الأخبار

عالم بيئي يرسم سيناريو كارثي لانهيار سد الموصل في شمال العراق

2884 08:58:01 2015-12-17

حذر باحث متخصص في مجال البيئة من امكانية انهيار سد الموصل في حال عدم الحرص على تدعيم أساساته، وأعتبر انهياره أكبر كارثة في تاريخ العراق الحديث، متوقعا أن يغرق الطوفان الناجم عن الانهيار مدينة الموصل بأسرها ويقتل مئات الآلاف من سكانها، وان المحافظات الجنوبية ومنها البصرة لن تكون بمنأى عن مخاطر جسيمة.

وقال عالم البيئة والتدريسي في جامعة البصرة شكري الحسن في حديث صحفي تابعته وكالة انباء براثا إن "الخبراء أدركوا بعد انجاز سد الموصل أنه شيد فوق تكوين جيولوجي من (الكارست)، ولم يكن قد استند على أرضية قوية تماماً، وهذا يتطلب تدعيم قواعده الرخوة من خلال حقنه بالخرسانة باستمرار، ولو توقفت اجراءات تدعيم أسس السد فإن ذلك يزيد من احتمال تصدعه وانهياره في أية لحظة يصل فيها ثقل المياه وضغطها الى نقطة اللاتحمل (Overloaded)"، مبيناً أن "عند انهيار السد سوف ينطلق طوفاناً خاطفاً (Flash flood) يكون عارماً وهادراً يصل ارتفاعه الى نحو ١١٠ أمتار، وسوف يغمر في غضون ساعتين فقط مدينة الموصل بالكامل ويقتل مئات الآلاف من سكانها".

ولفت الحسن الى أن "الطوفان الهائج سوف يتدفق بلا توقف عبر مجرى دجلة الأدنى والضفاف المحيطة به ليكتسح كل المدن والقرى التي تصادفه حتى يداهم العاصمة بغداد ويُغرق المناطق المنخفضة فيها ويتسبب بقتل الآلاف ونزوح الملايين"، مضيفاً أن "مع استمرار توجه الطوفان صوب الجنوب تماشياً مع انخفاض منسوب الأرض والمنحدر الهيدروليكي لحوض دجلة فسوف يحل الخراب بالكثير من المدن والمناطق في وسط وجنوب العراق".

وأشار الحسن الى أن "الطوفان عندما يصل الى البصرة يكون فقد قدراً كبيراً من كتلته المائية وضعفت طاقته الكامنة بسبب طول المسافة التي قطعها، والتي تبلغ نحو ٩٥٠ كم، لكنه مع ذلك يبقى يشكل خطراً لا يستهان به"، معتبراً أن "مياه الطوفان عندما تصل الى البصرة فإنها تأتي عن طريق مجرى دجلة الذي يرتبط بشط العرب في منطقة القرنة، وهنا ينخفض منسوب الأرض باتجاه الجنوب من حوالي ٤,٥م إلى أقل من ٠,٥م، وهذا الانبساط يعمل على غرق المناطق المتاخمة لأكتاف الأنهار، ولأن معظم التجمعات والمستوطنات البشرية (مثل النشوة، القرنة، الشافي، الدير، الهارثة، مركز البصرة، التنومة، أبي الخصيب، السيبة، الفاو) تقع على مسار الطوفان، فمن المتوقع أن لا يقل الضرر جسامة عن المناطق الواقعة في الجزء الأعلى من مجرى النهر".

وبين العالم الذي له الكثير من الدراسات والاسهامات العلمية في مجال البيئة وتلوثها أن "سكان البصرة سيكون لديهم الوقت الكافي للهرب أو أخذ التدابير اللازمة عند انهيار السد، لذا من غير المرجح أن تكون الخسائر فادحة في الأرواح، إلا أن الأضرار المادية ستكون جسيمة"، مرجحا "ارتفاع مناسيب مياه دجلة وشط العرب بقليل عن ضفافهما، ولكنها ستفيض حتماً إلى المناطق المجاورة، وأن هذا الفيضان (المنخفض المنسوب والواسع الانتشار) قد يدفع بأكثر من مليوني نسمة في البصرة إلى النزوح صوب المناطق الأكثر ارتفاعاً (مثل قضاء الزبير)".

وأضاف الحسن "الطوفان سوف يصيب البنى التحتية والمنشآت الخدمية المتهالكة أصلاً بأضرار بالغة، إذ سوف تطفح شبكات المجاري، وتغرق الشوارع، وتتقوض أساسات المباني، وتنتشر برك المياه الملوثة، وتنقطع خدمات تصفية وضخ الماء وانتاج وتجهيز الكهرباء، وتتوقف خطوط النقل والمواصلات، وسوف يشح كذلك الغذاء والدواء والوقود وغيرها من متطلبات المعيشة، كما سوف تتعطل معظم المؤسسات الحكومية عن الدوام، وقد يدوم هذا الحال حتى تنحسر المياه وتذهب في نهاية المطاف الى الخليج".

وشدد الحسن على أن "هذا السيناريو الكارثي هو مجرد تكهنات مبنية على حسابات علمية"، مؤكداً أن "انهيار سد الموصل لو حدث فسيكون بلا شك الحدث الأكثر ترويعاً وكارثية في تاريخ العراق الحديث، وهو أمر غير مستبعد في ظل تداعي الأساسات وتوقف حقن الخرسانة وتزايد ضغط الماء، كما ينبغي النظر الى حوادث مشابهة شهدتها بعض الدول، ومنها اوكرانيا التي انهار سد فيها مطلع الثمانينات وأسفر عن دمار واسع".

يشار الى أن وزارة الموارد المائية قد أعلنت في أكثر من مناسبة خلال الاعوام القليلة الماضية أن السد غير مرشح للانهيار، وانها مستمرة في صيانته وتحشية أسسه بمادة الاسمنت لمنع حدوث تخسفات أو ظهور تشققات.

يذكر أن سد الموصل المشيد على نهر دجلة يعد أكبر سد في العراق، ورابع أضخم سد في الشرق الأوسط، وتم تدشينه في عام ١٩٨٦، وبلغت كلفة انشاءه أكثر من مليار دولار، ويصل ارتفاع السد الى ١١٣ متراً، ويبلغ طوله نحو ٣,٤ كم، ويحتجز السد خلفه بحيرة شاسعة وخزاناً ضخماً يضم نحو ٨ مليارات متر مكعب من المياه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك