلب أن تكون للعراق علاقات طيبة مع الدول الأقليمية ودول العالم ، ورأينا كيف أن النظام الصدامي لم يحصد شيئا من جراء سياساته العدوانية والأعتداء على الدول الأخرى سوى الدمار للعراق وشعبه ، نحن في العراق الجديد نبحث عن صداقات وليس عداءات .

المراسل / هل تتحدثون مع الأمريكان حول مخاطر الشدّ مع الأيرانيين ؟السيد عمار الحكيم / نحن نشعر بقلق كبير في العراق والمنطقة من التصعيد بين الدولتين ، كما أننا نتفهم أن العراق سوف يدفع ضريبة كبيرة لهذا الصراع ، مثلما ستدفع المنطقة برمتها مثل هذه الضريبة الثقيلة ، نحن نعمل على سحب فتيل الأزمات التي يمكن أن تلحق الضر ببلادنا والمنطقة ، ولهذا السبب دعونا في وقت سابق الى فتح حوار بين الدولتين ، كما دعونا مؤخرا الى فتح حوار بين أيران والدول العربية ، نتطلع دوما لتجنيب بلادنا مخاطر أية صراعات خارجية على الأرض العراقية .

المراسل / أريد أن أعرف المزيد عن العلاقة بينكم وبين السيد مقتدى الصدر ، وكلاكما من القادة المتميزين في المجتمع العراقي والمجتمع الشيعي بشكل خاص ، ولكل منكما وجهة نظر سياسية مختلفة ؟السيد عمار الحكيم / يجب أن نفصل بين العلاقات الشخصية والرؤية السياسية ، بالنسبة للعلاقات الشخصية فهي طيبة ، فهناك علاقة النسب اذ ان والدتي من اسرة الصدر وما يترتب عنها من علاقات أجتماعية ومحبة ، أما على مستوى الاتصالات السياسية فنقوم بها عبر العديد من الآليات ، فأحيانا عبر تبادل الوفود ، أو عن طريق الأتصال الهاتفي ، أو عن طريق اللقاءات الثنائية ، وما الى ذلك .

المراسل / كلاكما قيادات شابة ولكما مستقبل في العراق الجديد ، ولكن السؤال هل يتسع المجال لكما أنتما الأثنان أم لشخص واحد ؟السيد عمار الحكيم / العراق يتسع لكل العراقيين وليس لشخص واحد او اثنين ، بلدنا نعتز به ولايضيق صدرنا لوجود الرأي الآخر ، نعتقد أن الأنجازات التي تحققت في البلاد قد أخرجت العراق من الحزب الواحد والقائد الضرورة ، وأصبح بلدا متعددا ديمقراطيا تتحرك به كل الآراء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصيرة العقيلة زينب
2007-10-10
لقد كانت ردودك يا حفيد سيد الشهداء بلسما لجروح مظلومي العقود السوداء في العراق وعلقما في فم ظلمة تلك العقود من بعثيين ونواصب فلطالما افتقدنا قائدا يضع مصلحة الشعب فوق غروره واحلامه المريضة عسى ان يوفقكم الله وأيانا ونرى ما حلمنا به كي نكون زينا على ائمتنا لا شينا عليهم وننعم بالسلام الذي اشتق منه اسم ديننا الحنيف ونعطي العالم الصورة الحقيقية لديننا فنمحي ما شوهه المتطرفون والغلاة ليسلم الناس بالحكمة والموعظة الحسنة كما اسلم واهتدى الاندنوسيون مثلا لا بالسيف والغلضة كما اسلم وارتد الاسبان وسواهم
ابو محمد
2007-10-09
بارك الله فيك يا سيد يا ابن السلالة الطيبة فان العراق ذمة برقبتكم وما تسامحك في كلامك في كل المقابلات الا دليلا على الثقة بصواب منهجكم وان ردك المختصر بلا اخلال كما اطنابك دون املال دليل على عمق بلاغتك وقد اثلج صدري مبدأ العراق اولا وبناء الصداقات مع كل دول العالم من اجل العراق والعراقيين لا غير وكفى ان يقدم دم الفقراء قربانا لدول الجوار المتنعمة بخيرات فقرائنا فتارة حماة البوابة الشرقية واخرى ابناء ام المعارك وحينا فرسان جيش القدس وفي كل اعطينا ولم نأخذ باستثناء فضح حقيقة قائد الجحر الضرورة !
عبد الرزاق
2007-10-09
تسلم سيد اصيل وكلامك كله درر ان هذا الشبل من ذاك الاسد حفظك الله مولانا وسدد خطاك من اجل خدمة العراق والمذهب
بنت المرجعية
2007-10-09
والله انها اخلاق الانبياء في الصبر على الاذى والتنازل عن حقوقكم من اجل بناء هذا الوطن الجريح والحفاظ على الوحدة بين مكوناته فحفظكم الله وسدد خطاكم واثابكم خيرا على هذه المبادرة في هذا الشهر الفضيل ليكون اجركم مضاعفا .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك