يقول هيثم الحسيني رئيس المجلس البلدي لناحية جبلة "ان الناحية تتعرض ومنذ اكثر من اسبوع لهجوم منظم من قبل تنظيم القاعدة الارهابي ،اذ تقوم مجاميع مسلحة بالتحرك صوب الناحية من ثلاثة محاور، من جهة الشرق منطلقة من ناحية الصويرة ومن جهة الشمال حيث منطقة المالح ومن جهة اللطيفية في الشمال الشرقي من جبلة"، ويبين "ان اشتباكات بين عدد من العشائر تجري مع عصابات القاعدة تحديدا في المناطق التي شهدت عودت بعض العوائل الشيعية المهجرة مثل مناطق عجرش والخربانة وفرع الامام فيما تتمركز قوات الجيش والشرطة في مركز الناحية من دون ان تتدخل في الاشتباكات الجارية على اطراف الناحية".
ويذكر الحسيني "ان مدينة جبلة بدت خالية من السكان، اذ اغلقت الدوائر الرسمية ابوابها وامتنعت المدارس عن استقبال الطلاب، وباتت المدينة تعيش حظرا غير رسمي للتجوال، كون الاهالي والمسؤولين المحليين هناك يعيشون حالة قلق وتخوف من تمكن الجماعات المسلحة من السيطرة على مركز الناحية". ويستدرك "قوات الجيش والشرطة المتواجدة في الناحية غير كافية لصد أي هجوم محتمل، وان المسؤولين في المحافظة لم يرسلوا اية تعزيزات امنية".
ويضيف الحسيني "اللافت للنظر عدم وجود أي تحرك للقوات الاميركية المسؤولة عن امن المنطقة في الوقت الذي بات المسلحون فيه على بعد حوالي 18 كم من مركز الناحية ، واخذوا بنصب سيطرات وهمية على مفترقات الطرق الريفية التي تربط بين قرى الناحية التي بات اغلبها معزولا ومحاصرا من قبل المسلحين في حين يتولى اهالي هذه القرى مهمة الدفاع عن قراهم من دون أي اسناد حكومي او اميركي".
وفي مقابل هذا التصعيد الامني الذي اكده رئيس المجلس البلدي للناحية ، فان مصدرا في قوة العقرب اكد "ان ما يجري في جبلة صراع عشائري طائفي يكاد يتكرر يوميا بين عشيرتي المسعود الشيعية وعشيرة الجنابيين السنية المتهمة بايواء عناصر من القاعدة ".وتابع " الطرفان رفضا لاكثر من مرة اية مساع للصلح وهما مصران على الاقتتال فيما بينهما".
ويضيف المصدر "قوة العقرب تتدخل بين الحين والاخر، غير ان هذا التدخل لا يحل مشكلة كون الموضوع خرج من مصاف الاقتتال الطائفي المجرد الى مصاف الثار العشائري".
الى ذلك ، اعرب مراقبون عن استغرابهم من عدم تدخل القوات الامنية في محافظة بابل لفض النزاعات المسلحة بين الطرفين، مؤكدين انه "ينبغي على الاجهزة الامنية والقوات الاميركية ان تتدخل بقوة مادامت تعرف طرفي النزاع ولديها معلومات كاملة عن اسبابه والاشخاص الفاعلين فيه".
واشار المراقبون الى "ان ما يجري على الارض في جبلة يعد نتيجة طبيعية للمشروع الاميركي القاضي بدعم العشائر السنية وتسليحها او في افضل الحالات السماح لها بحمل السلاح بحجة محاربة القاعدة"، معربين عن اعتقادهم باحتمال ان يتكرر ما يجري في جبلة في مناطق اخرى من العراق وبالذات المناطق التي تشهد خليطا من السنة والشيعة".
ويرى بعض المراقبين "ان العجالة في دعم العشائر السنية امر غير محمود العواقب كون اغلب هذه العشائر كانت الى وقت قريب تمثل ملاذات امنة للقاعدة، ومن غير المستبعد ان تظهر هذه العشائر ما لا تخفي فيما هي مستمرة في تقديم الدعم بجميع اشكاله للقاعدة والمقاتلين العرب الذين ينفذون اعمالا ارهابية ضد المدنيين العراقيين وقوات الجيش والشرطة".
الملف برسhttps://telegram.me/buratha